على أرض ساحة السرايا وسط قطاع غزة توشحت أمهات وذوات الشهداء بوشاح العزة والفخار ، وشاح سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خلال مهرجان سيف القدس اقترب الوعد الذي نظمته الحركة احتفاءً بنصر المقاومة وتمجيداً لدماء شهدائنا التي سالت خلال العدوان الذي شنه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في معركة "سيف القدس" وفي مشهدٍ يُرفع له الجبين وتنحني له الهامات وقفت نساء وزهرات فلسطين تنتظر الموكب العسكري المهيب لمجاهدي سرايا القدس بمختلف التشكيلات والوحدات القتالية تزفهم بالورود مكبرة مهللة حامدة لله أنه جعل من أبنائنا ما يغيظ قلوب العدو.
وشهدت ساحة السرايا حضور الآلاف من المشاركين الذين جاءوا من جميع محافظات قطاع غزة بعد صلاة العصر مباشرة حاملين أعلام فلسطين ولافتاتٍ تمجّد المقاومة وتبارك النصر العظيم الذي حققته المقاومة وسط تشغيل أناشيد وطنية مؤكدين التفافهم حول مقاومتهم ودعمهم لها بكل ما أوتوا من قوة.
جلادة قلب
وفي جلادة قلب ورباطة جأش ٍ تمرّغ أنف العدو بالتراب لا نعهدها إلا على نساء فلسطين وقفت والدة الشهيد أحمد النجار متوشحة بالكوفية وبين يديها صورة نجلها أحمد الذي استشهد أثناء تأدية عمله الجهادي في معركة سيف القدس مهللة مكبرة بكل فخر تردد: " الحمد لله الذي أكرمني بهذا الفضل فأنا اليوم أقف مرفوعة الرأس بما ربّت يداي فأنا وهبت ابني "أحمد" لله منذ أن أهديته لحركة الجهاد الإسلامي منذ صغر سنه وأنها كانت تتوقع خبر استشهاده في أي لحظة وتضيف:" كلي فخر بدماء ابني التي سالت فداءً للأقصى والقدس فنحن هكذا نربي أبنائنا نقدم أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير أقصانا وفلسطين من دنس المحتل الصهيوني".
أما والدة الشهيد معاذ الزعانين التي وصفت ابنها بالبطل معاذ التي أوضحت أنه أمضى حياته في الجهاد وربح بيعه الذي بايعه لله ونال الشهادة بعد قصف الاحتلال لمنزله وأنها اليوم جاءت لتشجع مسيرة المقاومة مؤكدة أنها ماضيةً على درب الشهداء حتى تحرير فلسطين.
أما قريبة الشهيدين منذر ومنار عبد الكريم بركة توضح أنهما كانا عائدان من أرضهما، فهما مزارعان وصغار السن فمنذر ابن ال١٧ عاما ومنار ابن العشرين عاما ذنبهما الوحيد أنها كانا عائدان من أرضهم التي يعملان بها، وهذا يؤكد لنا بأن الاحتلال لا يستهدف المقاومة فقط بل يستهدف المدنيين العزل
وكرّمت حركة الجهاد الإسلامي العديد من عوائل الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف الإسرائيلي الغادر على القطاع من بينهم قادة من سرايا القدس وهم (سامح المملوك، محمد أبو العطا، كمال حجاج، وحسام أبو هربيد) وثلة من مجاهدي النخبة لسرايا القدس وعدد من العوائل التي هدمت منازلهم.
حضور لافت
وفي حضور لافت ومشرف للإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالمشاركة في مهرجان "سيف القدس. اقترب الوعد" أوضحت مسؤولة لجنة الفعاليات العامة للإطار الأستاذة حنان صالح بأن نساء الجهاد زحفت من كل المناطق لتؤكد التفافها حول المقاومة حول سرايا القدس ودعمها الكامل للمقاومة وتجدد العهد والبيعة أمام الله لأمين المقاومة أبو طارق النخالة وهذا إن دلَّ فإنما يدل على أن الحاضنة الشعبية للمقاومة هي بألف ألف خير ولن تتخلى عن مقاوميها ومجاهديها حتى التحرير لكامل فلسطين.
عنوان للصمود والتحدي
وأكدت صالح بأن الدور الذي تؤديه خنساوات فلسطين أمهات الشهداء وهي تُعد أبنائها وتجهزهم وتودعهم وهم ذاهبون في طريقهم إلى الشهادة ما هو إلا عنوان للصمود والتحدي والشموخ، فوالدة الشهيد وهي تودع فلذة كبدها شهيدا وتكون أول الحاضرين في عرسه وتكريمه، ترقب أقرانه وأصدقائه ممن بقوا بعده ليكملوا المشوار، وإذ بها تطلق الزغاريد ابتهاجاً بنصرهم وابتهاجاً بكرامتها كأمٍ لشهيد نتعلم نحن منهن الصبر والجلد ونتقوى بعزائمهن لإكمال المسير.