غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

وهنا تكمن الهزيمة

خالد صادق.jpg
قلم/ خالد صادق

في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, ونشوة الانتصار التي عمت المنطقة برمتها, والمعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بقوة السلاح على الاحتلال الصهيوني, تجسد مشهد فاضح للهزيمة كان بطله سفير دولة الامارات العربية المتحدة في تل ابيب المدعو محمد محمود ال خاجة الذي زار ما يسمى برئيس مجلس حكماء التوراة الحاخام الأكبر "شاس" شالوم كوهين في منزله في أورشليم حيث تلقى منه بركة الكهنة ودار الحديث عن الاتفاقات الإبراهيمية كما تبادلا الهدايا الرمزية ودعا السفير الحاخام لافتتاح معبد الديانات الإبراهيمية الـ3 في أبو ظبي”. من جهته نشر موقع “كان” العبري تقريرا عن زيارة السفير الإماراتي للحاخام، كاشفا أن السفير الإماراتي “وصف الأحداث الأخيرة "ملحمة سيف القدس " بالجنون وإننا بحاجة لحكمة واحد من أمثال الحاخام” . وفي مقطع فيديو متداول، قال السفير الإماراتي إنه” صدم عندما جاء إلى إسرائيل حين شاهد مسجدا في تل أبيب على غير ما تقدمه القنوات مثل الجزيرة وغيرها, حزب شاس الصهيوني الذي يحمل معتقدات توراتية حيث يرفض إيقاف الاستيطان، ويرفض التفاوض حول مستقبل مدينة القدس، ويطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم, وقد عارض إقامة المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية في كامب ديفيد عام 2000, كما عارض خطة الانسحاب من قطاع غزة 2005م , ويرفع عناصره شعار الموت للعرب, والعربي الجيد هو العربي الميت ويرفض الترسيم.

أل خاجة المتصهين قام بخطوته هذه وفي هذا الوقت تحديدا في محاولة يائسة لتغييب مشهد النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الصهيوني في ملحمة سيف القدس, وهو يريد ان ينقذ اليمين الصهيوني المتطرف من الانتقادات الداخلية المتبادلة بينها ومن التباين الواضح في المواقف والانقسام حول موقفهم من نتنياهو, السفير الاماراتي المتصهين قال انه تحدث مع الحاخام عن الاتفاقات الابراهيمية ولأنه يعيش خارج حدود الكون يظن "المسكين" ان الابراهيمية لا زالت قائمة, وان صفقة القرن التي يتلفح بها لا زالت قائمة, وان ترامب لا زال رئيسا للإدارة الامريكية ويمضي بوعوده لإسرائيل والامارات, او علها رقصة الموت التي يؤديها ال خاجة وهو يعلم ان صفقة القرن تلفظ انفاسها الاخيرة, وان الادارة الامريكية الجديدة اقرت انها غير واقعية وغير قابلة للتطبيق على الارض, ال خاجة وضع رأسه في حضن الحاخام ليباركه بعد ان طمس الله على قلبه فسلك دروب الضلال, وقد اراد ان يخطب ود الحاخام فكذب على نفسه بأن هناك مسجدا في تل ابيب وهو لا يعلم ان المسجد في يافا بحكم وجود فلسطينيين فيها, وبشر ال خاجة بان الامارات ستشهد افتتاح معبد الديانات الابراهيمية الثالث, ولا ادري كيف يمكن ممارسة الطقوس الدينية في هذا المعبد وفق النصوص الابراهيمية هل باليهودية او المسيحية ام ..... انه الضلال بعينه الذي يتجرعه ال خاجة ولا يكاد يسيغه لكنه عبد مطيع تسكنه تخاريف الحاخامات وكأنه يعيش عهد اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى.

آل خاجة المتصهين ارتكب العديد من الخطايا في هذا اللقاء المشبوه, فهو زار الحاخام الصهيوني في بيته بمدينة القدس المحتلة وهذا يمثل اعتراف ضمني من الامارات ممثلة بسفيرها المتصهين بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل, وان الفلسطينيين لا حق لهم بقدسهم واقصاهم, كما ان الزيارة لحاخام من شاس وهو من الحاخامات الذين ينادون بالموت للعرب والتهويد والتهجير والتمييز العنصري, الخطيئة الثالثة انه ينادي بالديانة الابراهيمية التي يطرحونها كبديل عن الاسلام, والله عز وجل يقول " ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين", وقد وصف الاحداث الاخيرة بالجنون, فقصف تل ابيب بالنسبة لآل خاجة المتصهين جنون, اما قصف الاطفال والبيوت والابراج السكنية بطائرات حربية صهيونية مقاتلة فهو قمة التعقل, وهو يرى ان الفلسطيني هو المعتدي وليس الاحتلال, لأنه يرى بعيونهم هم وليس بعيون عربية اصيلة, آل خاجة المتصهين تلقى من الحاخام الصهيوني المجرم "بركة الكهنة" وقال ان العالم بحاجة لحكمة هذا الحاخام, ولا ادري عن أي حكمة يتحدث, هل هي حكمة القتل واراقة الدماء وازهاق الارواح, ام حكمة انتهاك حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية, واستباحتها والسعي للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك, ثم ختم بدعوة الحاخام لزيارة الامارات, رغم ان الشعب الاماراتي يرفض التطبيع واقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم, لكن عيون ال خاجة لا تريد ان ترى هذه الحقيقة, وهنا تكمن الهزيمة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".