غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور حقوقيون يدعون لفضح انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين وملاحقته في المؤسسات الدولية

مؤتمر الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ‫(29863819)‬ ‫‬.jpeg
شمس نيوز - غزة

شدد حقوقيون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، على أن قوات الاحتلال باستهدافها للصحفيين ومقراتهم، ومؤسساتهم العاملة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، تشكل انتهاكًا واضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وقواعد التعامل مع المدنيين خلال الحروب والنزاعات.

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمته الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بعنوان "انتهاكات قوات الاحتلال للصحفيين خلال العدوان على قطاع غزة (آليات وإجراءات العدالة)".

الصراع أصبح دمويًا على الصورة

مفوض عام الهيئة عصام يونس، قال "إنه من الواضح أن الصراع اصبح دمويًا على الصورة، لذلك حاولت قوات الاحتلال على ملاحقة الصحفيين لعدم نقل جرائمه التي جابت العالم بعدساتهم، وتقاريرهم".

وشدد يونس على أن ما قام به الاحتلال خلال العدوان الأخير من جرائم ترتقي لدرجة الفجور في الجريمة، من خلال مسحه لأسر كاملة من السجل المدني، بالإضافة إلى تدمير دول العبادة، وقصف وتدمير البنى التحتية من معدات الصرف الصحي والكهرباء، وتدمير المنازل على ساكنيها، ووصل الأمر لتدمير المؤسسات والمكاتب الاعلامية بشكل ممنهج ومقصود.

وأشار إلى أن وجود اتفاقيات دولية خاصة بالسكان المدنيين في المناطق والأراضي المحتلة، ومن ضمنهم الصحفيين، تحرم وتجرم أي مساس بهم، أو ترويعهم واستهدافهم، مضيفًا "حتى المقاتلين الذين يلقون السلاح -أسرى الحرب- لهم اتفاقيات بعدم قتلهم والاعتداء عليهم بأي حال من الأحوال".

وبين أن المواثيق الدولية لم تحمل اسم حرب، كون الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الشبيهة جاءت لصناعة السلام، -كما تقول مواثيقها-، مضيفًا "الكلمة التي يجب أن تطلق على الأراضي الفلسطينية، هي العدوان المستمر، من قبل قوات الاحتلال التي لا تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية".

الاحتلال يطبق نوايا سابقة

من ناحيته نائب مدير عام الهيئة جميل سرحان قال "وفق المتابعة للعدوان الأخير على قطاع غزة فإن قوات الاحتلال ارتكبت جريمة حرب بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، ومنهم الصحفيين الذين استهدفتهم ومقراتهم".

وذكر سرحان أن العدوان أدى لسقوط شهيد بالإضافة إلى أكثر من 10 إصابات وتدمير المنشآت الصحافية ما يدلل على أن الاحتلال لم يراعِ قاعدتي التمييز والتناسب، التي تفرض عليها احترام العمل.

وأضح أن ما كانت تقوم به قوات الاحتلال من استهداف وتدمير للأبراج السكنية أو التي تحوي على مؤسسات إعلامية كانت تطبيق لنية وقرارات سابقة اتخذت بالهدم والتدمير، مضيفًا "يتم إبلاغ سكان هذا البناية أو البرج فقط أمام الإعلام، وما يحصل تطبيق لقرارهم المتخذ مسبقًا".

وقال "قرار استهداف المنازل على ساكنيها أيضًا كان تنفيذ لقرار اتخذ بهذا الشأن"، لافتًا إلى أن ما حصل مع الشهيد يوسف أبو حسين، وغيره العشرات من الأسر والعائلات التي دمرت منازلهم دون إبلاغ، دليل على هذه السياسة.

وبين سرحان أن استهداف المنازل والأبراج كان بحجة وجود مقرات أو قواعد عسكرية فيها، وهو ما لم يتم إثباته لا أثناء العدوان ولا بعده، من خلال البحث من قبل الهيئات الحقوقية المختلفة، التي قامت بالبحث والتحري في هذا الشأن تحديدًا، متابعًا "قوات الاحتلال ارتكبت جريمة حرب وجرائم ضد الانسانية ينبغي محاسبة مقترفيها".

ودعا لضرورة استثمار كل التحركات الدولية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، والتي ظهرت بشكل جلي خلال العدوان الأخير من خلال عدة خطوات أهمها تشكيل مجموعة ضغط إعلامية تعمل على التواصل مع هذه الحراكات، وتمدها بكل الوثائق التي تدلل على ارتكاب الاحتلال لجرائم حرب في الأراضي الفلسطينية.

وتابع "من مهام هذه اللجنة والمؤسسات المختلفة سواء الحكومية أو الحقوقية أن تعمل على إضافة هذه الجرائم على سجل المؤسسات الدولية، والتقارير السنوية التي ترفق، خاصة في (اليونسكو) وغيرها لما لها من تأثير حقيقي على المستوى الدولي".

وشدد على ضرورة وضع هذه الانتهاكات أمام المقررين الدوليين المختلفين، كالمقرر الدولي الخاص بحقوق الانسان، والمقرر الدولي الخاص بحرية الرأي والتعبير، والمقرر الخاص بجبر الضرر ومقرر الحق في الحياة، بالإضافة إلى محكمة الجنايات الدولية، التي قررت تشكيل لجنة كاملة متكاملة للبحث في الاعتداءات على حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية.

الصحفيون يخوضون المعركة بشكل علني

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن هذه الاعتداءات جزء من حالة الصراع، مشيرًا إلى أن الاعلام جزء من أدوات الصراع الفاعلة جدًا.

وقال "الصحفيون هم الجيش الذي يخوض المعركة بشكل علني، ويخاطب الرأي العام، ويخوض هذه المعركة باستظهار الحقيقة مقابل التزوير، حتى فيما يتعلق بالرواية التاريخية".

وشدد عوكل على أن الإعلام الفلسطيني استطاع هذه المرة لعب دور هائل في التأثر على الرأي العام، المحلي والدولي وقدم الحقائق من قلب الحدث، مضيفًا "لم يسلم الأطفال من القتل الإسرائيلي والعدوان، فمن الطبيعي ان يكون الصحفي ملاحقًا".

وتابع "إذا كان المقاتل في مهامه متخذًا لإجراءات احترازية، -كما اعترف الاحتلال بأن سلاح الطيران لم يعد له جدوى في هذه الحرب- فالصحفي كان يقتحم كل الأماكن دون خوف، وكان معرض للقتل والموت في كل لحظة".

وشدد عوكل على أن "اسرائيل" ستبقى تحارب الاعلام وتلحق به ضرر، متابعًا "المفترض من الجهاز الصحفي أن يكون حاضرًا في الميدان لملاحقة أي اعتداء أو أي جريمة بحق الصحفيين أو مؤسساتهم".

وأكد على ضرورة تكاتف الصحفيين وتفعيل النقابة، والتواصل مع المجتمع الدولي والتنسيق مع المؤسسات الحقوقية الفلسطينية لمتابعة وملاحقة الجرائم التي ترتكبها "اسرائيل".