يرى الكاتب والمختص بالشأن الاسرائيلي جهاد ملكة، ان إعلان الائتلاف الحكومي لدى الاحتلال، وتأكيد لابيد تمكنه من تشكيل حكومة جديدة، نزل كالصاعقة على نتنياهو، الذي يتخوف على مستقبله السياسي، وحتى مستقبله بشكل عام بعد تنحيه عن رئاسة الوزراء.
وأوضح ملكة في حديث مع "شمس نيوز" أن أكثر ما يخيف نتنياهو من الائتلاف الحكومي الجديد هو دخوله السجن، نتيجة لملفات الفساد التي تلاحقه وعائلته منذ سنوات.
وقال: "هذا التخوف دفع -نتنياهو- للاستنفار واستدعاء رؤساء الأحزاب اليمينية وقيادات الليكود وحتى قيادات مجلس المستوطنات، للتصدي لما أسماه بحكومة اليسار"، مشيرًا إلى ان نتنياهو هذه الحكومة بأنها تشكل خطرًا على الكيان.
ولفت إلى أن أحد أهم أسباب اجتماع نتنياهو بالأحزاب اليمينية العمل على الضغط على أعضاء حزب "يمينا" لعدم الانضمام لحكومة التغيير التي أعلن عن تشكيلها يائير لابيد ونفتالي بينيت.
واستدرك ملكة حديثه "نتنياهو فعليًا انتهت أيامه، وفي القريب سنسمع أصواتًا داخل حزب الليكود تنادي بإزاحته عن رئاسة الحزب"، مشيرًا إلى أصوات مشابهة كانت خلال الفترة الماضية عندما انشق القطب الليكودي القوي جدعون ساعر.
وتابع المختص في الشأن الإسرائيلي "النهاية المتوقعة لنتنياهو بعد فشله في تشكيل الحكومة هي خروجه من زعامة الليكود، بعد أن استنفذ كل الخدع السياسية لتشتيت الأحزاب الأخرى"، مبينًا أن ما حصل مع حزب -الجنرالات- "أبيض أزق" بعد أن حصل على 36 مقعدًا في الانتخابات الثالثة، والاتفاق بين نتنياهو وغانتس على حكومة تبادل، خدعه خلالها وأدى إلى هبوط هذا الحزب لستة مقاعد.
وشدد ملكة على أن عصر نتنياهو قد انتهى، والآن بدأ عصر جديد يضم أقصى اليمين وأقصى اليسار، في حكومة جديدة لم تكن مذكورة في تاريخ حكومات الاحتلال، متابعًا "سنرى في هذه الحكومة العجب العجاب إذا ما تم المصادقة عليها".
وبشأن التخوفات من إيعاز نتنياهو للجيش بمهاجمة إيران أو حزب الله أو المقاومة بغزة، للحفاظ على منصبه، استبعد ملكة ذلك قائلًا "كيان الاحتلال يعتبر دولة مؤسسات، وعملية اتخاذ أي قرار يتم من خلال المؤسسات المختصة، وليس بشكل فردي، لذلك لن يستطيع نتنياهو اتخاذ مثل هذا القرار إلا بموافقة وزير الحرب ورئيس أركان الجيش".
كما استبعد ملكة أن يقدم نتنياهو وأطراف من اليمين، على اغتيال أحد شخصيات الائتلاف، كون الجهة المختصة بحماية الشخصيات المهمة هي جهاز "الشاباك"، مضيفًا "هذا وحده يمنع أي محاولة لاغتيال لأي شخصية من شخصيات الائتلاف الحكومي، بالإضافة إلى أن القرار مؤسساتي فذلك سيحد من اتخاذه مثل هذا القرار".
وعن طريقة تعامل الحكومة المقبلة مع قطاع غزة تحديدًا قال ملكة "هذه الحكومة لن تكون متطرفة بالحجم الذي كانت فيه الحكومات اليمينية السابقة، لوجود أقطاب يسار ووزير عربي فيها، وهذا سيحد من اتخاذ قرار بشن عدوان على غزة، لأنه سيؤدي لانهيار الحكومة نتيجة انسحاب اليساريين والوزير العربي منها".