شمس نيوز/واشنطن
خلصت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية في تقرير لها تعليقا على التطورات الأخيرة بين تنظيم حزب الله اللبناني وإسرائيل، إلى أنه لن تندلع حرب جديدة بين الجانبين على غرار حرب 2006، التي استمرت طيلة 34 يوما
وتشير الصحيفة في تقريرها إلى ما أسمته "موجة جديدة" من العنف وقعت أمس الأربعاء على طول الحدود المتنازع عليها، تبدو هي الأسوأ منذ سيناريو عام 2006 والحرب الطاحنة بين الطرفين المتناحرين، ما يزيد التكهنات بحدوث صراع آخر كبير في قلب الشرق الأوسط.
وتتابع الصحيفة "وعلى الرغم من ذلك الاشتعال الأكبر للأحداث الذي أثار اهتماما دوليا مع دعوة الأمم المتحدة جميع الأطراف للالتزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد، فإن محللين من البلدين يستبعدون أن تتحول هجمات الأربعاء من مجرد أحداث محدودة على الحدود إلى صراع أوسع نطاقا".
وتلمح الصحيفة إلى أنه على الرغم من التهديد والوعيد الإسرائيلي سواء من رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بالرد القاسي على مرتكبي تلك الهجمات، فإن محللين يتوقعون أن يسعى مسئولو حزب الله وإسرائيل هذه المرة لتجنب تطور الأحداث أو أن تؤول لما آلت إليه في حرب 2006 غير الحاسمة التي تسببت في أضرار كبيرة وخسائر في الأرواح وخاصة في الجانب اللبناني.
وتقول الصحيفة "العديد من المراقبين الإسرائيليين تشككوا حيال قيام قادة إسرائيل، بعد شهور من الهجوم الدامي على قطاع غزة وقبل أسابيع من الانتخابات المقرر لها مارس المقبل، بإغراق إسرائيل في حرب ممتدة مع خصم خاض معارك أكبر وأعنف من حركة حماس التي تحكم قطاع غزة".
وتستشهد الصحيفة برأي عاموس يادلين وهو رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق حيث يقول "ينبغي على إسرائيل الرد لكن بأسلوب يجعل التصعيد تحت السيطرة، وهذا ليس بالأمر السهل، لكنه فن التفكير الاستراتيجي".
أما على الجانب اللبناني، فتقول المحللة السياسية والأكاديمية أمل سعد غريب "إن الجميع كان على دراية بأن الرد اللبناني على هجوم إسرائيل بالجولان وشيك وفوري، وهذا الأمر مخطط له جيدا وأنا متأكدة بأن حزب الله كان لديه عدة سيناريوهات جاهزة للرد".
وتبين الصحيفة أن إيران وهي الداعم الأساسي لتنظيم حزب الله، لا ترغب أيضا في دفع المنطقة لصراع أكبر بين التنظيم وإسرائيل على الرغم من مقتل أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في هجوم القنيطرة في وقت سابق من الشهر الجاري، ويمكن القول إن طهران تلعب لمصلحتها الشخصية فاندلاع مثل ذلك الصراع قد يؤثر على المحادثات حول برنامجها النووي.
وتستعرض الصحيفة أيضا المعارضة الداخلية والضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من أجل عدم تصعيد الأمور مع الجانب اللبناني، وعلى سبيل المثال ما بدأه حزب ميرتس اليساري على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك ووضعه لشعار "لا للحرب الثالثة مع لبنان" في إشارة إلى صراعي 2006 و 1982 والتي خلفت إرثا متقلبا، حيث ظهر حزب الله بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وتقول زهافا جالون رئيسة حزب ميرتس في منشور بموقع فيسبوك "الغرق في المستنقع اللبناني لا يخدم مصالح مواطنينا، لقد تكبدنا الكثير من الألم والدماء والفجيعة خلال العام الجاري".
وترجح الصحيفة أيضا عدم رغبة حزب الله في الانخراط في صراع أوسع نطاقا مع إسرائيل في الوقت الذي يغرق فيه التنظيم في الحرب الأهلية السورية، والتي كلفته آلاف من أفراد ميليشياته الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد، لذا فإن حرب حزب الله على جبهتين تستنزف موارد التنظيم وربما تضعف دعمها المحلي.