غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الصعود إلى الهاوية

خالد صادق.jpg

بقلم/ خالد صادق

وسقط رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد احد عشر عاما من قيادته للحكومة الصهيونية, سقوط نتنياهو لم يأت بفضل قوة منافسيه وقدرتهم على افشاله, لكن سقوط نتنياهو جاء لفشله الذريع في تحقيق اهداف العدوان الصهيوني على قطاع غزة, فالمقاومة بمعركة سيف القدس اسقطت نتنياهو عسكريا وسياسيا وبات نتنياهو في مرحلة الصعود الى الهاوية, ففلسطين ليست كاشفة العورات فقط, انما محطمة للرموز الصهيونية فقد سقط من قبله ايهود باراك وايهود اولمرت وتسيفي ليفني وغيرهم الكثير من رموز الصهيونية, كما ان ارئيل شارون هرب من غزة وازال المستوطنات نتيجة عمليات المقاومة البطولية, واسحاق رابين تمنى ان يصحو يوما ليجد غزة وقد ابتلعها البحر, وافيغدور ليبرمان قال اعطِوني «وزارة الدفاع» الاسرائيلية 24 ساعة فقط وانا اقضى على حماس في غزة واغتال قادتها وعلى رأسهم اسماعيل هنية وقاد ما تسمى "وزارة الدفاع" وبقيت حماس وقادتها وسقط ليبرمان, اما بيني غانتس وزير الحرب الصهيوني فقد توعد باغتيال قائد حماس في غزة يحيى السنوار والجنرال محمد ضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس, كما وتوعد قادة المقاومة ابان ملحمة سيف القدس فتحداه قائد حماس يحيى السنوار وخرج في شوارع غزة يمشي على قدمية وفي اوقات محددة, ولم يستطع غانتس وحكومة الارهاب الصهيونية النيل منه او استهدافه خوفا من رد المقاومة الفلسطينية وخشية من ضرباتها المؤلمة «لإسرائيل» فالمقاومة فرضت معادلات جديدة.

طريق الصعود الى الهاوية يسلكه اليوم رئيس الوزراء الصهيوني الجديد نفتالي بينت, الذي زرع بنيامين نتنياهو حقولا من الالغام في طريقه وتعهد ان يسقطه في غضون ايام قليلة, وقد يسرع نفتالي بينت بسقوطه اذا لم يجد مخرجا لأولى الازمات التي زرعها نتنياهو في طريقه مع اول يوم من استلامه للسلطة, وهى مسيرة الاعلام التي من المفترض ان تجري اليوم الثلاثاء في القدس المحتلة, وهى تحتاج من نفتالي بينت ان كان حريصا على الاستمرار في رئاسة الحكومة ان يخلع ثوب الطاووس الزائف ويرتدي ثوب الحمل الوديع حتى لا يدفع ثمن حماقاته ويصعد سريعا الى الهاوية التي تنتظره بشغف كبير, وربما تحاول الادارة الامريكية والرئيس جو بايدن التدخل لانقاذ نفتالي بينت من حقل الالغام الذي زرعه نتنياهو في طريقه, فالإدارة الامريكية تحاول اقناع حكومة بينت بعدم الخوض في حقل الالغام المنصوب له, اما بإلغاء المسيرة او تأجيلها او على الاقل تغيير مسارها بحيث تبقى مقصورة في منطقة غربي القدس وتمتنع عن الوصول الى الاحياء العربية او الى المسجد الاقصى او الى ساحة باب العمود والاكتفاء بمظهر شكلي للمسيرة لإرضاء اليمين المتطرف, ويبدو ان بينت وحكومته المتطرفة يعلمان جيدا نوايا نتنياهو ويبحثان عن مخرج من هذا الشرك الذي وقعوا فيه, نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وجدعون ساعر لا يستطيعون ابداء موقف معارض لمسيرة الاعلام لأنهم محسوبون على اليمين المتطرف, وبالتالي ستبقى مواقفهم المعلنة غير مواقفهم الخفية فهم ينشدون النجاة.

احسنت المقاومة الفلسطينية صنعا عندما اعلنت اليوم الثلاثاء يوما للنفير العام, والتصدي لمحاولات المستوطنين انفاذ المسيرة في الاحياء العربية, وهى حرضت اهلنا في الضفة والقدس المحتلة وفي الاراضي المحتلة عام 48م للمشاركة في يوم غضب كبير ضد الاحتلال, واشعال الارض لهيبا تحت اقدامه, فهذه هي الوسيلة الانجع والاجدى لاثناء الاحتلال عن اجراءاته التي يحاول فرضها داخل القدس والمسجد الاقصى, ولا يجب ان تثبط عزائم اهلنا في الضفة بالملاحقات التي تقوم بها اجهزة امن السلطة ضدهم والزج بهم في السجون, فالسلطة التي تقدس التنسيق الامني هي نفسها التي دافع بعض رجالاتها في جهاز الاستخبارات عن المقاومين في جنين وسقط شهيدان برصاص جنود الاحتلال من رجال الاستخبارات, وهذا معناه ان التيار الاستسلامي المتنفذ داخل السلطة بدأ يلمس تحولا في سلوكيات بعض رجال اجهزة الامن الشرفاء, وبات يخشى على مصالحه ويخشى ان تتأثر علاقته «بإسرائيل» وتسحب منه بطاقة ال «vip», وهو يحاول استعادة زمام الامور بيديه فلا تسمحوا لهم بذلك, وليكن سلاح اجهزة الامن ذا وجهة واحدة نحو صدور الاحتلال, وحماية الشعب الفلسطيني فقط, المطلوب اليوم من السلطة ان كانت جادة في موقفها من حكومة الاحتلال, ان تنخرط في مواجهة مع «اسرائيل» وتترك المجال لأهلنا في الضفة لتفجير انتفاضتهم بوجه الاحتلال, عليها ان تؤمن بتعدد الخيارات, وان ما اخذ بالقوة لا يسترد بالسلام القائم على اللا عدل ويقينا اننا لا نريد الى السلطة صعودا الى الهاوية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".