غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور الشهيد «محمد شاهين»: مجاهد تقدَّم الصفوف وقدَّم روحه في سبيل الله

الشهيد محمد شاهين ‫(1)‬ ‫‬.jpg
شمس نيوز - غزة

طوبى للشهداء أدركوا أن هذه الحياة قصيرة ودار ممر لا مستقر، فلم يلتفتوا إلى متاعها وزخرفها، وتركوا زينتها وملذاتها، وزهدوا فيها وأقبَلوا يعملون للحياة الأبدية، واشتاقوا للجنة واشتاقت لهم، فالتزموا المساجدَ وموائد القرآن الكريم واتخذوا من المحراب مستقراً لهم، تراهم ركعاً سجداً سيماهم في وجوههم من أثر السجود، سخروا حياتهم كلها في ميادين الجهاد والإعداد.

إنهم أشداء في أجسامهم، أشداء في إيمانهم، أشداء على أعدائهم، رحماء فيما بينهم، فهم نور على من يعتزم درب السبيل، ونار على مَن يميل عن درب الجهاد والمقاومة.

ميلاد الفارس

في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وُلد شهيدنا المجاهد محمد عبد المنعم إبراهيم شاهين، في الرابع من شهر ديسمبر من العام 1994م، لأُسرةٍ فلسطينيةٍ مُلتزمة يشهد لها الجميع بالخير والصلاح والسمعة الحسنة الطيبة، وتعود أصولها لقرية وادي حنين قضاء مدينة الرملة المحتلة.

عاش شهيدنا محمد وترعرع في ظلال هذه الأسرة على حب الجهاد والمقاومة والفداء، حيث قدَّمت عائلته المجاهدة العديد من الشهداء والأسرى، واعتُقِل والده عام 1988م بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، فزرعت في نفسه حب الجهاد، وأخلاق الإسلام العالية، وتربى التربيةَ الإيمانية الصحيحة على موائد القرآن الكريم، وكان منذ صغره ملتزماً في مسجد سيد قطب، ومُحافظاً على الصلوات الخمس.

تلقى شهيدنا محمد شاهين تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة النصيرات الابتدائية، ثم التحق بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية ليُكمل فيها مرحلة تعليمه الثانوية، حيث كان من الطلبة المتفوقين والمُجِتهدين في دراستهم.

وبعد أن أنهى شهيدنا المجاهد مرحلة الثانوية العامة، التحق بجامعة الأقصى لدراسة تخصص الإعلام، وتخرج منها عام 2016م بعد حصوله على درجة البكالوريوس.

الابن البار

بدوره قال "أبو محمد" والد الشهيد محمد شاهين:" اتصف ابني محمد رحمه الله بالعديد من الصفات والأخلاق الحميدة التي جعلته مميزاً عن بقية أقرانه، وعُرِف بأمانته وأخلاقه العالية التي كسب بها حُبَّ كل من عرفه".

ويُضيف خلال حديثه لموقع السرايا: علاقتي مع ابني محمد كانت علاقة مميزة، حيث كان باراً ومطيعاً لي ولوالدته، يتسابق على مساعدتنا وخدمتنا، مُلتزماً بتعاليم الإسلام الحنيف، جميل الروح، صادق النية، نشيطاً مُجِدَّاً، ذا همةٍ عالية.

صاحب الصوت الندي

تميَّز الشهيد المجاهد محمد شاهين بصوته الشجيِّ الندي الصادح بصوت الحق في الآذان، وإتقان تلاوة القرآن الكريم بأحكام التجويد السليمة، فكان يَؤُمُّ الناس في شهر رمضان المبارك في صلاتي التراويح وقيام الليل في مسجد الإحسان.

كما عُرِف شهيدنا بإحيائه للمناسبات الدينية بالابتهالات والمديح النبوي، حيث كان عضواً في فرقة القدس للفن الإسلامي وهو لم يتجاوز عمر 12 عاماً.

المشوار الجهادي

التزم شهيدنا محمد شاهين في المساجد منذ صغره، حيث كان والده يصطحبه للمسجد، فحافظ على حضور حلقات القرآن والندوات والجلسات التي تُنظمها حركة الجهاد الإسلامي، وكان نشيطاً في كافة الفعاليات الإسلامية والوطنية التي تُنظمها الحركة، ويُشارك في إلصاق المطبوعات الخاصة بالحركة وإحياء مهرجاناتها الخاصة في ذكرى النكبة والمهرجانات الخاصة بنصرة الأسرى البواسل والدفاع عن الأقصى والمقدسات.

وفور أن أنهى مرحلةَ تعليمه الثانوي، انضم إلى صفوف وحدة التعبئة التابعة لسرايا القدس، حيث تلقى عدة دورات عسكرية ودينية وحركية، وكان خير مثال للإنسان الملتزم والمنضبط.

ونتيجةً لالتزامه الحديدي وأخلاقه الرفيعة وانضباطه الكبير، تم اختياره ليكون ضمن صفوف مجاهدي سرايا القدس الميامين، حيث تَنَقَّل في ميادين الجهاد وحاز على ثقة مسؤوليه.

وتميز الشهيد محمد بشجاعته وإقدامه وثباته وكان ذا قلبٍ قويٍّ لا يهاب الموت ولا يعرف الاستكانة، مما أهَّلَه ليكون مجاهداً صنديداً من مجاهدي سلاح المدفعية بلواء الوسطى.

وشارك في الكثير من المهام الجهادية والدورات العسكرية، حيث عمل مصوراً لوحدة الإعلام الحربي، وتقدم الصفوف وميادين القتال، وشارك برفقة رفيق دربه الشهيد المجاهد حمزة الهور والعديد من الشهداء والمجاهدين في عمليات إطلاق قذائف الهاون صوبَ المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية.

موعد مع الشهادة

كان شهيدنا محمد شاهين على موعد مع الاصطفاء الرباني في الخاتم من شهر رمضان المبارك 1442هـ، الموافق 12-5-2021م، فبينما كان الشهيد محمد يدكُّ المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية بالصواريخ والقذائف المباركة خلال معركة سيف القدس مع رفاق دربه الشهيد حمزة الهور والشهيد أحمد الطلاع والشهيد محمد القرعة، استهدفتهم طائرات الحقد الصهيوني بصواريخها الغادرة؛ ليرتقوا إلى علياء المجد والخلود مُقبِلين غير مُدبرين قبل آذان المغرب بساعةٍ واحدةٍ، لتتعانق أرواحهم وتمزج دماؤهم الطاهرة ويلقوا ربهم وهم صائمون، ويُتمثَّل فيهم حديث النبي صلَّ الله عليه وسلم-: "وللصائم فرحتان يفرحها: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه"، ويكون عيدهم في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.