غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الفاجعة: حقائق مؤلمة تتكشف في قضية الشهيد المغدور نزار بنات

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

المعلومات التي نسوقها في اطار هذا المقال جرى تسريبها من مخابرات السلطة وتتحدث حول تفاصيل قتل الناشط نزار بنات, وقبل أن نخوض في التفاصيل نعود الى صحيفة الاخبار اللبنانية التي قدمت معلومات خطيرة للغاية عن قرار تصفية الناشط نزار بنات وأن القرار جاء بعد رفع مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج تقريرا عن تدني شعبية رئيس السلطة محمود عباس في الشارع الفلسطيني الى حد غير مسبوق, ومن ضمن اسباب هذا التدني هو انتقاد سياسة الرئيس بشكل فج هزت هيبة رئيس السلطة امام الشعب الفلسطيني, وأن من ابرز هؤلاء المنتقدين له ولسياساته هو الناشط نزار بنات الموجود في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، والذي بات محرّكاً رئيساً للرأي العام ضدّ السلطة في الأراضي الفلسطينية، بعدها بيومين، وخلال اجتماع عقده عباس وضمّ عدداً من كبار قادة السلطة وحركة «فتح»، ذكر «أبو مازن»، بحسب المصادر الرفيعة نفسها، الناشط نزار بنات، متسائلاً عن سبب عدم إسكاته إلى الآن، ليجيب عليه ماجد فرج بأن بنات «مختفٍ عن الأنظار حالياً، وسنصل إليه قريباً»، ليردّ عباس: «خلصونا منه!». وفُهم من كلام عباس أنه يوفّر غطاءً لقتل نزار بنات بعد عشرات المحاولات لإسكاته عن طريق الاعتقالات عبر النيابة العامة وتلفيق الاتّهامات له، واتصالات التهديد والوعيد، وصولاً إلى إطلاق النار على منزله وغرفة نومه وتكرار اقتحام بيته من قِبَل الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية لكنه لم يتوقف عن انتقاد السلطة وتوجيه الاتهامات لها.

وعودة الى ما كشفت عنه تسريبات مخابرات السلطة فالمعلومات قالت ان العميد بجهاز المخابرات ناصر عدوي، أجرى اتصالات بزملاء في الجهاز لتنفيذ أوامر اللواء ماجد فرج لإيقاف نزار بنات عند حده ووصفه بـ «المرتزق» وقال «اللي بدو يعري السلطة بنعريه احنا», لذلك فإن عناصر المخابرات صوّروا نزار بنات وهو عارٍ أثناء الضرب لأنهم فهموا تعليمات ماجد فرج «اللي بدو يعري السلطة بنعريه احنا» والتي نقلها ناصر عدوي حرفيًا. وكان العميد بجهاز المخابرات ناصر العدوي، يتابع جهود التحري عن مكان نزار بنات في اليوم السابق لاغتياله ويُبلغ ماجد فرج بالتطوارت, وحتى لا يتورط ماجد فرج وحده في ارتكاب هذه الجريمة البشعة, طلب أن تكون عملية اعتقال نزار بنات مشتركة بين المخابرات والأمن الوقائي، والمخابرات أبلغت الوقائي بمكان نزار والتنسيق مع الاحتلال لاقتحام المنطقة, وعندما جاءت ساعة الصفر وبدأ تنفيذ العملية كان نزار بنات متماسكًا رغم شدة الضرب في البداية حتى حمله في الدورة، ومات بعد الضرب المبرح له من قوة الاعتقال الذي صوّروه بالفيديو لإرساله للواء ماجد فرج. وقد فاضت روح نزار بنات وهو تحت التصوير والضرب من عناصر المخابرات الذين عذبوه وقتلوه بهمجية وجردوه من ملابسه لأجل تصوير مقطع الفيديو لماجد فرج وحسين الشيخ الذي كان في عمق التفاصيل ومطلع على العملية أولا بأول.

توفي نزار بنات بعد أقل من ساعة وأربعين دقيقة من عملية الاعتقال وقد صُدمت قوة الاعتقال من وفاته وجرى إخبار المحافظ جبرين البكري لإعلان الخبر, فلم يكونوا يتوقعون وفاته بهذه السرعة رغم شدة الضرب وقساوته, ويبدو أنهم كانوا ينتظرون قرارا مباشرا بتصفيته وقتله, لكن نزار توفي قبل وصول القرار المباشر من المسؤول, وبالتالي تورط الجميع في عملية القتل, وجاءت ردة الفعل في الشارع الفلسطيني سريعة وساخنة مما خلق حالة ارباك وخوف لدى السلطة ومتنفذين داخلها, وهو ما دعى ماجد فرج لعقد اجتماع أمني الجمعة الماضية، بحضور حسين الشيخ للوقوف على الاحداث, ومحاولة احتواء غضب الفلسطينيين خصوصا في الضفة, وهم يراهنون على الوقت ومحاولة استرضاء عائلة بنات لنسيان جريمة القتل, لكن العائلة لن تقبل أي مساومة على دم ابنها الشهيد المغدور والصمت على جريمة اغتيال نزار والتخفيف من الاحتقان الداخلي, ما لم يتم تشكيل لجنة مستقلة للوقوف على الحقيقة. انها حقائق صادمة ومفجعة تم تسريبها في اطار سعي اطراف عديدة للتبرؤ من جريمة اغتيال الناشط نزار بنات, والبدء في توجيه كل طرف اللوم للطرف الآخر, وخطورة هذه المعلومات انها طالت الجميع من رأس الهرم مرورا بوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ, ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج, والعميد بجهاز المخابرات العامة ناصر العدوي, و27 عنصرا شاركوا في عملية القتل وتصفية الشهيد المغدور نزار بنات, وهم الحلقة الاضعف والذين ستوجه اليهم الاتهامات بشكل مباشر اذا ما تأزمت الامور واحتقن الشارع بشكل أكبر وانتفض في وجه السلطة, وأيقن الجميع وقوع الجزاء.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".