أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني ، اليوم الأربعاء، عن أمله في أن تنجز الحكومة المقبلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية، مما يؤشر لاحتمال عدم استئنافها قبل تولي خلفه إبراهيم رئيسي منصبه مطلع الشهر المقبل.
وفي تصريح مشابه، قال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس روحاني، إن المفاوضات بشأن المواضيع المتعلقة بالملف النووي ستتولاها الحكومة الإيرانية المقبلة، على ما يبدو.
وأضاف أنه لا يوجد فرق بين حكومة روحاني وحكومة رئيسي في هذا الشأن، مشددا على أن الاتفاق سيتم بعد أن تحقق كل الأطراف مطالبها وأهدافها من هذه المفاوضات.
وأكد أنه تم الاتفاق على نقاط مرتبطة بالعقوبات، وأنه سيتم تفعيلها فقط في حال التوصل إلى اتفاق كامل في فيينا.
ومن المقرر أن يتولى رئيسي منصبه رسميا مطلع أغسطس/آب القادم.
فرصة سُلبت
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحكومة الحالية هيأت الظروف بصورة كاملة لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وإن الفرصة باتت متاحة للحكومة المقبلة، "ونأمل أن تنجز العمل المتبقي بصورة جيدة وأن تتوصل إلى نتيجة".
وأضاف "كانت هناك فرصة لرفع العقوبات وإعادة إحياء الاتفاق النووي في مارس/آذار الماضي، وللأسف هذه الفرصة ضاعت رغم جهود الحكومة والخارجية الإيرانية، والفرصة سلبت… ولو لم تسلب تلك الفرصة من الحكومة الراهنة، لكانت الأمور ستتغير بعدها".
كما قال روحاني في اجتماع الحكومة إن الاتفاق النووي مكّن من تسوية الخلافات بين طهران وباقي الدول أو المؤسسات الدولية عبر الحوار والتعامل البناء، مشيرا إلى أن عددا من الأطراف الداخلية التي كانت تعارض الاتفاق النووي كانت تظن أنه سيؤدي إلى تراجع برنامج إيران النووي وفقدان إنجازاتها النووية، ولن يتم رفع العقوبات.
وأكد أن الاتفاق أثبت عكس ذلك، حيث وصلت البلاد اليوم لمرحلة أصبحت فيها قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% أو 60%، "ولو احتجنا يوما ما، فيمكننا أن نرفع هذه النسبة إلى 90%".
واستعرض ظريف لائحة طويلة من العقوبات التي وافقت الولايات المتحدة على رفعها مقابل عودة إيران للامتثال لموجبات الاتفاق، داعيا كل التيارات السياسية المحلية إلى العمل معا لتؤتي المباحثات النووية ثمارها.
استعداد أميركي للتفاوض
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، جدد التأكيد على استعداد بلاده العودة إلى الجولة السابعة من مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وكشف برايس -في مؤتمر صحفي- عن وجود مباحثات غير مباشرة مع طهران بشأن المعتقلين الأميركيين لديها.
وأضاف "نتعامل مع قضية المعتقلين بشكل مستقل عن مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، فمن المهم لنا أن يتم إطلاق سراح المعتقلين في أسرع وقت ممكن، ونعمل بجد من أجل إعادتهم".
ومنذ مطلع أبريل/نيسان، تخوض إيران والقوى الكبرى -بمشاركة غير مباشرة لواشنطن- مباحثات في فيينا، هدفها إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجمهورية الإسلامية.
وأجرى أطراف الاتفاق 6 جولات من المباحثات، اختتمت آخرها في 20 يونيو/حزيران، دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد المشاركون في المباحثات حصول تقدم مع تبقي "خلافات جدية".
وحذّرت الولايات المتحدة وفرنسا إيران بعد تلك الجولة، من أن الوقت بدأ ينفد لإحياء الاتفاق، بينما ردت طهران بدعوة الآخرين لاتخاذ "قرارات نهائية".