غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"جن جنونه يا جنين"

"عشّ الدبابير" لا يفرغ: جنين تشتبك من "نقطة صفر"!

المقاومة الفلسطينية في جنين.jpg
شمس نيوز - محمد الخطيب

"جن جنونه يا جنين.. لسا ما عرف إحنا مين".. على الرغم من مرور 19 عاماً على معركة جنين البطولية التي سطَّر فيها المقاومون أسمى صور التحدي والبطولة، إلا أنَّ ذلك المخيم لايزال يشكل هاجساً لدى قوات الاحتلال التي ظنت لوهلة أنها انهت حالة المقاومة داخل زقاق المخيم، إلا أن أصوات البنادق سريعاً ما تبدد وهمهم.

مسؤول وحدة المستعربين في الضفة المحتلة، يقول عن جنين المقاومة "إن الاشتباكات التي تحدث في جنين لدى اعتقال ألفلسطينيين داخل المدينة أو مخيمها تذكرنا بحرب لبنان تموز 2006".

وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية "دخلنا جنين لاعتقال مطلوبين حسب معلومات استخباراتية من جهاز الشاباك، واستعددنا لاقتحام عادي وروتيني، وبعد تنفيذ عملية الاعتقال وخلال مغادرتنا، واجهنا إطلاق نار كثيف من على مسافة أمتار قليلة، مقارنة بعمليات إطلاق النار السابقة، والتي كانت يتم تنفيذها من على بعد مئات الأمتار".

وتابع " كانت جرأة الفلسطينيين الذين أطلقوا النار علينا كبيرة جداً، بعدما رصدوا مسيرنا العسكري الذي هاجموه بكمين محكم أعدوه سابقاً وانتظرونا على جانبي الطرقات حتى نصل نقطة محددة من أحد تقاطعات الشوارع، وعندما وصلنا إلى تقاطع الشارع، فتحوا علينا نيران مميتة من الجانبين، لكننا تصدينا لكثافة النيران من جميع الجهات".

وأكد مسؤول وحدة المستعربين أن هذا الامر "يذكرنا بحرب لبنان 2006 لأن الامر استغرق بعض الوقت لمعرفة ما كان يحدث ومن أين تأتي كثافة النيران، والتي أدت إلى الكثير من الفوضى بعدما خططوا لتنفيذ عملية أخرى في نفس الوقت تتمثل في انطلاق عدد من الفلسطينيين على دراجات نارية وبدأوا في إلقاء عبوات ناسفة كبيرة على المركبات العسكرية الإسرائيلية، وهكذا كان الوضع، انفجار ومن ثم إطلاق نار وانفجار وإطلاق نار".

ونوه القائد العسكري إلى "أن الفلسطينيين أعدوا للقوات مفاجأة تلو المفاجأة. (..) زاعما ان القوات الإسرائيلية المُقتحمة لجنين عادت إلى قواعدها بسلام وفي أيديها عدد من المطلوبين دون أن يتطرق لوقوع أي إصابة في صفوف القوات المُقتحمة".

جنين جراد

الخبير في الشؤون الإستراتيجية والأمنية د. محمود العجرمي يرى أنَّ ما يجري في مخيم جنين هو تعبيراً عن الحالة العامة في الضفة المحتلة التي ترفض وجود الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ ما يجري في جنين يعيد إلى الأذهان التصدي البطولي من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إبان معركة "السور الواقي عام 2002".

وأشاد الخبير الاستراتيجي في حديث مع "شمس نيوز" بالجرأة والشجاعة التي يمتلكها المقاومون الفلسطينيون في جنين وفي باقي محافظات الضفة المحتلة، مستشهداً بالاشتباكات من نقطة الصفر مع العدو الإسرائيلي في مخيم جنين، والاشتباك مع القوات المقتحمة من مناطق قريبة جداً.

وذكر أن المقاومين في مخيم جنين يتعاملون بحنكة عسكرية مع القوات المتوغلة، إذ يحاولون جرَّ القوات الراجلة إلى داخل المخيم وزقاقه، للاشتباك معهم وايقاع أكبر قدر ممكن من الإصابات والجرحى، مع إشارته إلى أنّ طريقة الاشتباكات تشي بأنَّ المقاومين باتوا يتحركون بشكلٍ منظم بعيداً عن العشوائية.

وعن تشبيه مسؤول وحدة المستعربين في الضفة المحتلة ما يجري في مخيم جنين بما حصل في معركة لبنان الثانية تموز 2006، قال العجرمي: "الاشتباك من مناطق قريبة من الجنود الإسرائيليين، والمهارة في حرب الشوارع، تعيد إلى الأذهان معركة لبنان الثانية 2006، التي شكلت مأزقاً لدى الإسرائيليين".

وذكر أن ثقافة المقاومة وعنفوانها لم تعد محصورة في مخيم جنين فحسب، بل إن كثيراً من مدن الضفة المحتلة باتت تقاوم الاحتلال بأكثر من طريقة، مشيراً إلى أنَّ دعوات حركتي الجهاد وحماس كان لها الأثر البارز خلال الأيام الأخيرة.

وتوقع العجرمي أن تشهد الأيام المقبلة تطورًا في مواجهة الاحتلال، قائلاً: "نرى خلال هذه الأيام نقاط المواجهة الساخنة بين الجماهير الفلسطينية والاحتلال، بمختلف وسائلها، في بيت دجن، وبيتا، ونعلين، وجبل صبيح، ونحن أمام تنوع لأساليب المقاومة ضد الاحتلال".

ولى زمن الهزائم!

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، "إن الزمن الذي كان يسرح فيه العدو ويمرح ويعتقل ويقتل متى شاء ولّى إلى غير رجعة بعد معركة سيف القدس".

وأكد حبيب في حديث لـ “شمس نيوز" أن من حق شعبنا الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال الذي انتهك أرضه وعرضه وكرامته، مع إشارته إلى الالتفاف الجماهيري الكبير حول خيار المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني بجميع الأدوات المتاحة.

أوضح حبيب أن الشعب الفلسطيني ومقاومته باتوا في مرحلة متقدمة امام العدو الإسرائيلي، وانتقلوا إلى مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو، مشيراً إلى انَّ تلك المرحلة ستفرض أجنداتها على العدو والعالم أجمع، لافتاً إلى أن حالة الاشتباك مع العدو ستزداد وتيرتها في الأيام القادمة.

وعن الاشتباكات المتواصلة في جنين، قال حبيب: "المقاومون أدركوا أن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة، وأن التصدي الذي يلاقيه العدو عند دخوله إلى جنين ما هو إلا رد طبيعي من المقاومين على انتهاكات الاحتلال بحق أرضهم وعرضهم الذي يستبيحه الاحتلال الغاشم".