غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الجزائر.. فلسطينية الهوى والهوية

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

اعتدنا دائماً على أن تبرز المواقف الوطنية التضامنية للشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية, هذه المواقف التي تدل على عظمة الشعب الجزائري وتماهيه مع القضية الفلسطينية والتحامة بها, والتمسك بدعم فلسطين ونصرة القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية, فعلى المستوى الرسمي اكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن القضية «الفلسطينية هي أم القضايا في الشرق الأوسط وهي قضية مقدسة»، مستبعدا أي حل في المنطقة دون «حل القضية الفلسطينية», وأن مواقف الجزائر ثابتة إزاء القضية الفلسطينية « مضيفا إنها «قضية مقدسة بالنسبة إلينا وإلى الشعب الجزائري برمته». كما أعرب عن أسفه بشأن « الهرولة للتطبيع والتي لن نشارك فيها ولن نباركها» وسنستمر بالدفاع عن القضية الفلسطينية التي لن تتخلى الجزائر عنها «مهما كانت الظروف», وهذا الموقف الجزائري الرسمي يأتي في ظل هرولة دول عربية وخليجية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني, وممارسة الامارات والسعودية والبحرين وغيرهم ضغوطاً على الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتقديم اغراءات مالية واقتصادية من دول التطبيع العربي للدول التي تستجيب وتطبع مع الاحتلال, لكن الجزائر عودتنا دائما ان تكون مواقفها اكثر اشراقا وتنصر القضية الفلسطينية, فقد أسس الزعيم الجزائري الراحل هواري بومدين لمقولة «نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة», والمواقف الرسمية والشعبية الجزائرية تبقى ثابتة ومؤيدة ومناصرة لفلسطين وقضيتها على مر العصور .

 وقد تجسدت أروع ملاحم التضامن مع القضية الفلسطينية مؤخرا في دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في العاصمة اليابانية طوكيو وذلك بانسحاب لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين من مواجهة لاعب اسرائيلي وهي المرة الثالثة التي ينسحب فيها هذا اللاعب الكبير من مواجهة لاعب اسرائيلي, رغم العقوبات التي كان يتعرض لها من الاتحاد الدولي للجودو وحرمانه من المشاركة في البطولات الدولية وقد كلفه هذا الانسحاب عقوبة جديدة فقد قرر الاتحاد الدولي للجودو إيقاف الجزائري، فتحي نورين، ومدربه عمار بن يخلف في إجراء «تأديبي» وهذه العقوبة الأولية قبل اجتماع لجنة الانضباط التابعة له نهاية الألعاب الأولمبية لإصدار عقوبة نهائية ورسمية, وهذا الموقف من اللاعب ومدربه أثلج صدور شعبنا, واشعرنا بالفخر والاعتزاز بأمتنا العربية والاسلامية, ويشعر شعبنا بالامتنان والتقدير لهذا اللاعب العظيم, ففي الوقت الذي تلهث فيه زعامات عربية واسلامية نحو التطبيع, وفي الوقت الذي منح فيه الاتحاد الإفريقي «إسرائيل» رسميا صفة عضو مراقب في الاتحاد، وهو هدف عمل الدبلوماسيون الإسرائيليون منذ نحو عقدين لتحقيقه, نجد لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين يقلب الطاولة على زعامات التطبيع مع الكيان المجرم, ويزيل القناع عن وجوههم الكالحة ليظهر بشاعتهم وغدرهم وتنكرهم للحقوق الفلسطينية, فشتان بين ما فعله البطل فتحي نورين ومدربه, وبين ما تفعله أنظمة التطبيع والخيانة وما توجهه من طعنات للقضية الفلسطينية تهدف لوأدها واندثارها تماما.

علم الجزائر حاضر دائما في المسيرات الشعبية الفلسطينية وفي انتفاضة شعبنا ضد الاحتلال الصهيوني، والملاعب الجزائرية ترفع فيها اعلام فلسطين ويهتف المشجعون الجزائريون لفلسطين وشعبها, ويؤكدون على عدائهم لإسرائيل كدولة باغية مغتصبة لأرض عربية وتدنس المقدسات الفلسطينية, أذكر أن الروائي الجزائري عبد المنعم بن السايح نشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة لمسيرة شعبية يحمل فيها بعض الشباب العلم الجزائري إلى جانب العلم الفلسطيني، تحت شعار «الشعب الوحيد في العالم الذي يملك رايتين». وكتب عبد المنعم بن السايح معلقا «أمس كانت الراية الفلسطينية جنبا إلى جنب رفقة الراية الجزائرية.. ولكم أن تتخيلوا أكثر من مليون شخص في المسيرة يرددون بصوت عال واحد: فلسطين الشهداء» , ولا زلت اتذكر عندما لعب منتخب فلسطين قبل سنوات مع نظيره الجزائري. وامتلأ حينها ملعب 5 جويلية بالعاصمة الجزائرية عن آخره، وكانت الراية الفلسطينية تملأ المدرجات، ولأول مرة كان الجمهور الجزائري يناصر منتخباً غير منتخب بلاده، حتى عندما سجل الفلسطينيون هدفهم، كان الكل يحتفل بمن في ذلك لاعبو المنتخب الجزائري أنفسهم, وهذا العشق لا نجده الا في الجزائر, وهل ممكن ان ننسى دموع المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي وهو يتضامن مع لاعب منتخب فلسطين محمود السرسك الذي خاض اضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال لمدة 96 يوما, إنها الجزائر يا سادة فلسطينية الهوى والهوية

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".