تسعي ادارة بادين في هذه الفترة لكسر جمود العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بسبب سياسة اسرائيل الاحتلالية الرافضة للالتزام بالاتفاقات والمعاهدات والتفاهمات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين والرافضة لإبقاء حالة الارض المحتلة كما هي دون تغيير جيوسياسي مقصود لتدمير حل الدولتين والي الابد، ادارة بايدن لا تفضل الحلول المنفردة التي تقدم عليها اسرائيل ولا تستطيع الضغط علي اسرائيل في المقابل لوقف هذه السياسية التي اصبحت ضرورة لكونها تدمر العلاقة مع الفلسطينيين بعدما لجأت اسرائيل علي فرض الفرائض وخلق وقائع علي الارض تكون في صورة حلول جيو سياسية واقتصادية وامنية فقط للصراع دون بحث ودون تفاوض ودون اعتراف بالاتفاقات والشرائع والمرجعيات الاساسية لأي عملية سلام بالمنطقة . ادارة بايدن تنشغل هذه الايام في تقديم النصائح السياسية لحكومة نفتالي بينت في أكثر من اتجاه الاول في الشأن الداخلي لتوفر الدعم السياسي الكامل لهذه الحكومة كي لا يسقطها نتنياهو وتثبت على الارض وتستمر في ادارة البلاد دون عثرات امنية او اقتصادية او سياسية قد تكون مادة دسمة للمعارضة الاسرائيلية بزعامة نتنياهو لاستخدامها في وجة نفتالي بينت.
ادارة بايدن الان منشغلة في تقديم نصائح سياسية لحكومة نفتالي بينت لاتخاذ خطوات عملية لإعادة الثقة مع الفلسطينيين تبدأ بتقديم تسهيلات اقتصادية من شانها ان تحد من الضائقة المالية التي تعاني منها السلطة وتشكل أحد اهم التحديات التي تواجهها وتعيق استمرارها ولعل زيارة مندوب الخارجية الامريكية للمنطقة جاءت من أحد جوانبها في هذا الإطار وما بدا من هذه الزيارة ان الاتصال بين ادارة بايدن والسلطة الفلسطينية في طريقة للوضع الطبيعي دون ان تمتلك تلك الادارة اي خطة سلام لتحقيق حل الدولتين على الارض. وما نخشاه ان تمضي السنوات الاربع لإدارة بايدن وهي تحاول تحسين العلاقة المتوترة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال خطوات اقتصادية وامنية واجرائية على الارض كبديل عن خطة سلام متكاملة تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتسمح بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. الحكومة الاسرائيلية اعدت خطة على إثر النصائح الامريكية لتحسين اداء الحكومة وتسوية الخلافات التي احدثتها حكومة نتنياهو خصوصا مع الولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي ولعل اتصال كل من رئيس الدولة العبرية ورئيس الوزراء ووزير الجيش بالرئيس ابو مازن يأتي في هذا الإطار وتمهيد لحوارات اعادة الثقة التي اقترحتها الولايات المتحدة.
لم تبذل ادارة بايدن حتي الان اي دور فاعل لمحاولة الضغط علي اسرائيل لوقف الاستيطان الاسرائيلي بالضفة الغربية و وقف اخلاء البيوت في القدس والضغط علي اسرائيل للحفاظ علي الوضع القائم في القدس ودون ذلك لن يكون هناك اعادة ثقة بين الطرفين , زيارة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن جاءت في احد جوانبها لحث ادارة بايدن لاستخدام نفوزها لدي اسرائيل لعدم تغير الوضع القائم في القدس والتحرك بجدية في عملية السلام وخاصة ان الطرفين الاردني والامريكي يؤمنوا ان لا حل للصراع الا حل الدولتين واعادة المفاوضات بين الجانبين . قد تكون هناك لقاءات فلسطينية اسرائيلية تناقش سبل اعادة الثقة بين الطرفين فقط لتوفير الاستقرار في الضفة وتقوية السلطة الفلسطينية لكني اعتقد ان الثقة بين الطرفين تحتاج لسنوات من العمل تجاه كبح سلوك اسرائيل الاستيطاني ووقفة تماما في الارض المحتلة وتوفير استقرار حقيقي وليس استقرارا مضلل. كان الفلسطينيين قد تقدموا ب 14 طلب من الادارة الامريكية لتحسين العلاقة مع اسرائيل واثبات حسن النية باتجاه احياء عملية سياسية حقيقية في المنطقة تضمنت هذه الطلبات وقف الاستيطان واعادة فتح مؤسسات فلسطينية اغلقها الاحتلال في القدس واستعادة الوضع القائم في القدس وقف اخلاء المنازل وإطلاق سراح أسرى واخلاء البؤر الاستيطانية ووقف اقتحام جيش الاحتلال للمدن والمحافظات الفلسطينية والسماح بإنشاء مطار دولي ومد خطوط سكك حديدة تربط المدن الفلسطينية واعادة منطقة (ج) للفلسطينيين.
لا اعتقد ان ادارة بايدن يمكن ان تستخدم اوراق مهمة بيدها لتحقق الشروط الاربع عشر التي يطالب بها الفلسطينين او حتي بعضها لاظهار كحسن نية اسرائيلية تجاة حل الصراع لان اسرائيل بالأساس لا تريد ان ينتهي الصراع عبر حل الدولتين ولا تريد اي تدخل امريكي يحقق للفلسطينين اكثر مما هم فيه الان , ولا اعتقد ان الادارة الامريكية بالمقابل قد تخرج بمادرة سلام في المستقبل القريب للبدء بعملية سلام حقيقية بالمنطقة عجزت الادارات الامركية السابقة عن طرحها قبل ان تضمن ان كافة الاجواء السياسية مهيئة بالكامل وقبل ان تضمن ان حكومة بينت لابيد باتت قوية وصعب اسقاطها وتستطيع الانخراط في عملية سياسية تؤتي نتائج تحقق الامن والاستقرار في المنطقة وهذا يحتاج الي وقت . خروج ادارة بايدن من حالة احوارات اعادة الثقة بين الطرفين لطرح مبادرة سلام تعيد الطرفين لطاولة المفاوضات المجددولة زمنيا يترتب علي قدرة الفلسطينين في تشكيل ضغط علي هذه الادارة واسرائيل من خلال المقاومة الشعبية وضرواوتها وتعدد اشكالها ما يمثل بقاء الملف الفلسطيني حيا علي طاولة ادارة بايدن والرباعية الدولية التي تنتظر تفعيل من قبل هذه الادارة , لا اعتقد ان لدي ادارة بايدن خطة اكثر من تهيئة الظروف السياسية المحيطة بالطرفين لاجراءات بناء واستعادة الثقة في المسار السلمي في الوقت الحالي وخاصة الفلسطينين مازالوا يعتقدوا ان اي تدخل امريكي في الصراع خارج اطار الرباعية الدولية لن ياتي الا باستقرار مضلل سرعان بسبب الساسة الاسرائيلية الاحتلالية .