يبحث فريق من العلماء في جامعة بنسلفانيا الأميركية في أمر بروتين يدعى "السيتوكين" (TSLP)، الذي يعمل في الجهاز المناعي، بعد أن لاحظوا قدرته على إنقاص وزن الفئران بطريقة غير عادية، وتقليله خطر الإصابة بالسكري، النوع الثاني.
ولاحظ العلماء أيضا احتمال وجود صلة بين هذا البروتين في التصدي لـ"مقاومة الأنسولين"، مما يجعله هدفا محتملا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
وعادة ما يجري العلماء تجارب على الفئران أولا، لاختبار الأدوية قبل اختبارها على البشر في التجارب السريرية، نظرا لوجود تشابه بين الإنسان والفأر في الأعضاء الداخلية.
وقام الباحثون بحقن الفئران البدينة ذات الإنتاج الكبير من بروتين "السيتوكين" بفيروس متربط بالغدة الدهنية، ليكتشف هؤلاء أن البروتين لم يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني فقط، بل تسبب أيضا بفقدان 44 في المئة من وزن هذه الفئران في 28 يوما فقط.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية "ساينس" العلمية.
وكان الفريق قلقا من أن يتسبب البروتين في شعور الفئران بالغثيان الشديد وعدم الرغبة في تناول الطعام، لكنهم أدركوا بعد ذلك أن تلك الحيوانات كانت تأكل بالفعل أكثر مما كانت عليه قبل العلاج.
وكانت مستويات النشاط وتمثيل الطاقة متشابهة بين الحيوانات المعالجة وغير المعالجة، فكيف كانت هذه الفئران السمينة تفقد الوزن؟
يقول المؤلف الرئيسي في الدراسة، تاكو كامباياشي: كانت الفئران المعالجة ببروتين "السيتوكين" لها فرو لامع، وتساءل عما إذا كان ذلك السبب وراء تسرب الدهون من جسدها.
واكتشف الباحثون خلال المعاينة الفئران أن بروتين "السيتوكين" يحتوي على مادة دهنية غنية بالسعرات الحرارية التي تنتجها الغدد الدهنية.
وقالوا إن ذلك يؤكد أن فقدان الوزن كان بسبب تسرب الدهون من الجلد ونتيجة لوجود ذلك البروتين.
ودرس الباحثون 18 جنيا بشريا مرتبطا بالغدد الدهنية، ليجدوا صلة بين هذا البروتين والغدد الدهنية في الجلد، مما يعني أنه بوسع الإنسان خسارة الأنسجة الدهنية غير الصحية، عن طريق تعرق الدهون.
وشهدت الفئران المعالجة بـ TSLP انخفاضا في كتلة الدهون الحشوية التي تتجمع حول البطن وغيرها من الأعصاء، ومن شأن ذلك أن يقلل خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسكتة القلبية.
ويقول العلماء إن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث، لكنه فتح بابا جديدا لاستخدام البروتين على البشر لمعالجة الأمراض المستعصية مثل السكري، النوع الثاني.