إلى صديقي المدين لخيبته الأولى، تلك التي صنعته وأنارت بصيرته، وأخدت بيده إلى بحر المنطق والعقل بعيداً عن سحر القلب، يهرب كل صباح من سطو القلب على أمره، يخاف من حمائم قلبه أن تفشي سره، بأن من استوصى بهم قلبه خيراً وأسكنهم عرش أيامه وأطعمهم خبز روحه كانوا بانتظار العاصفة ليطيروا مع الريح.
كفرت بالخيبات التي تقتل صاحبها حين عرفتك، أعلم أن بداخلك كسرٌ إلى الآن لم يجبر بعد، وندبة تكذب علينا أنها شفيت، وضحكة قلبك التي غابت منذ زمن، وشغفك الذي انطفئ، وحياتك القديمة التي تفقدها بين الحين والآخر...ولكنك القوي الذي تجاوز ونهض كطائر العنقاء، حين ظنك الجميع أنك احترقت وانتهيت، ساندت نفسك وحلقت في العنان بعزم أقوى، فلا حدود لمساعيك وآمالك ولا قيود على روحك.
نشير اليك بالبنان، ونقتدي بك حتى في سقوطك وهزيمتك، ستبهرنا ابتسامتك، كيف لك أن تكون متصالح مع خيباتك، كاتماً لما لا ينطق، صابراً على مالا يطاق، تعاني وتتعب وحدك، لا أحد يعلم كم مرة حاربت وخُدلت وزعزع أمانك، واغتيلت عفويتك، وهربت من الهواجز التي تعيق الطريق، كم كافحت كم خسرت ... لتكون القوي المبتسم.
لتهمس لك الحياة، أهلاً بك أيها المحارب القوي يامن خسرت جولة من جولات الحياة ولم تخسر المعركة، اهتز قواك من قسوة الموقف وبقيت صاحب مبدأ، هربت منك لحظة من السعادة ولكن اياك أن تهدر عمراً من الهنا.
سلاماً لروحك ودامت ابتسامتك
