لم تعد صفارات الإنذار التي تدوي الآن في الشمال مقصورة على جنوب فلسطين، حيث دوت وتدوي في كل مكان، ولم تنفجر البراكين في أعماق البحار حتى تغرق السفن وتتعطل طرق الإمداد لكنه التغيير في قواعد الاشتباك.
تسكين جبهة الجنوب لم تكن استجابة لمستخلصات العقيد إياد سرحان رئيس مديرية التنسيق والارتباط من قبل الجيش الاسرائيلي في غزة، إنما صمود المقاومة وعلو همتها وصلابة قيادتها، ثم محاولة التفرغ لما يدور في جبهة الجنوب وكان قد حذر العميد يوسي كوبر فاسر من خطورة الانزلاق إلى حرب استنزاف على كل الجبهات في إطار مواجهة منخفضة الوتيرة استعد لها كل (أعداء لدولة العبرية)
كما أن المراسل العسكري في يديعوت أحرونوت يوسي يهوشوع كان قد رصد حجم المراكمة التي رسختها معركة سيف القدس وأرست قوة دفع هائلة باتجاه خط مواجهة نشط تغذى على كسر هيبة الجندي الاسرائيلي وعجز الجيش أمام قوة مقاومة قليلة العدة والعتاد، لكنها قوية الشكيمة ثرية الخبرة ومتمرسة على التحمل وطول النفس والصبر، محذراً من أن ذلك سيشجع ما يسمى بمحور المقاومة على اختبار قدرة القيادة الإسرائيلية فقيرة الخبرة، ولم يبتعد كثيراً عن رؤية آڤي سخاروف الذي اعتقد أن كرة الثلج من الفعل وردة الفعل يصعب الخروج منها لاعتبارات موضوعية تعيشها لبنان وذاتية كل قوى المقاومة التي تحاصَر ويُضيق عليها.
لقد تنبأ نيردڤوري المراسل العسكري في القناة 12 أن ما يجري بداية مرتبط فيما يجري من مفاوضات في الملف النووي مع الأمريكان وغزة من خلال البالونات والرسائل الخشنة والحوارات بالنار في سوريا والبحار لن تنتهي إلا بتغيير السياسات والمواقف في هذه الساعات لم يعد التنبؤ بالتصعيد المتدرج استشراف لكنه محدود، ولم يكن تندراً أو خبط عشواء إنما انعكاس للتغيير في الأدوات تزامن مع التغيير في القيادات، لكن المواقف والأهداف لا زالت على حالها
الأغر نفتالي بينت تحت الاختبار
آن الأوان ليعلم أن المنطقة بشعوبها وقواها الحية الراسخة لا تكل ولا تمل في سعيها لهدم هذا الوهم ..هذا المشروع الذي يهين أحرار الأمة العربية والإسلامية مع كل أذان وصلاة تقام، ولن تكون مواقف الطفيليات من حواضننا العربية التي فقدت الثقة بنفسها ويئست وانسابت حتى استُحوذت ففقدت الثقة بأمتها فاستسلمت وارتمت في أحضان هذا المشروع البائد.
هلكت ولن تُهلك المؤمنين بنصر الله ولن تستسلم هذه الأمة الخيرية المتفوقة بسلمها الحضاري لشذاذ الآفاق مهما كانت منحازة المنظومة الدولية لن تستسلم المنطقة للأمر الواقع، لن تسهم في صنع الوجود للسراق حتى لو كان وجودهم خدمة للمشروع الإمبريالي واشرأبت خلفه الأنياب والمخالب هذه فلسطين… هذه القدس… يا نفتالي بينت، ولن تتفاجأ ولن تُستغفل إلا إذا شهوة البقاء بالاستقواء غشت عيونك وعيون قادتك ، لكنّ القرار والسياسات محسومة ، والأمة بالمخلصين مصانة ومحروسة، لن يترددوا في العمل في كل جانب ومجال بهدف غسل العار وإزالة هذا الوجود الطارئ من حظيرتنا وبيتنا.
فيا أيها اصامدون القابضون على الجمر لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون واعلموا يقيناً أن النصر صبر ساعة واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.