أهم دروس معركة سيف القدس أن المقاومة عندما أخذت زمام المبادرة العسكرية من دولة الاحتلال أربكت كل الحسابات "الإسرائيلية" العسكرية والأمنية، وبالتالي شعور حزب الله ان هناك خطة استراتيجية "إسرائيلية" لمهاجمته سواء بشكل علني او سري وعلى مستويات متعددة مستغلة حالة الانهيار والفوضى داخل لبنان غير العفوية.
وبالتالي ايجاد استراتيجية تسعى إلى تحديد ايقاع الاشتباك استباقيا من قبل حزب الله ضرورية في هذه الحالة، بمعنى حزب الله أخذ زمام المبادرة بدلا من "إسرائيل" من أجل تحكمه في وتيرة الاشتباك من جهة، والدفاع من خلال الهجوم المدروس والمضبوط من جهة اخرى، خاصة مع ادراك "إسرائيل" أن حزب الله جزء من محور مقاومة ممتد على جغرافية واسعة من السهل ان تتفجر بوجهها بشكل جماعي ،لذلك لا يمكنها المجازفة بالذهاب إلى حرب مفتوحة مع هذا المحور دون تجنيد محورها الصهيوني امريكي في المنطقة، وهنا تصدم فعليا بعدم رغبة امريكا بتلك الحرب لحسابات امريكا العالمية الباحثة عن الانسحاب من الشرق الاوسط بأقل الخسائر.
وفي هذا السياق من الجدير بالإشارة إلى حسابات لاعب كبير آخر في المنطقة وهو الروسي، الذي صدر اشارات لـ "إسرائيل" انه لن يقبل بحرب مفتوحة تؤثر على مصالحه في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام.
وبالتالي صواريخ حز ب الله باعتقادنا تأتي في إطار مبدأ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وان الهدف تحديد وتثبيت قواعد الردع وليس البحث عن حربا مفتوحة مع "إسرائيل"، ولكن مع ارسال رسالة واضحة للجميع أنه لن يتردد بالذهاب إلى الحرب المفتوحة ان تم محاولة التلاعب في قواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية كما حدث بالأمس من قصف الطائرات "الإسرائيلية" لمواقع داخل الجنوب اللبناني لأول مرة منذ عام ٢٠١٤م.
