غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حزب الله هو حزب الله: القصف بالقصف وجهوزية لصعود أعلى درجات سلم الرد

حزب الله - المقاومة اللبنانية
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

لم يكن مفاجئاً أنْ ترد المقاومة الإسلامية في لبنان الصاع صاعين، لاسيما بعدما التزم حزب الله على العلن بالرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف الأراضي اللبنانية، فكانت ليلةَ الخميس على موعدٍ مع ضربة صاروخية استهدفت مواقع العدو في مزارع شبعا؛ رداً على قصف إسرائيلي استهدف الجرمق والشواكير في الجنوب اللبناني.

عار جديد يلحق بالحكومة الإسرائيلية والجيش الذي قالوا عنه "لا يقهر"، إذ لم تسترح الجبهة الداخلية الإسرائيلية من صواريخ غزة، حتى فزعت ليلة الخميس من صواريخ الضاحية، التي تكوي وعي الإسرائيليين بأن تلك المنطقة غير صالحة للسكان؛ سوى لأهلها.

ضرب المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا لم يكن حدثًا عابرًا، وإنما كان عبارة عن تجديد لقواعد الاشتباك التي حاول الاحتلال المساس بها، في ظل الأزمة اللبنانية الداخلية، بحسب ما يرى مراقبون.

حزب الله وسلم الرد

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أشار إلى أن الرد الصاروخي لحزب الله على القصف الاسرائيلي لعدد من المواقع اللبنانية حمل رسالة من الحزب مفادها "أننا جاهزون لصعود أعلى درجات سلم الرد".

وقال عبدو في حديث لـ"شمس نيوز" "الاحتلال يحاول تفجير المشهد الاقليمي اعتقادًا منه بأن الظروف مواتية في لبنان، كون الحالة الاقتصادية وصلت لمستوى صعب جدًا، وهناك أحداث داخلية جرت في منطقة خلدة يمكن أن تشغل حزب الله".

وبيّن أن ما تريده حكومة بينيت من خلال تلك المحاولات تثبيت معادلة جديدة في الجنوب، مستدركًا الحديث "لكن يبدو أن حزب الله متيقظ، وجاهز للرد، والذهاب لأبعد مدى فيما لو أرادت (اسرائيل) التصعيد".

وعاد عبدو إلى الوراء قليلًا، مشيرًا إلى بداية التصعيد في جنوب لبنان، كان عندما ادعى الاحتلال سقوط صواريخ على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، أمس الخميس، دون أن يعلن أحد مسؤوليته عنها، الأمر الذي دفع حكومة الاحتلال تحميل حزب الله المسؤولية.

وتابع "لم تكتف حكومة الاحتلال بتحميل الحزب المسؤولية، بل امتددت لتحاول فرض قواعد جديدة في الجنوب اللبناني من خلال قصفها لمواقع في لبنان بالطائرات، لأول مرة منذ عدوان 2006".

ولفت عبدو إلى أن هذا الخرق اعتبره حزب الله أمراً خطيراً، يستدعي الرد عليه، لعدم تثبيت قواعد ومعادلات جديدة، ما دفعه لإطلاق دفعة صاروخية على مناطق مفتوحة، قرب مواقع الاحتلال شمال فلسطين المحتلة، ليؤكد أن تغيير المعادلات مرفوض، وأن أي ارتقاء في العدوان على لبنان المقاومة جاهزة للرد عليه مهما بلغ مستوى حجم العدوان ودرجته.

وذكر الكاتب والمحلل السياسي أن استعداد المقاومة للرد على الاحتلال من جهة، والحسم والاعلان عن نيته الرد على أي خرق اسرائيلي، كان مفاجأ للقيادة السياسية والأجهزة الأمنية الاسرائيلية بشكل مربك، ما أدى إلى ردود بالقصف المدفعي التقليدي وتراجع الاحتلال أمام صمود ونوايا حزب الله بالرد على أي عدوان.

الهجوم خير وسيلة للدفاع

من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي أن أهم دروس معركة سيف القدس أخذ المقاومة لزمام المبادرة العسكرية من دولة الاحتلال، وارباكها لكل الحسابات الاسرائيلية العسكرية والأمنية.

وأشار لافي إلى أن حزب الله شعر بوجود خطة استراتيجية اسرائيلية لمهاجمته سواء بشكل علني او سري وعلى مستويات متعددة مستغلة حالة الانهيار والفوضى داخل لبنان غير العفوية.

ولفت إلى أن حزب الله وجد في العمل على ايجاد استراتيجية تسعى لتحديد إيقاع الاشتباك استباقيًا ضرورة في هذه الحالة، مبينًا أن الحزب أخذ زمام المبادرة بدلا من "إسرائيل" ليتحكم في وتيرة الاشتباك من جهة، والدفاع من خلال الهجوم المدروس والمضبوط من جهة أخرى.

وأوضح لافي أن "إسرائيل" تدرك جيدًا بأن حزب الله جزء من محور مقاومة ممتد على جغرافية واسعة من السهل ان تتفجر بوجهها بشكل جماعي، لذلك لا يمكنها المجازفة بالذهاب إلى حرب مفتوحة مع هذا المحور دون تجنيد محورها الصهيوأمريكي في المنطقة.

وتابع "هنا تصدم فعليا بعدم رغبة أمريكا بتلك الحرب لحسابات أمريكا العالمية الباحثة عن الانسحاب من الشرق الأوسط بأقل الخسائر".

وأشار لافي إلى حسابات لاعب كبير آخر في المنطقة وهو الروسي، الذي صدر اشارات لـ"إسرائيل" أنه لن يقبل بحرب مفتوحة تؤثر على مصالحه في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام.

وأبدى اعتقاده بأن صواريخ حزب الله تأتي في إطار مبدأ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وأن الهدف تحديد وتثبيت قواعد الردع وليس البحث عن حربا مفتوحة مع "اسرائيل".

واستدرك لافي حديثه "حزب الله أرسل رسالة واضحة للجميع أنه لن يتردد بالذهاب إلى الحرب المفتوحة، إن تم محاولة التلاعب في قواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية كما حدث بالأمس من قصف الطائرات الاسرائيلية لمواقع داخل الجنوب اللبناني لأول مرة منذ عام ٢٠١٤م".