غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلدة بيتا.. الشعلة ما زالت متقدة

خالد صادق
شمس نيوز - وكالات

خالد صادق

عندما يستخدم الاحتلال الصهيوني القوة المفرطة في مواجهة مسيرة سلمية لا تشكل أي خطر حقيقي على حياة جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه, فاعلم أن الاحتلال يخشى شيئا أكبر قد ينتج عن استمرار مثل هذا الفعل النضالي الفلسطيني في مواجهة سياسة الاستيطان, قرية بيتا الواقعة جنوب نابلس باتت ايقونة للمدن الفلسطينية في الضفة, وهناك خشية أن تتعدد الفعاليات الشعبية في مناطق اخرى في الضفة الغربية لوقف سياسة الاستيطان والتصدي لمخططات الاحتلال التوسعية في الضفة المحتلة,  فبيتا التي تنتفض كل يوم في وجه الاحتلال الصهيوني, ويمارس اهلها حق مقاومة الاستيطان, ويتعرضون للقتل والاعتقال والدهم والضرب دون ان يثنيهم ذلك عن مسعاهم لتطهير بلدتهم من الاستيطان, وبيتا لا زالت صامدة تذيق الاحتلال مرارة العدوان على حقهم في العيش فوق ارضهم بسلام وامان دون استيطان او غرباء يعكرون عليهم صفو حياتهم, ولذلك تتزايد الفعاليات بشكل اكبر في الضفة الغربية المحتلة اسوة ببلدة بيتا, ويتزايد عدد المشاركين في المسيرات الليلية «الارباك الليلي» في قرية بيتا, وهناك خشية حقيقية من الاحتلال الصهيوني, ان ينتقل هذا الانموذج الى بلدات عدة, وتصبح بلدة بيتا شرارة الانتفاضة في وجه الاستيطان, والمشاعل التي توقد في عتمة الليل بالقرب من البؤر الاستيطانية, توقد امام كل بؤرة استيطانية في الضفة المحتلة, وهو ما تحاول ان تتفاداه «اسرائيل» بأي شكل كان, وهي تستخدم القوة المفرطة في مواجهة فعاليات بلدة بيتا جنوب نابلس.

بيتا قدمت حتى الآن ستة شهداء منذ بدء فعاليات الارباك الليلي قبل نحو مائة يوم, بالاضافة الى اصابة نحو اربعمائة فلسطيني آخرين بجراح مختلفة, اضافة الى عشرات المعتقلين الفلسطينيين, واخر هؤلاء الشهداء هو الشهيد عماد علي دويكات (38 عاما)، وقد استشهد عصر الجمعة، برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في محيط جبل صبيح في بلدة بيتا، بعد وقت قصير من إصابته بجروح بالرصاص الحي في الصدر نقل على أثرها إلى مستشفى رفيديا الحكومي. والشهيد عماد علي دويكات لديه أربع بنات ورزق بطفل قبل نحو شهرين, وهو كان يحاول ان يوفر لأسرته حياة هادئة وكريمة من خلال تطهير بلدته من الاستيطان, فكان مصيره القتل على يد المجرمين الصهاينة اعداء الحياة, وهذا الفعل الصهيوني الاجرامي إن دل على شيء فإنه يدل على الافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين, وايقاع اكبر خسائر بينهم, والغرض الاساسي دائما هو منع نقل فعاليات الارباك الليلي الى مناطق اخرى في الضفة المحتلة, حتى لا تشكل عبئا اضافيا على الاحتلال ونشر المزيد من قوات الجيش في مناطق عدة في الضفة, ويسعى الاحتلال لمنع الصحفيين من تغطية فعاليات بلدة بيتا حتى لا تكون حافزا للفلسطينيين بتكرار هذه الفعاليات في مناطق اخرى, ويستخدم جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين القوة المفرطة لمنع الصحفيين من الوصول للبلدة حيث سجل21 انتهاكا بحق الصحفيين خلال شهر يوليو الماضي أسفرت عن إصابة 8 صحفيين، واحتجاز طواقم صحفية ومنعهم من مواصلة العمل.

المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وثقت خلال الشهر الماضي استشهاد 7 مواطنين فلسطينيين في انحاء الضفة، وإصابة 754 آخرين، 198 حالة اعتقال، وهدم 31 مبنى ومنشأة في الضفة وغزة، واقتلاع 454 شجرة زيتون ولوزيات، إضافة إلى 19 إخطارا بالهدم وعملية استيلاء, وسجل ايضا 58 انتهاكا واعتداء للمستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، إذ شهد شهر تموز 18 اقتحاما للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين, وفي محافظة القدس، استشهد معتقل داخل سجن المسكوبية غربي المدينة، وأجبرت سلطات الاحتلال 7 مقدسيين على هدم منازلهم، وأصيب شابان برصاص الاحتلال والعشرات بالاختناق خلال مواجهات متفرقة في المدينة، ونفذ مئات المستوطنين اقتحامات جماعية للأقصى، بينها اقتحام مركزي يوم 18 تموز، فيما استولى آخرون على بناية سكنية في حي وادي حلوة ببلدة سلوان, كما تم توثيق (19) إخطارا بالهدم واستيلاء على أراضي المواطنين وممتلكاتهم، وأ صدر ما يسمى بـ «مجلس التكتل الاستيطاني في مجمع مستوطنة «غوش عصيون» قرارًا ببناء مئات الوحدات الاســتيطانية على أراضٍ في بيت لحم، وصادق «الكابينت» الإسرائيلي على خصم مخصصات الأسرى وذوي الشهداء من عائدات الضرائب الفلسطينية، إضافة لإصدار قرار بتمديد إغلاق مبنى بيت الشرق ومقر الغرفة التجارية وجمعية الدراسات العربية ومؤسسات مقدسية أخرى لستة أشهر, ورغم ذلك ما زالت الشعلة (الحرية) متقدة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".