يعاني مربو الدواجن والإنتاج الحيواني في قطاع غزة، من عديد الأزمات التي تعصف بهم وأدت إلى عزوف كثيرين منهم عن العمل في هذه المهنة.
ويشهد قطاع تربية الدواجن بشقّيه "اللاحم" و"بيض المائدة"، في غزة، في الآونة الأخيرة خسائر كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج، والارتفاع غير المسبوق على درجات الحرارة، وحرمان المزارعين من حقهم في تصدير منتوجاتهم خاصة "بيض المائدة" خارج القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً.
ويقول محمود السموني (24عاماً) صاحب مزرعة دجاج لاحم، إن ارتفاع أسعار العلف (الطعام المخصص للدواجن)، والصوص، كبّدته خسائر فادحة.
وأشار السموني إلى أن عوامل أخرى أدت إلى تفاقم الأزمة مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج العالية التي تتمثل بتوفير أجهزة التدفئة والإيجار، وارتفاع درجات الحرارة، والعدوان المستمر على قطاع غزة.
وكشف أن الكثير من المزارعين اضطروا مؤخراً إلى إغلاق مزارعهم، وآخرون تم توفيقهم لعدم قدرتهم على دفع المبالغ المطلوبة منهم لمستحقيها من التجار.
ونوّه السموني إلى أن بعض مزارعي الدواجن لجأوا إلى المزارع المفتوحة، مشيراً إلى أن المزارع المغلقة مكلفة جداً قد تصل إلى 15 ألف دولار، ما يؤدي لارتفاع أسعار تكلفة إنتاج الدجاج اللاحم.
ويبلغ سعر طن العلف حالياً (3000) شيكل (نحو 920 دولار أمريكي)، والصوص ما بين (2 و3) شواكل، في حين كان يباع في السابق بـ 1 شيكل فقط، وفق السموني.
وطالب السموني "وزارة الزراعة بضرورة الوقوف إلى جانب المزارع المكلوم" وفق وصفه، مستنكراً إقدام وزارة الزراعة على السماح للتجار باستيراد الدجاج المجمّد من الخارج بدعوى ارتفاع سعر الدجاج المحلي، للتخفيف عن المواطن، ما يعني خسائر محققة لأصحاب المزارع الذين بالكاد يوفرون مصاريف الإنتاج.
واضطر السموني مؤخراً إلى تقليص عدد الدجاج الذي يربيه داخل مزرعته، إلى 2000 دجاجة فقط من أصل 15 ألف دجاجة كان يريبها في السابق. كما قال.
وأشار إلى أنه "تكبّد خسائر مالية قُدرت بنحو 7600 شيكل".
أزمات متراكمة
بدوره، قال رئيس نقابة أصحاب مربي الدواجن والإنتاج الحيواني في قطاع غزة مروان الحلو، إن قطاع الدجاج اللاحم يُعاني من تراكم أزمات عديدة، خاصة في ظل الحروب الأخيرة التي شُنت على قطاع غزة، والتي كبّدت المزارعين خسائر قُدرت بملايين الدولارات.
وتابع الحلو "تجاوز مجمل خسائر الأربعة حروب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ما يقارب 300 مليون دولار".
وأشار إلى أن المزارع أصبح غير قادر على تسديد التزاماته أمام شركات التفريخ، مضيفاً "هذا الأمر ينذر بكارثة حقيقة في هذا القطاع، من خلال تسريح آلاف العمال".
ونوّه الحلو إلى أن قطاع الدجاج البيّاض في خطر أيضاً، حيث يتم إنتاج 850 ألف إلى مليون طبق بيض شهرياً، لتغطية احتياجات السوق المحلي.
وأكد الحلو أن أسباب غلاء أسعار الدجاج اللاحم، يعود إلى أن هذا القطاع مر بثلاث أزمات متتالية، تمثلت بجائحة "كورونا"، ثم العدوان الإسرائيلي على غزة، وكان آخرها الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
تلك الأزمات تسببت بخسائر قُدرت بملايين الدولارات، خاصة في فترة كورونا، التي أُغلقت فيها المطاعم أبوابها أمام استقبال الزبائن، حيث كانت تلك المطاعم تستهلك أكثر من 60% من الدجاج المحلي، وفق الحلو.
ويحذر رئيس نقابة أصحاب مربي الدواجن والإنتاج الحيواني، من فقدان هذا القطاع بشكل كامل في غزة، في حال استمرت الظروف القاسية المفروضة على مربي الدواجن.
ووفقاً لوزارة الزراعة، فقد قدرت الخسائر الأخيرة لقطاع لحوم الدواجن بنحو 4 ملايين ونصف مليون دولار، كما ارتفع سعر طن الأعلاف للدجاج اللاحم 2900 شيكلا من أصل 2350 شيكلا.
ومن المقرر يوم غد الأحد عقد اجتماع بين الجهات المعنية في الحكومة بغزة مع أصحاب مزارع الدجاج "البيّاض" لحل أزمة "بيض المائدة" قبل يوم من بدء الإضراب الشامل للمزارعين الذين في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم بتصدير الفائض من البيض خارج القطاع، فإنهم سيذهبون لخطوات احتجاجية تبدأ بإعدام آلاف البيض في شوارع غزة.
المصدر: APA