كانت العرب في الجاهلية تربط ذيل الخيل قبيل الحرب، وقد ورثت هذه العادة عبر الاجيال لكن لم تستمر إلى وقت طويل، إذ أطلق عليها "ربطة الموت" إما نصر أو شهادة لا ثالث لهما، وإذا عاد الفارس مظفرًا فك عقدة فرسه بيده.
بعد مئات السنين، يظهر العربي كما يجب في جنين، متممًا لأصول الفروسية، يربط سبطانة "الأم سكستين" بقطعة قماش، دلالة على أن هذه البندقية لا تطلق الرصاص عبثًا.
هذه البندقية، لا تطلق الرصاص سوى صوب غرباء هذه الأرض، هذه الفوهة حرمت البسطار الإسرائيلي تراب جنين، لتجد ضالتها في رأس الشر الأعظم، الذي احتل الأرض وانتهك العرض.
كالنار بالهشيم، انتشرت بـ"الفضاء الأزرق" صورة لأحد عناصر سرايا القدس خلال تشييع جثمان شهداء جنين، وبدأ النشطاء يعلقون عليها بعبارات الفخر والاعتزاز، إذ أنهم اعتادوا التعليق بسخط على من يخرجون البنادق بالأفراح والعروض العسكرية ليس إلا.
الناشط عبد الرحمن مصطفى نشر الصورة وعلق عليها بالقول : هذا السلاح ليس للاستعراض أو لإطلاق النار بالمناسبات والشجارات العائلية، بل إن هذه الفوّهة تُفتَح لهدفٍ واحد وواضح وتعرف طريقاً واحداً تسلكه في ساعات الليل والفجر وأي وقت يحاول العدوّ فيه التقدم إلى جنين ومخيّمها المحصنان بسواعدٍ حرة غير ملوّثة".
أما الناشط محمود أبو الرب فعلق بالقول: خلال تشييع شهيدي جنين.. مقاوم من سرايا القدس يغلق فوهة بندقيته بقطعة قماشٍ، للإشارة إلى أن السلاح ليس للاستعراض أو لإطلاق النار بالمناسبات والشجارات العائلية".
مصعب عبد القادر علق: "مش للتشخيص، بالنهار البارودة ملفوفة وبالليل بصدر العدو موجودة".
محمود أبو سعد نشر الصورة وكتب : الآن علينا ان نطمئن، في جنين بنادق نظيفة".