غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حديث المساء

جلال نشوان
بقلم/ جلال نشوان

اختلفت الآراء وتنازعت الأهواء حول الكثير من العادات التي أثقلت كاهلنا، وأربكت حياتنا، وجعلتنا في حيرة من أمرنا

وكثير منا حلق عاليا بسبب تضخم الأنا والمباهاة والاعتزاز بالذات الذي ذهب الى منحنى كبير فاق كل تصور.

العالم يتغير وتعقيدات الحياة تزداد يوما بعد يوم، وهنا نتساءل وبقوة: هل العادات والتقاليد، غدت مقدسة وأصبح الانعتاق منها مستحيلا؟!!!!

لقد ارهقت العادات والتقاليد كافة الاسر، وأصبح الناس لا يستطيعون تحمل تكاليفها الباهظة، فمثلا الأفراح والأتراح الباهظة التكاليف تحتاج منا إلى إعادة صياغة الأمور ووضعها في إطارها الصحيح والتخلص من بعض العادات ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر.... عادة (مآدب الطعام) التي تقام في اليوم الثالث أو الذي يليه (لرحيل المتوفى)، تلك العادات التي تصل تكاليفها إلى حد الاستدانة، لإطعام الناس الميسورين ونسيان الفقراء والمحتاجين!!!!!

أي منطق هذا؟

والشيء بالشيء يذكر إقامة الأفراح التي تصل تكاليفها إلى حدود لا يمكن تصورها، أما آن الأوان مغادرة تلك الطقوس والعادات التي أرهقت الأسر وجعلتها تلجأ مضطرة إلى الاستدانة؟!!!

الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا يوما بعد يوم وأحوال الناس أصبحت في غاية الصعوبة والحياة وصلت تعقيداتها إلى حد من الصعوبة بمكان تحملها

الحاجة ماسة وملحة لوقفة صدق مع الذات للتغيير، وسيبدأ التغيير من الحكماء والعقلاء وأصحاب الرأي وذلك بالتصدي لتغول الأثرياء والمقتدرين الذين أخذوا الناس إلى عاداتهم وتقاليدهم التي تطالعنا كل يوم بالجديد فيها

ثقافة جديدة يقودها المقتدرون والميسورون وعلى الجميع مسايرتهم حتى لو كانت خاطئة

نتمنى تغيير العادات والتقاليد التي لا تنسجم ولا تتناغم مع ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة، وهنا يقودنا السؤال الملح لماذا نتمسك بعادات تثقل كاهلنا؟ ولماذا لا نتمسك بعادات أصيلة جميلة تضيف إلى تراثنا الأصيل وعبق إبداعه وتعكس انتماءنا للفلكلور الفلسطيني الضارب أعماقه في عمق التاريخ كالدبكة الشعبية التي تربح النفوس وتبهجها وتبتعد بنا عن الكثير من الإسراف والتبذير.

إن موروثنا الجميل (من العادات والتقاليد) فيه رمزية الإبداع وأصالة الماضي وجمال الحاضر (وجهة نظر تخضع للصواب أو الخطأ)

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".