غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور الطفل "البطل".. الاحتلال سرق بصره ولقاء زملائه الأخير نكأ جرحه

الطفل محمد شعبان (2).jpg
شمس نيوز -محمد الخطيب

خطى متعثرة وقلب يملؤوه الحزن على ما أصاب نجله، سار هاني شعبان ونجله المصاب محمد ( 8 أعوام)  إلى المدرسة التي يدرس بها، ليأخذ ملفه لينقل من التعليم النظامي إلى التعليم في مدارس خاصة، بعد فقدان نور عينه إثر استهداف اسرائيلي غاشم لمجموعة من المواطنين في سوق جباليا شمال قطاع غزة، خلال العدوان الأخير على القطاع.

لحظة صعبة، حين طلب الطفل أن يجلس بجانب أصدقائه في مقاعد الدراسة للمرة الأخيرة قبل أن يغادر إلى مدرسة أخرى، ليشاركهم لحظات حرمه الاحتلال منها بصاروخ غاشم.

قصة صعبة

يروي والد الطفل محمد القصة المؤلمة لـ"شمس نيوز" فيقول: محمد أصيب خلال توجهه إلى السوق برفقة والدته لشراء ملابس عيد الفطر، ولحظة وجودهما بالسوق استهدفت طائرات الاحتلال السوق، فاستشهد عدة مواطنين وأصيب آخرين من ضمنهم محمد، الذي فقد نور عينيه".

وأضاف "شعبان" أن نجله عانى من نزيف داخلي في عينيه بفعل شظايا الصاروخ، إذ قرر الأطباء بمستشفى العيون التخصصي بغزة، استئصال عينه اليسرى التي أصيبت بشكل مباشر مما أدى إلى انفجارها، ولعدم وجود حلول طبية أخرى.

وتابع:" بعد استئصال العين تقرر تحويله إلى مصر من أجل العلاج لإنقاذ عينه الأخرى، إلا أن الأطباء واجهوا صعوبات في إمكانيه علاجه فقاموا بحقنه بـ 3 حقن مضاد حيوي على فترات مختلفة لمحاولة تنظيف العين من الالتهابات الشديدة، ولكن لم يكن هناك جدوى وقرروا بعد 70 يومًا من بقائه في مستشفيات مصر، إعادته لقطاع غزة لعدم وجود أمل في عودة بصره مجددًا".

أمضى الطفل محمد رحلة علاجه على أمل أن يعود بصره، وأن يعود إلى مقاعد الدراسة كباقي أصدقائه الذين انتظروا لحظة العودة للتعليم الوجاهي بعد عام من الدراسة عن بعد بسبب بفيروس "كورونا".

معاناة مستمرة

وعن الحالة النفسية التي يمر بها الطفل محمد، أكد والده أنه يعاني من حالة نفسية صعبة لعدم مقدرته على الرؤية، بسبب صغر سنه مما شكل عنده الكثير من المشاكل، في عدم مقدرته على التنقل لوحده، وهذا الأمر حرمه من اللعب والخروج من المنزل كباقي اخوته وأصدقائه، لافتًا إلى أن اخوته الـ 6 يحاولون الترفيه والتخفيف عنه قدر الإمكان، ليتعايش مع الواقع الجديد الذي فرضه عليه صاروخ الاحتلال الذي لا يفرق بين كبير وصغير.

وأوضح أن إصابة نجله جاءت في ظروف اقتصادية صعبة ومفاجئة، ومعاناته ستكون طويلة وترافقه على الدوام، مشيرًا إلى أن الاحتلال حرم محمد من العيش كباقي الأطفال والذهاب إلى المدرسة واللعب براحة دون مساعدة من أحد، خاصةً أنه لم يعتاد على إصابته مما يصعب من حركته لوحده.

ودعا "شعبان"  الجهات المختصة والمؤسسات الحكومية والخيرية لتقديم المساعدة والوقوف بجانبهم في معاناة نجله محمد، الذي يحتاج إلى العديد من الأدوية، التي لا يستطيع أن يوفرها لعدم مقدرته على العمل بعد إعالته له، ولسفره إلى مصر لتلقيه العلاج.

ولقب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الطفل محمد شعبان بالبطل، بعد تداول فيديو يصف فيه نفسه بالبطل.

يشار، إلى أنه ارتقى 65 طفلا شهداء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في حين أصيب العشرات بجراح متفاوتة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم أن ما يزيد عن 3200 مدرسة و1500 روضة فتحت أبوابها في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ليلتحق بها ما يزيد عن 1,2 مليون طالب/طالبة، وأكثر من 150 ألف طفل في رياض الأطفال، وفق نموذج التعليم الوجاهي الكامل، الذي كان سائداً قبل الجائحة.

تصوير-حسن الجدي