غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قد تبينت نوايا بينت

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

بدعوته لجو بايدن  لزيارة "اسرائيل" انتهت زيارة نفتالي بينت لأمريكا, هذه الزيارة التي تأتي في وقت حساس للغاية, وفي اعقاب معركة سيف القدس التي انتهت بإفشال اهداف العدوان الصهيوني على قطاع غزة, واستطاعت المقاومة الفلسطينية فرض معادلات جديد على الاحتلال الصهيوني, وفي اعقاب اندحار الامريكان وانسحابهم من افغانستان تحت ضربات مجاهدي حركة طالبان, التقى المأزومين نفتالي بينت وجو بايدن لوضع خارطة سياسية جديدة في ظل المتغيرات التي بدأت تظهر في المنطقة, المتغير الاول هو قدرة ايران على امتلاك السلاح النووي في غضون فترة وجيزة, واصبح هناك يقين امريكي واسرائيلي بان امكانية كبح جماح ايران بات مستحيلا, بعد ان فشل الحصار والعقوبات المفروضة على ايران على اخضاعها للإرادة الصهيو امريكية, والمتغير الثاني هو انتصار طالبان على الجيش الامريكي في افغانستان واندحار الامريكان تحت ضربات المجاهدين الافغان, وهو ما اثر على صورة امريكا امام العالم بعد ان اهتزت مكانتها العسكرية بقوة, فمشهد الجيش وهو يندحر من افغانستان كان مذلا, وجاءت التفجيرات في محيط مطار كابول لتزيد من قتامة المشهد الامريكي, وعجز الادارة الامريكية على توفير الامان لجنودها المندحرين, مما عرض حكومة جو بايدن لانتقادات شديدة وشن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، هجوما حادا على طريقة تعامل بايدن مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ووصفها بأنها " أكبر إهانة للسياسة الخارجية" في تاريخ امريكا.

نفتالي بينت جاء للبيت الابيض محملا بآمال عريضة بعد ان شعر بانحياز جو بايدن له على حساب بنيامين نتنياهو الحليف المقرب لترامب, وقد تبينت نوايا نفتالي بينت عنما طالب بوضع حد سريع وعاجل لقدرة ايران على امتلاك السلاح النووي, حيث ركز على ضرورة اخضاع ايران للاتفاق النووي وفق التعديلات التي طرحتها "اسرائيل" فلم يعد الحل العسكري مضمونا او مجديا, وبالتالي الحل الامثل للإدارة الامريكية و"اسرائيل" هو تفعيل الاتفاق النووي الايراني مجددا, مع تبني مطالب اسرائيل بالتعديلات المقترحة منها على الاتفاق, وتبينت نوايا بنيت ايضا في اقناع الادارة الامريكية باستحالة حل الدولتين, وان هذا الطرح انتهى الى غير رجعة, كما ان أي دعوة للعودة للمفاوضات مع السلطة يجب ان تكون على اساس تحسين الاوضاع المالية والحياتية المعيشية فقط, والتعامل مع القضية الفلسطينية على انها مجرد قضية انانية, وطالب بينت نت الادارة الامريكية عدم ادانة الاستيطان في الضفة, او أي اجراءات في القدس, والتعامل مع المسألة الفلسطينية وفق مقتضيات مصلحة "اسرائيل" وجنوحها نحو اليمين المتطرف, وتبنى ما تسمى بصفقة القرن, فيما وافق بينت على اكساب السلطة المزيد من الشرعية من خلال تحسين وضعها المالي, وتواصل الوسطاء والحلفاء معها, وتحسين صورتها امام الفلسطينيين, خوفا من استغلال الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركة حماس لوضع السلطة, وامتلاكها لزمام الامور خاصة مع تأييد الشارع الفلسطيني المطلق للمقاومة وثقته الكبيرة بأدائها.

لقد تبينت نوايا نفتالي بينت في زيارته للبيت الابيض, وقد كان لها اهداف سياسية واخرى اقتصادية لكنه اصطدم بواقع جديد وخطوط حمراء وضعتها الادارة الامريكية لنفسها بحيث لا يمكن تجاوزها, فالإدارة الامريكية ترى ان التفاوض والعقوبات والحصار هي الخطوة الاسلم في التعامل مع الملف النووي الايراني, وان أي عمل عسكري فيه مغامرة وغير مضمون النتائج, وتجربة امريكا في العراق وافغانستان لن تتكرر لأنها ادخلت الجيش الامريكي في حروب خاسرة وكبدتها خسائر مادية وبشرية كبيرة, وان روسيا والصين باتت الخطر الاكبر على امريكا ويجب الانتباه اليهما وايلائهما المزيد من الاهتمام, كما ان رؤية "اسرائيل" للتعامل مع السلطة الفلسطينية لم ترض الادارة الامريكية, فبايدن طرح العودة للمفاوضات بين السلطة و"اسرائيل", لكنه لم يلمس أي استعداد لدى نفتالي بينت وحكومته لتقديم أي تنازل لصالح السلطة, فما الذي يمكن ان تفاوض عليه امريكا لإقناع السلطة بالعودة للمفاوضات, كما حاول نفتالي بينت تسويق منظومة القبة الحديدية وبيعها للجيش الامريكي, لكنه فوجئ برفض الجيش الامريكي شراء منظومة القبة الحديدية لوجود ثغرات كثيرة بها, وقد ظهرت هذه الثغرات فعليا في ملحمة سيف القدس البطولية التي اثبتت هشاشة القبة الحديدية وعدم قدرتها على اسقاط معظم الصواريخ المنطلقة نحو اهدافها, وامكانية خداع المنظومة بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ لا تستطيع القبة التصدي لها, لكن امريكا تعهدت بالاستمرار في دعم وحماية "اسرائيل".

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".