غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"ملاعق الأسرى" تفتح أبواب جهنم على "إسرائيل"

أبطال عملية انتزاع الحرية.jpg
شمس نيوز - علاء الهجين

لم يستفق جيش الاحتلال من الضربة التي تلقاها على السياج الفاصل شرق مدينة غزة قبل أيام، والتي أدت لمقتل قناص إسرائيلي، ليستيقظ اليوم على وقع ضربة أمنية جديدة ومعقدة، قرب مدينة بيسان المحتلة.

وتمكن، فجر اليوم، 6 أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبد، من انتزاع حريتهم والهروب من سجن "جلبوع" الإسرائيلي قرب مدينة بيسان، والذي يخضع لحراسة أمنية مشددة، عبر نفق حفروه أسفل السجن، في حدث بطولي سيسطره التاريخ النضالي الفلسطيني.

وأعلنت حكومة الاحتلال، أن 6 أسرى فلسطينيين، 5 ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، وواحد من حركة فتح، استطاعوا نزع حريتهم عبر نفق حفروه في سجن "جلبوع"، وهو أحد أكثر السجون تحصينا.

عملية "انتزاع الحرية"، لقيت ترحيبًا كبيرًا من الفصائل الفلسطينية والرأي العام، في حين وصفها مراقبون بأنها ضربة أمنية لـ "إسرائيل"، التي وصف رئيس حكومتها نفتالي بينت العملية بالأمر الخطير.

عمل بطولي

حركة الجهاد الإسلامي، أكدت أن عملية "انتزاع الحرية" شكّلت عملاً بطولياً كبيراً، وأحدثت هزة شديدة للمنظومة الأمنية الصهيونية، وستضاف إلى السجل البطولي للشعب الفلسطيني.

وشددت الحركة، على أن العملية التي تزامنت مع الضربة القوية التي تلقاها الاحتلال على السلك الفاصل شرق غزة قبل أيام، وعدم استفاقته بعد من فشله وهزيمته في معركة سيف القدس، ستعمق عجزه، وتربك كل حساباته.

بدورها، قالت حركة حماس، إن انتزاع الأسرى لحريتهم، رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية، هو عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة الأسرى الأبطال.

فشل جديد

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أكد أنّ عملية "انتزاع الحرية" تسجل فشلا جديدا لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فتوقيت ونوعية هذا الحدث فاجأ قادة الاحتلال، فلم يكن هناك إنذارات مبكرة، ولا حتى تقديرات أمنية تشير إلى حدث يضرب أمن الاحتلال في مقتل.

وشدد لافي لـ "شمس نيوز"، على أن قادة الاحتلال يعيشون أزمة حقيقية، مرجحًا أن يتم إعادة هيكلة "جهاز الشاباك" ومنظومة السجون الإسرائيلية، إثر تداعيات هذه العملية، وخاصة أنها نُفذت في توقيت أحرج جيش الاحتلال.

وتوقع لافي، أن يكون هذا الحدث الذي نفذه المجاهدون، سببا في حراك أهالي الضفة الغربية مجددا، وهو ما سيؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي.

وأشار إلى أن هذا الحدث سيكون ملهما للأسرى الأخرين، لكن الأمور لن تكون بتلك السهولة لأنها تحتاج إلى ترتيبات معينة، لخصوصية الحدث، كما أن "إسرائيل" قد تلجأ لبناء المنظومة الأمنية من جديد.

أما الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات، وصف عملية "انتزاع الحرية" بالإبداعية، فمنفذوها انتصروا على الإجراءات الأمنية للسجن الأكثر تحصينا".

وقال عريقات لـ "شمس نيوز"، إن نجاح هؤلاء الأسرى في انتزاع حريتهم، بهذه الطريقة المفاجئة للاحتلال، هو ضرب للمنظومة الأمنية الإسرائيلية الهشة، التي وقفت عاجزة عن اكتشاف هذه النفق، كما إنه هو عنوان لمرحلة جديدة، تحفز الأسرى لاتباع هذا الأسلوب في تحرير أنفسهم.

وأضاف: "أن الإرادة الفلسطينية تتفوق على القدرات الإسرائيلية، فالفلسطينيون قادرون على الصمود والتصدي وعلى ابتداع الأساليب التي تتجاوز كل معيقات القمع الإسرائيلية".

مشهد تاريخي

الخبير بالشأن الإسرائيلي الأسير المحرر محمد أبو جلالة، قال إن عملية انتزاع الحرية فجر اليوم، حدثٌ تاريخي يسطره أبناء فلسطين متجسداً بثلة من الشباب المؤمن المنتمين للواء الجهاد والتضحية والفداء، والذين لم يستطع السجان رغم أدوات البطش والظلم، قهر إرادتهم، رغم أن بعضهم أمضى عقدين ويزيد وراء القضبان.

وأكد أبو جلالة، أن هذه العملية البطولية من أكبر الضربات الأمنية التي تُعيد بنا الذاكرة إلى هروب سجن غزة الكبير، إذ كان لذلك الهروب ارتدادات سياسية وأمنية على فلسطين، والمنطقة بأكملها، وذلك تجسد باشتعال الانتفاضة الأولى، وأعاد للقضية الفلسطينية وهجها وخاصةً بعد حرب لبنان 1982، وخروج المقاتلين الفلسطينيين وتشتتهم في المنافي.

رفع منسوب المعنويات

وقال أبو جلالة، إن الفلسطينيين أمام مشهد تاريخي ومفصلي جديد، ستعيشه الضفة الغربية بعد سنوات القهر والعدوان الذي مارسه ولايزال جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، إذ من شأن هذه العملية البطولية أن ترفع منسوب المعنويات عالياً لدى الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وسائر فلسطين.

ويتفق أبو جلالة مع لافي، إذ يرى أن هؤلاء الشبان سيكونون نماذج ملهمة لأهالي الضفة، فقد تمتد تداعيات هذا الحدث للمحافظات الشمالية التي تعتبرها "إسرائيل" الجبهة الأهم في بسط أمنها، والتي تبذل كل جهودها لإخمادها.