غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مازال لهذا الهروب الأسطوري الكبير بقية...؟؟

د. هاني العقاد 1.jpg

بقلم/ د. هاني العقاد

حكايتهم حكاية تاريخية قل مثيلاتها بالعالم ,بل انها الحكاية الفريدة التي سجلت في دفاتر الحركات التحررية بقليل من التفاصيل وكثير من النجاح الأسطوري الذي أحدث صدمة للمحتل بكافة مستوياته السياسية قبل الأمنية وباتت دولة الاحتلال تعيش في صدمة سببت لهم ذهول رهيب منعهم من تداول أي تصريح عن العملية حتي بعد ساعات من تنفيذ هؤلاء الابطال عملية الهروب الأسطوري من سجن (جلبوع )، ابطال الزنزانة رقم (5) التي باتت عنوان لحكاية لم تنتهي بعد ستاتي فصولها بالأيام القادمة عندما ويعلنوا أنهم اصبحوا في أرض امنة وتتكسف مزيد من الأسرار التي لا يعرفها إلا أصحابها الزنزانة رقم( 5) في قسم(2 ) بسجن (جلبوع ) أكبر السجون الإسرائيلية وأكثرها حراسة واشدها تحصينا . كانت تعتقد مصلحة السجون الإسرائيلية بدولة الاحتلال انه يستحيل على أي معتقل ان يفكر حتى في الهرب او يحاول إيجاد طريقة ما للتحرر من السجن الذي أطلق عليه منذ تأسيسه (بالخزنة) لكون زنازينه عبارة عن خزنات حديدية تمامًا كتلك التي تودع بها الأموال لذلك اودعت الاسري الخمسة أبطال عملية الهروب الأسطوري الكبير ووافقت قبل أيام على نقل (زكريا الزبيدي) قائد كتائب شهداء الأقصى بالضفة الغربية بناء على طلبه إلى نفس الزنزانة التي يتواجد بها القادة العظام من الجهاد الإسلامي الذين خططوا للهروب الأسطوري الكبير.

ما تم كشفه حتى الآن هو طريقة هروب هؤلاء الابطال وهو النفق الذي يبلغ طوله ما يقارب (50) قدما مقتحما حاجز خرساني مسلح بعرض (60) سم يؤدي هذا النفق الي خارج المعتقل، النفق يقول ويتحدث أن هؤلاء الأبطال مكثوا أكثر من عام وهم يحفرون بملعقة طعام واظافرهم الحديدية وأصابعهم الصلبة ووجدوا طريقة سرية لن يصل إليها المحققين لإخفاء الرمال والحجارة التي أخرجوها من النفق والتي كان بالإمكان أن تكشف خطتهم لولا قدرتهم البالغة على إخفاء هذه المتعلقات ومسحها تمامًا من الوجود.

هذا جزء من الحكاية والجزء الآخر سيبقي طي الكتمان إلى أن تسمح الظروف بكشفها للرأي العام وأصحاب نظريات مستحيلة الحدوث ليغيروا نظرياتهم الي نظرية المستحيل الممكن. اتفقوا وتوحدوا وعملوا ليل نهار بسرية وكتمان وإجراءات امنية شديدة التعقيد طوال فترة حفر النفق وتجهيزه، لم يناموا كباقي السجناء ولم يريحوا أجسادهم مع أن ليس بالزنزانة أي راحة لكنها الحقيقة التي باتت تفاصيلها معقدة بتعقيد الحدث الكبير.

انتصار كبير تحقق بمجرد أن نجح هؤلاء الأبطال بانتزاع حريتهم بقوة الإرادة والوحدة والعمل السري والإصرار على التحرر، هذا الانتصار له معني واحد انه لا مستحيل أمام حرية أسرانا الابطال وعودتهم إلى ترابهم سالمين.

هذا الهروب شكل صدمة كبيرة وقوية لمنظومته المحتل الأمنية التي اعتقد المحتل أنها منظومة متكاملة مستحيلة الاختراق ما يعني اخفاق كبير للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وفشل كبير ضرب "استراتيجية الاحتلال" التي تهدف لقتل الأمل لدى أسرانا الأبطال في الحرية ودفعهم لإحباط كامل مما يجعل من أجسادهم هدفا للمرض والموت البطيء والايمان بأن حريتهم وإطلاق سراحهم من هذا المعتقل المصنف لدي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه من أكثر السجون الإسرائيلية حراسة وأشدها تحصينا مستحيلة. هذا الانتصار أكد أن أي إجراءات أمنية إسرائيلية وأي تحصينات للسجون الإسرائيلية الإلكترونية والتقليدية مهما بلغت شدتها وتعقيدها تبقي لأشيء أمام قوة إرادة الاسري ونضالهم من أجل الحرية إصرارهم على التحرر.

هروب أسطوري كبير تعرفنا فيه على أبطال عظام كتبوا بدماء اصابعهم التي حفرت النفق مجد الحركة الاسيرة وعظمة منضاليها في وجه الطغيان وكشفت في ذات الوقت هشاشة كافة إجراءات الاحتلال المجرم وزيف كيانه المزعوم الذي بات من ورق وكتب أن لهذا الهروب الأسطوري بقية ستاتي لاحقا عندما يشعروا بالأمان ...؟، في الوقت المناسب ستاتي البقية لتحدث مزيدا من الصدمات لهذا الكيان الغاصب. عندما يكشف هؤلاء الابطال المزيد عن حكاية هروبهم الأسطوري الكبير، كيف قضوا ليلتهم قبل النزول الي النفق والهروب ...؟، وما الوقت المحدد لذلك...؟، كيف استطاعوا ان يؤمنوا فتحة الخروج بعد ان امنوا فتحة الدخول من داخل الزنزانة. ؟؟، كيف سابقوا الزمن قبل ان يصحوا السجان ويكتشف امرهم...؟، وكيف ربطوا على امعائهم حتى لا يعيق الطعام تحركهم.؟؟، وكيف سيخترقون الحدود التي باتت بأشبه من ثكنات عسكرية..؟ وكيف ستفشل إسرائيل في ملاحقتهم والوصول إليهم ...؟ وما بتنا نعرفه أن اسرائيل اليوم تحسب ألف حساب لمزيد من الفشل وإنها لن تنجح بالوصول إلى هؤلاء الابطال.

الآن تستنفر إسرائيل كافة أجهزتها الأمنية، وتقف حكومة (نفتالي بينت) علي قدم ونصف وقد تسقط نتيجة لنجاح هؤلاء الابطال في تعرية عورتها وجعلت منها دولة مسخرة ,لكنها تحشد الآن الآلاف الجنود ومئات رجال المخابرات والشاباك وعشرات طائرات (الدرون) والمراقبة الليلية وتراجع كافة كاميرات المراقبة في كافة الأماكن التي يشتبه بأن هؤلاء الأبطال قد يكونوا مروا بالقرب منها، تنخل الأرض والسهول والجبال والوديان وتراقب الشوارع والبنايات وبيوت المناضلين والنشطاء وحتي المساجد والنوادي والسيارات المغلقة بحثا عن هؤلاء الأبطال دون جدوي، لكن إسرائيل باتت تخشي حصول هؤلاء الأبطال على السلاح ومعاودة العمل ضد مستوطنيها وجنودها باستهدافهم لتدفيعهم الثمن وتنتقم منهم لسنوات العذاب التي قضوها في المعتقل .فصول هذا الهروب الأسطوري الكبير ستبقي مجهولة ولن تتوقع إسرائيل أي منها لأن هؤلاء القادة الاسطوريين يعرفوا بالضبط كيف يفكر رجال المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما ساعدهم على الهرب وهذا ما يجعلنا نؤمن الآن أن نجاحهم في كتابة باقي فصول الهروب الأسطوري بنجاح ليس إلا مسالة وقت سيصبح حكاية متكاملة تدرس في مدارس الأحرار وجامعات الثوار.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".