لم يقف الوضع المادي والظروف المعيشية الصعبة عائقاً أمام الأم حنان حمد، بل كان دافعاً لها لتعيل أسرتها المكونة من 13 فرداً، 8 منهم إناث و5 من الذكور.
الأم حمد والتي تبلغ من العمر 50 عاماً، وتسكن مدينة بيت حانون، تعيل أبنائها الـ 5 من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يعاني 3 منهم من مشاكل بشبكية العين، وفتاة مقعدة، وطفل 3 أعوام يعاني من ضمور يجعله غير قادر على الحركة.
بدأت قصة حمد عندما ازدادت احتياجات أبنائها، ولم تستطع تلبيتها وشراء الدواء لهم، فبدأت بمشروع صناعة وبيع "حلاوة العنبر"، على أمل أن يساعدها في مواجهة تحديات الحياة.
تروي حمد لـ "شمس نيوز" قصتها بالقول: "ضيق المعيشة ومستلزمات الحياة جعلتني أفكر بأي طريقة لتوفر الاحتياجات اللازمة لأبنائي، فقررت صناعة حلاوة العنبر لجعل أبنائي يعملون على بيعه لتكون مصدر دخل للعائلة".
وبينت حمد أن الأطفال أكثر من ينجذب لهذا المنتج، فيقوم ابنائها محمد وهيثم كل صباح بالخروج لكسب قوت يومهم، متوجهين إلى البحر وإلى المدارس فهي من أكثر المناطق التي تكتظ بالأطفال.
وعن مكونات "حلاوة العنبر" أوضحت حمد، أنه يتكون من التفاح والعسل الأحمر والأعواد الخشبية، إذ تقوم بالذهاب للسوق هي وابنها الكبير محمد ليشتروا التفاح، ثم تقوم بغسله وتنشيفه ثم غمسه بالعسل الأحمر ووضع الأعواد الخشبية، ثم تقوم بتبكيته في أخر مرحلة.
ولفتت إلى أن هذا المنتج يلاقي اقبالًا من الناس ولكن عائده المادي ليس كبيراً، ولا يغطي كل احتياجاتهم والأدوية المخصصة لهم.
وعن صاحب الفكرة الرئيسية لهذا المشروع قالت حمد: "أنا من شجعت أولادي للعمل، حتى لا نمد أيدينا للناس، طالما نستطيع العمل علينا أن نكد ونتعب".
وتطمح حمد إلى تنمية مشروع "العنبر" لتوسع مصدر الدخل لعائلتها، من خلال افتتاح محل خاص في بيع أنواع متعددة من الحلوى، بجانب العنبر، ليصبح مصدر الدخل كافياً لعائلتها التي تكثر احتياجاتهم لبعض العلاجات غالية الثمن.
وتعمل حنان وعائلتها في بيع "حلاوة العنبر" منذ خمسة سنوات، وتُدخل على العائلة اليوم الواحد من 15 إلى 20 شيكل، وفي أحيان أخرى لا تتجاوز 10 شواكل.
ودعت حنان حمد المؤسسات الحكومية والخاصة وأصحاب الخير، أن يقدموا لهم المساعدة بتبني المشروع لتطويره، أو لمساعدة أولادها بتوفير علاجهم الذي لا تستطيع توفيره في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها.