صدمة قوية، تلقاها مستفيدو الشؤون الاجتماعية، بعدما قرر الاتحاد الأوروبي، عدم تمويل برنامج المخصصات النقدية حتى نهاية العام الجاري، إذ يفاقم هذه القرار أوضاعهم المعيشية الصعبة، وينذر بكارثة اقتصادية قد تحل بهم.
ويفترض أن تصرف وزارة التنمية الاجتماعية أربع دفعات في كل عامٍ، غير أن ما تم صرفه حتى اللحظة في عام 2021 هو دفعة واحدة بقيمة 750 شيكلاً لكل مستفيد من البرنامج، وهو ما أثر سلباً على المستفيدين، لاسيما أن مخصصات النقدية باتت مصدراً لكثير من العائلات في تدبر احتياجاتهم الأساسية.
تحسين سليمان (37 عاما) أحد المستفيدين من برنامج المخصصات النقدية، عبر عن امتعاضه وغضبه الشديدين حيال ذلك القرار، كونه كان يُعلق آمالا على صرف الدفعة الثانية من مخصصات الشؤون خلال شهر سبتمبر الجاري كما صرحت وزارة التنمية سابقًا، لجلب أدنى المستلزمات التي تحتاجها عائلته.
يقول تحسين، الذي يُعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، أحدهم يدرس بالجامعة، إنه صدم فور سماعه خبر عدم صرف الدفعة الثانية من المخصصات النقدية "شيكات الشؤون"، فهم لن يستطيعوا تدبر أمور منزلهم، ولن يتمكنوا من الإيفاء بالمستحقات المتراكمة عليهم لأصحاب البقالات التجارية.
وأضاف: "أصبحنا نتمنى صرف دفعة مالية بـ 700 شيكل، لشراء المستلزمات الأساسية، وتسديد دفعة من الديون المستحقة علينا، المطالبين بسدادها خلال هذه الأيام".
وتابع: "بتنا نعيش بضائقة مالية شديدة، فنحن نعتمد على مستحقات الشؤون في تدبر أمور حياتنا، ولكن بعد قرار عدم صرفها، لا نعلم ماذا سيحدث لنا".
ودعا، السلطة ووزارة التنمية والجهات المختصة، لإيجاد حل فوري لهم، ووضع آلية وجدولة واضحة لعملية الصرف، موضحًا أن الـ 4 دفعات بالكاد كانت تكفي لسد أدنى احتياجاتهم، فكيف أن تقلصت إلى دفعة واحدة؟!
من جهته، قال أبو محمد، إن كل تفكيره حاليًا ينصب على كيفية دفع بدل إيجار شقته، وآلية تدبر مستلزمات أسرته، فهو بالكاد يعمل 10 أيام من أصل 30 يومًا.
وأضاف: "لا أعرف كيف سأتدبر أموري، فلدي 5 أبناء (صبيان و3 بنات) أكبرهم بعمر 16 عامًا، فكانت الدفعات الأربعة تساعد في إعالة أسرتي، أما حاليا قد نتضور جوعًا، وربما يُلقى بنا في الشارع".
المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب، يرى أن عدم صرف مستحقات الأسر الفقيرة (مستفيدو الشؤون) يزيد وضعهم المعيشي تعقيدًا، فهم بالكاد يستطيعون إعالة عوائلهم عند صرف 4 دفعات في العام.
وذكر رجب، لـ "شمس نيوز"، ألا أحد بات يهتم بالشريحة المهمشة والأكثر فقرًا في قطاع غزة، فنحو 80 ألف أسرة مهددين جراء التطورات السياسية التي تُحيط بالقضية الفلسطينية، داعيًا جميع الجهاد المختصة لبذل جهود مكثفة وحل ملفها، للإيفاء بالتزاماتها.
وتصرف مستحقات الشؤون لنحو 116ألف أسرة في غزة والضفة، منها 81 ألف أسرة في القطاع، يعيلون نحو 200 ألف فرد، و35 ألف أسرة في الضفة الغربية.
وتبلغ قيمة الدفعة المخصصة لتلك الأسر ما يقارب من 128 مليون شيكل، منها 94 مليوناً لصالح أسر قطاع غزة.