شمس نيوز/ عمر اللوح
يلجأ بعض المواطنين في قطاع غزة إلى السماسرة لبيع شقة أو أرض أو عقار، الأمر الذي يجعله ضحية للمحتالين و"مصاصي الدماء" الذين لا هم لهم سوى استنزاف جيوب الزبائن، تحت شعار "العايز أهبل"!!
سمسار غشاش
أبو خليل وشاح، يسعى لبيع شقة سكنية، لكنه لا يمتلك علاقات بين الناس لتسويقها، فاضطر للاستعانة بسمسار، بدلا من التعب والعناء.
يقول وشاح لــ" شمس نيوز": ذهبت للسمسار وتحدثت معه عن تفاصيل الشقة، وأخبرته أنني أريد بيعها بسبعين ألف دولار على أن أعطيه 1000دولار، حال بيعها بسرعة، ووعدني أنه سيبيعها خلال أيام معدودة".
ويضيف: أبلغني السمسار بعد أيام أنه وجد المشتري واتفق معه، وأنا لم أر المشتري أصلا، وسلمني السمسار المال بعد كتابة الشقة باسم المشتري الذي لم يحضر وأعطيته 1000 $ بعد تسليم 70000$ ثمن الشقة".
وواصل "وشاح" حديثه قائلاً: بعد عدة شهور تبين أن السمسار باع الشقة بــ73000$"، واصفا هذا العمل بالسرقة والخداع والغش.
وأوضح أنه ذهب إلى السمسار ليطلب منه باقي ثمن الشقة، فقال له: أنت طلبت سعرا معينا وأنا أعطيتك السعر الذي طلبته، فأين المشكلة؟".
محترف سرقة
أما معاذ الحلو فيقول: كنت أمتلك قطعة أرض ورثتها عن أبي، وكان وضعي المعيشي صعبا، فقررت بيع تلك القطعة، وأنا لا أعرف في أسعار الأراضي، فبدأت أسأل من حولي عن سعر المتر، وفجأة جاءني شخص وقال لي: سوف أبيعها لك بسعر مناسب، وبعد طول نقاش معه وافقت أن يتولى أمر قطعة الأرض ويبيعها".
وأضاف الحلو لـ"شمس نيوز": بعد شهر ونصف جاء هذا السمسار وأبلغني بوجود مشترٍ للأرض بسعر مناسب، ووافقت على البيع على أن يأخذ مني ومن المشتري ألف وخمسمائة دينار أردني على أتعابه، ولكن بعد البيع أخذ من كل واحد 1500 دينار دون علم الآخر". لافتا إلى أنه بعد معاناة طويلة تمكن من استرداد 500 دينار فقط.
خدعنا بحيلته
أما "وائل" الذي أقدم على بيع حلي زوجته لشراء سيارة أجرة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وعدم توفر فرصة عمل،فله قصة أخرى، فبعد فترة من العمل على السيارة، لاحظ كثرة أعطالها، حتى أصبحت عبئا ثقيلا عليه، مما اضطره إلى بيعها بالتقسيط حتى لا يخسر فيها كثيرا.
يقول لـ"شمس نيوز": طلبت من أحد الجيران أن يتوكل ببيعها بأقساط، ولم أعلم أن نيته كانت التحصل على أرباح مضاعفة على السعر الذي عرضه، حيث اتفقنا في البداية على أن يشتريها هو بدلا من الشخص الحقيقي، ووافقت ما دام يريد أن يدفع لي ثمنها".
ومرت الأيام والشهور-بحسب وائل- وظل ملتزما بدفع الأقساط، وبعد انتهاء المهلة المحددة سرق من باقي ثمن السيارة حوالي 900 دينار، رغم أنني أعطيته 250 دينارا مكافأة له".
نأخذ برضى الطرفين
وفي ذات السياق، يوضح أحمد غنيم، وهو أحد السماسرة، أنه يمتلك خبرة كبيرة في بيع العقارات منذ عشرات السنين ويعمل على إحضار المشترين إلى الأشخاص الذين يريدون بيع عقار ما". وقال لـ"شمس نيوز": لا يكون البيع أو الشراء إلا بوجود الطرفين وبرضاهما التام".
وأضاف غنيم: قبل عملية البيع والشراء أكون متفقا مع الطرفين على أن استلم نصيبي بعد البيع وبوجودهما ورضاهما، وتبقى العلاقة طيبة بيننا" مؤكدا وجود كثير من السماسرة الجشعين والمخادعين عند دخولهم كوسطاء في عملية البيع".
ودعا جميع المواطنين إلى الحيطة والحذر، من الشخص السمسار قبل أن يتعامل معه،لأن هناك أناس محترفون في السرقة، وحتى لا يقع البائع والمشتري في مشاكل مستقبلية سببها السمسار.
مهنة معقدة
بدوره، أوضح أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الازهر بغزة الدكتور مازن صبّاح، أن مهنة السمسار هي من المهن الشائكة والمعقدة لأنها تتعلق بالمعاملات المالية وتحتاج إلى فتوى حتى يتم إصدار الحكم على أي عملية بيع أو شراء يكون الوسيط فيها سمسارا.
وقال صبّاح لـ"شمس نيوز": ما دام السمسار الوسيط يكون واضحا في كافة معاملات البيع والشراء أمام الطرفين وضوح الشمس فلا حرج في ذلك، فهو يريد من ذلك الحصول على المال سواء أكان من طرف أو من الطرفين، ويشترط بأن يكون بموافقة الجميع دون وجود أي تلاعب".
وأضاف: في أحيان كثيرة يكون البائع أو المشتري لا يعرف الكثير من المعلومات عن الطريقة التي يتم فيها تنفيذ المعاملة، فيستغلها السمسار لأجل الحصول على المال، وهذا غير جائز". ودعا أستاذ الفقه وأصوله، السمسار لعدم استغلال أي طرف على حساب الربح، بل يجب أن تكون الأمور واضحة من بدايتها حتى لا يقع السمسار في الحرام، مطالبا كل من يريد الشراء والبيع بأن يذهب إلى سمسار مشهود له بالخير.