نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ظهر اليوم السبت، ندوةَ إسنادٍ للأسرى المضربين عن الطعام، واحتفاءً بانتصار أسرى الحركة، في معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال، وذلك في قاعة خريجي المعاهد التجارية بالعاصمة السورية دمشق.
وحضر حشد غفير من الشخصيات الاعتبارية من سورية، إيران واليمن، وقيادات القوى والفصائل الفلسطينية.
واستهل الحديث، مفجر ثورة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال القيادي المحرر خضر عدنان، الذي استعرض حيثيات ودوافع خوض أسرى حركة الجهاد الإسلامي للإضراب، وكيف قدَّم أمير الهيئة القيادية للحركة في سجون الاحتلال الأسير زيد بسيسي، وسلفه القيادي عبد الله العارضة، مصلحة إخوانهم على مصلحتهما، حيث لازالا رهن العزل حتى هذه اللحظة.
وقال عدنان :" نحن نتحدث عن معركة خاضها الأسرى بشكل مدروس ومخطط له، وكانوا مستعدين فيها لكافة السيناريوهات"، مشيراً إلى أن الاحتلال رضخ أمامهم لأنه يدرك أنه لا مجال للمناورة أو التسويف.
كما أشار إلى أن تهديد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، وإعلان سرايا القدس النفير العام وأن مقاتليها رهن الإشارة، كان له بالغ الأثر في تحقيق ذلك الانتصار.
وتحدث عدنان عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام، والهجمة الإسرائيلية المسعورة ضد الأسيرات، داعياً إلى ضرورة اسنادهم بكل السبل حتى يحققوا ما ينشدون.
بدوره، أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق د. مهدي سبحاني، أن ما صنعه أسرى الجهاد الإسلامي كان انتصاراً كبيراً يضاف إلى ذلك الانتصار الكبير الذي حققه أسرى عملية "انتزاع الحرية" من سجن جلبوع.
وقال د. سبحاني في كلمةٍ له :"بالمعلقة صنع ستة أبطال فلسطينيين عملية بطولية انتزعوا فيها حريتهم، وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نقاوم بأبسط الأدوات".
ولفت إلى أن انتصار الأسرى، يجيء في ذكرى المولد النبوي الشريف، والذكرى السنوية لاستشهاد الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور فتحي الشقاقي.
هذا وبارك السفير اليمني في دمشق عبد الله علي صبري، انتصار أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على السجان الإسرائيلي، معتبراً إياه إنجازاً جديداً يُسطر في أيام معدودة.
وقال صبري :"ما حققه الأسرى بأمعائهم الخاوية ومن قبل في عملية "انتزاع الحرية" يؤكد أن الإرادة تقهر المستحيل، وتصنع الانتصارات، وتصفع المحتل المغتصب للأرض والحقوق".
وأضاف "نعلن اليوم من جديد وقوفنا معكم في هذه المواجهة المفتوحة، وإننا نؤكد أن وقوفنا مع أهل فلسطين واجب شرعي وقيمي لن نتخلى عنه".
واستذكر السفير صبري الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في معركة "سيف القدس"، مبيناً أن ما تلاه من انتصارات للأسرى ما هي إلا ارتدادت لذلك الانتصار الكبير، والذي له ما بعده.
ودعا للبناء على هذا الانتصار، وأن يتم استثماره على كافة الأصعدة، مطالباً مكونات الأمة وأحرار العالم بمساندة ونصرة القضية الفلسطينية.
كما بارك الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، انتصار أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضوها بإرادة وتحدٍ للسجان.
وقال عبد المجيد: "إن هذه المعركة تخللها محطات هامة منها ذلك الموقف الشجاع للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأخ والصديق زياد النخالة، والذي كان له أثره في تحقيق الانتصار".
وبين أن الفعاليات التي أقيمت اسناداً للأسرى في معركتهم لاسيما في مخيمات اللجوء والشتات، كانت مؤشراً هاماً على حيوية قضية الأسرى، وأنها لازالت تمثل عنواناً هاماً من عناوين النضال الوطني الفلسطيني، الأمر الذي يُحتم علينا البناء على ذلك.
أما نائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام د. عبد الله كتمتو، فأكد أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يقومون بكل ما يستطيعون وزيادة لانتزاع حريتهم والانتصار لكرامتهم، متسائلاً في السياق: أنا نحن ما هو برنامجنا في الخارج؟!.
وأوضح أن الأسرى رغم سطوة وجبروت السجان كسروا قيدهم، أما نحن فمطلوب منا كسر قيد سجاننا.
ودعا د. كتمتو لأن نمتلك برنامجاً نرعب من خلاله هذا العدو، الذي إن لم يخف لا يمكن أن يتغير.
وتابع :"اللغة الدبلوماسية لن تجدي مع العدو نفعاً، فهم من يصنعونها، لكن عملية دهس أو بندقية واحدة أو حتى ملعقة كملعقة "جلبوع" تُخيفهم وتُثير الرعب فيهم".
وبحسب مسؤول ملف الأسرى بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين علام الكعبي، فإن الحركة الفلسطينية الأسيرة اهتدوا على فكرة المقاومة، وإن اختلفوا بالسياسة.
وشدد الكعبي على أن المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية منافقة لكيان الاحتلال، متسائلاً في السياق: إلى متى ستبقى الحركة الأسيرة تقاتل من أجل الحفاظ على كرامتها؟!.
ودعا إلى أن يكون على جدول أعمال المقاومة عمليات أسر للجنود الإسرائيليين من أجل فكاك الأسرى، لاسيما وأن هناك أسرى أمضوا أكثر من 40 عاماً في سجون الاحتلال.
ونوه الكعبي إلى أن رسائل هذا الانتصار الكبير الذي حققه أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لها ما بعدها، موضحاً أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال تضع على مدخل سجن "جلبوع" صورة لأسد، وعند مسلك الخروج من ذات السجن تضع صورة لأرنب، في محاولةٍ يائسة لكسر معنويات الأسرى وقهرها، لكن القائد محمود العارضة وإخوانه كانوا أسوداً وظلوا كذلك، وحققوا انتصاراً بأبسط الأدوات وأشعرونا بنشوة ذلك الانتصار الذي حققوه بسواعدهم المُكبلة.
وشدد مسؤول ملف الأسرى بالجبهة الشعبية، على أن نفتالي بينت وحكومته ومنظومته الأمنية انهزمت اليوم أمام الأسرى، الذين أثبتوا من جديد أن عزائمهم أقوى من الفولاذ.
وبارك رئيس لجنة دعم المعتقلين والأسرى المحررين السوريين علي يونس، هو الآخر للحركة الأسيرة هذا الانتصار، وبشكلٍ خاص لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وقال يونس :"هذا الانتصار الكبير أتى استكمالاً لعملية "انتزاع الحرية" التي أثجلت صدورنا جميعاً، ونحن على ثقة أن من صنعها قادر على تكرارها".
ونوه إلى أن قضية الأسرى ونضالاتهم أضفت للقضية الفلسطينية ألقاً إلى جانب ألقها.
وطالب يونس بتنظيم مؤتمرات تعنى بالأسرى الفلسطينيين على كافة الساحات الدولية، لما لهذه القضية من تأثير وزخم.
وأكد منسق الأحزاب العربية عبد الله منيني، أن الكيان الصهيوني أساس كل ما نعانيه من أزمات.
وقال منيني :"إن القوى الحيَّة في الأمة والعالم مدعوةٌ لأن تضع قضية الأسرى الفلسطينيين على سلم أولوياتها".
وتوجه بالتحية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي تواصل تألقها في ميدان مواجهة الاحتلال نيابةً عن الأمة العربية والإسلامية.