-اغتيال "الشقاقي" يدّلل على نجاح منهج المقاومة بإيلام العدوّ وضَرب عناصر وجوده
-نشدّ على أيدي القائد "النخّالة" وإخوانه وسنواصل معًا درب البندقية والقادة الشهداء
وصَف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنيّة ذكرى استشهاد المؤسّس والأمين العام الأوّل لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. فتحي الشقاقي بـ "الأليمة"، مؤكدًّا أنه "رجل عظيم، وصاحب بصمة حقيقية في التاريخ والحاضر الفلسطيني".
وقال هنيّة في حوار مع صحيفة "الاستقلال" من الدوحة، تزامنًا مع الذكرى الـ 26 لاستشهاد المؤسّس الشقاقي، التي تحلّ يوم 26 أكتوبر (تشرين أول) في كل عام، إن القائد الشهيد عَرف أن طبيعة الصّراع مع العدوّ الصهيوني صراع وجود، لشعبٍ تحت الاحتلال يبحث عن حرّيته، وأدرك مقتضيات هذا الصّراع؛ فكانت حركة الجهاد الإسلامي رديفًا فاعلًا تنتمي إلى الإسلام الفكرة والمنهج".
وأوضح أن "الراحل ترك إرثًا جهاديًّا مقاومًا وفكرًا ثوريًّا آمن بالوحدة الكبرى، وحدة المنهج ووحدة الطريق والعمل المشترك من أجل فلسطين، التي تُشكّل المظلة لجميع العاملين على نهج التحرير والسائرين في ذات الدرب المبارك، الرافض للوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وإمكانية التلاقي على أرضية العمل المشترك ما بين القُوى والحركات المناضلة".
وأشار إلى أن "اغتيال العدوّ لقادة الحركة الإسلامية المجاهدة في فلسطين، كالدكتور الشقاقي، والشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والعشرات من القادة المجاهدين؛ يدلّ على نجاح منهج الجهاد والمقاومة في إيلام هذا العدوّ، وضَرب عناصر استقراره وبقائه ووجوده، ودليل فشل للمشروع الصهيوني على أرضنا الفلسطينية".
وعن العلاقة بين حركته وحركة الجهاد الإسلامي، شدّد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" على أن الحركتين تعدّان "حركة واحدة، في جسمَيْن، أوتَنظيمَيْن"، على حدّ تعبيره، مضيفًا: "إنّنا في ذروة التعاون والتنسيق المشترك وعوامل التقارب هي السائدة فيما بيننا".
وخاطبَ هنيّة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد المجاهد زياد النخّالة، و القيادة السياسية والعسكرية للحركة بالقول: "أخي أبو طارق، إخواني قيادة وكوادر وأبناء وأنصارها الجهاد الإسلامي، سنواصل معًا ذات الدرب الذي سار عليه القادة الشهداء العظام طريق الجهاد والمقاومة تتشابك بنادقنا في ساحات المواجهة مع هذا العدو ومن قبلها قلوبنا (...) نشدّ على أياديكم في هذه الذكرى، التي تحيونها ويحيها كل مُحبّ لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وكلّ حرّ في هذا العالم، فصراعنا صراع الأحرار مع الاحتلال والظلم والعدوان".
وفيما يلي النصّ الكامل للحوار:
س: ماذا يقول القائد إسماعيل هنية، وحركة حماس، في الذكرى 26 لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي، المؤسس والأمين العام الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين؟
ج: لا شكّ، أن ذكرى استشهاد الأخ القائد فتحي الشقاقي، مؤسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ذكرى أليمة على قلوبنا؛ لفقد هذا الرجل العظيم، الذي له بصمة حقيقية في التاريخ والحاضر الفلسطيني، فقد عرف رحمه الله طبيعة الصراع مع العدو، باعتباره صراع وُجود لشعب تحت الاحتلال يبحث عن حريته، كما أدرك مقتضيات هذا الصراع؛ فكانت حركة الجهاد الإسلامي رديفًا فاعلًا تنتمي إلى الإسلام، الفكرة والمنهج، ونتشارك معًا سبيل الجهاد والمقاومة، فكانت حياته رحمه الله من أجل فلسطين، وكان استشهاده في سبيل الله، ثمّ الوطن والقضية، وقد أثمر هذا الغراس الذي نهل من شجرة الإسلام العظيم.
س: ما هو الأثر الذي تركه فكر ونهج المؤسّس الشهيد الشقاقي على كل الأصعدة، خصوصًا على صعيد العمل الإسلامي والمقاوم في فلسطين المحتلة؟
ج: إنَّ اغتيال قادة الحركة الإسلامية المجاهدة في فلسطين: الدكتور فتحي الشقاقي، والشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وغيرهم العشرات من القادة المجاهدين؛ إنما يدلّ على نجاح منهج الجهاد والمقاومة في إيلام هذا العدوّ، وضَرب عناصر استقراره وبقائه ووجوده، ودليل فشل للمشروع الصهيوني على أرضنا.
لقد ترك الراحل إرثًا جهاديًّا مُقاومًا، وفكرًا ثَوريًّا آمن بالوحدة الكبرى، وحدة المنهج ووحدة الطريق والعمل المشترك من أجل فلسطين، التي تُشكّل المَظلّة لجميع العاملين على نهج التحرير، والسائرين في ذات الدَّرب المبارك الرافض للوجود الصهيوني على أرضنا الفلسطينية وإمكانية التلاقي على أرضية العمل المشترك ما بين القُوى والحركات المناضلة.
س: كيف تَرون حركة الجهاد الإسلامي بعد مرور 26 عامًا على استشهاد الأمين العام المؤسّس، وكيف تصف علاقة حركة "حماس" معها في المرحلة الراهنة؟
ج: إنَّنا نَرى في حركة الجهاد الإسلامي نِعمَ الإخوة، رفقاء الدَّرب والسِّلاح والدَّعوة، أبناء المشروع الواحد، نَنتمي إلى ذات المدرسة الفكريَّة، ونَنهل من ذات المعين الواسع إسلامنا العظيم، نقف كتفًا إلى كتف في مواجهة العدوّ الواحد، نَرتكز إلى بعضنا البعض، ونَتشارك المحطَّات المختلفة ونحن في ذات الثغر، تختلط دماؤنا، وأشلاء شهدائنا في المعارك مع الاحتلال، ونتشارك عَتمة الزَّنازين والأمل والعمل من أجل فجر الحرية والانتصار.
وأَستطيع أن أؤكد إنَّنا في ذروة التعاون والتنسيق المشترك وعوامل التَّقارب هي السائدة فيما بيننا، وكثيرًا ما قلنا في جلساتنا مع إخواننا في قيادة الجهاد الإسلامي: إنَّنا حركة واحدة في جِسمَيْن أو تنظيمين، وهذا ما يختصر الكثير من المعاني والكلمات التي يمكن أن تصف طبيعة العلاقة بيننا، فًضلًا عن معاني الأخوّة التي تربطنا كأشخاص، وجيران، وأبناء ذات المساجد، والمناطق، والأرض المباركة التي تضمنا جميعًا.
س: ما هي كلمتكم للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد المجاهد زياد النخّالة، وقيادة الحركة وكوادرها وأنصارها في هذه الذكرى؟
ج: أخي أبو طارق، إخواني قيادة وكوادر وأبناء وأنصار حركة الجهاد الإسلامي، سنواصل معًا ذات الدَّرب الذي سار عليه القادة الشُّهداء العِظام، طريق الجهاد والمقاومة، تَتشابك بنادقنا ومن قبلها قلوبنا، عَرفناكم في ساحات المُواجهة مع هذا العدوّ، وفي جلساتنا القيادية وأُطرنا التنسيقية، وسيأتي اليوم القريب الذي ندخل معًا المسجد الأقصى المبارك، مُهلّلين مُكبِّرين مُنتصرين بإذن الله؛ فَدربنا هو دَرب الانتصار، ومنهجنا منهج المُنتصرين، نَشدّ على أياديكم في هذه الذكرى التي تحيونها، ويحيها كل مُحب لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وكل حرّ في هذا العالم، فصراعنا صراع الأحرار مع الاحتلال والظُّلم والعُدوان.