حينما تأتي الذكريات على قلب وروح الإنسان، إما أن تجعله حزيناً باكياً.. أو العكس تماماً..
وهذا الذي حدث في ذكرى مولد خير خلق الله محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، بالتزامن مع ذكرى استشهاد قنديل الجهاد الجميل، الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله..
في ذكرى الميلاد، يعتصر القلب شوقاً لسيّد الأنام.. وفي ذكرى إستشهاد المؤسس.. تنزف الروح حباً ورغبة في العناق.. وما بين الميلاد.. والإستشهاد.. جاءت دعوية الجهاد.. تحمل القرآن وأهله..في موكب أظنه نادر الحدوث في ظل غُربة الإسلام.. وتشتت الوطن..
جاءت دعوية الجهاد بهذا الحدث المميز، والذي يغذي الروح.. ويمسح عن قلبها حزن السنين الغابرة.. ووجع الذكريات المؤلمة..
لقد تابعت الحدث في أكثر من وسيلة إعلامية.. ويا ليتني كنت معهم في أرض الحدث.. بين أهل القرآن.. الذين هم أهل الله وخاصّته.. كان الحدث مميزاً ونوعيّاً بامتياز.. من حيث كل شئ.. من أصغر الأشياء.. إلى أكبرها.. والتى كانت كلمة الصوفيّ المجاهد.. الأخ الأمين والمؤتمن.. زياد النخالة..
مخطئ من يظن أن المقاتل إنسان أجوف.. خالي من القرآن.. مخطئ ألف مرّة، من يعتقد أن هذه الحركة هي فقط حركة عسكرية مجرّدة..
جاءت دعوية الجهاد.. وفي جزئيّة من مجال عملها.. لتؤكد على المؤكد في فكر الجهاد.. وفلسفة البناء.. وصوابية المنهج.. جاءت دعوية الجهاد في هذا الحفل القرآني الكبير والذي تحفّه ملائكة القرآن.. لتضيئ منارة القرآن.. في قلوب أبناء المقاومة.. وأبناء الجيل القرآني الفريد.. فالدعوية تعرف، أن القلب الذي ليس فيه شيئاً من القرآن.. هو كالبيت الخَرِب.. لذلك تعمل وباستمرار خلف إدارتها الطيبة والمحترمة، على تكريس هذا الفهم.. بالقرآن نرتقي..
هذا الربط في عمل اللجنة الدعوية، ما بين المجاهد والقرآن.. هو مهمة ليست سهلة.. وتحتاج إلى جهد وتعب ومشقة.. ورغم قلة إمكاناتها... إلا أنها واصلت الحفر في الصخر.. لتزرع بذرة القرآن في أعماق قلوب الشباب.. والذين يُفترض بهم، أنهم جيل التحرير.. جيل عباداً لنا بمنطق القرآن.. وأمام هذا المشهد.. في حفل أبناء القرآن.. لا نستطيع إلا أن نقول.. أن الدعوية زرعت.. وهذه ثمارها قد أينعت..
دعوية الجهاد علِمَت أن القرآن والسلطان سيفترقان.. فدارت مع القرآن حيث دار..
دعوية الجهاد تعبت.. وحق لها أن تفرح الآن.. وتجني ثمار التعب.. في أبناء القرآن الذين تم تخريجهم قبل يومين..
الدعوية تعبت.. والجهاد هو الوسيلة والأداة.. والمجاهد بلا قرآن... كالطبل الأجوف..
تعبت الدعوية.. وساندها الأمين المؤتمن.. فكانت الدعوية في الجهاد.. منارة لن تنطفئ.. وحب لا ينتهي..
وإلى اللجنة الدعوية.. بدءاً بالأخ الحبيب أبو يحيى.. مروراً بكل العاملين والعاملات.. لهم كل التحية.. وواجب الدعاء بالحفظ والتوفيق.. والنجاحات المميزة في خدمة الإسلام وفلسطين.. ولأهل القرآن.. الثبات الثبات.. ولا تنسونا من خالص دعائكم.. فأنتم أهل الله وخاصّته.