أصابت سهام ارتفاع سعر الدجاج بغزة موائد الفقراء في مقتل، إذ تمنّع الآلاف منهم عن شرائه وخاصة أصحاب الدخل المحدود ومن يعيلون عددًا كبيرًا من الأفراد، وذلك بعد أن وصل سعر الكيلو في الأسواق لـ 12 شيكلا.
ويشتكي أهالي قطاع غزة، من استمرار غلاء الدجاج منذ أشهر عدة، إذ بات يعتمد الكثير منهم على اللحوم المُجمدة في وجباتهم الرئيسية وخاصة يوم الجمعة، بسبب أوضاعهم وظروفهم المعيشية السيئة إثر الحصار المفروض على القطاع منذ 16 عامًا.
ويعتبر الدجاج من الأطباق الرئيسية على مائدة الغذاء لدى الغزيين يوم الجمعة، وفقدانه عن السفرة يشعر المواطن بالنقص.
فوق طاقتي
محمد خليل من شمال قطاع غزة يعبر عن استيائه من استمرار ارتفاع سعر الدجاج منذ أشهر عدة، إذ أكد أنه لا يستطيع إدخاله إلى بيته بهذا السعر المرتفع ولا حتى لمرة واحدة في الأسبوع، كون أن دخله الشهري محدود لا يتجاوز الـ 400 شيكل.
ويشير المواطن محمد، إلى أن دخله الشهري لا يسمح له بشراء الدجاج لأسرته المكونة من 5 أفراد، بسبب ارتفاع سعره، إذ بات يعتمد على اللحوم والأسماك المجمدة.
وقال: "كنت أشتري الدجاج الطازج أسبوع بعد أسبوع بسبب وضعي المادي السيئ، لكن منذ شهرين لم أدخله إلى بيتي بسبب ارتفاع سعره، فالدجاجة الواحدة تُكلفني أكثر من 22 شيكلا، وهذا فوق طاقتي".
أما المواطن حسن وجيه من حي الزيتون غرب مدينة غزة، أعرب عن استغرابه من استمرار ارتفاع سعر الدجاج في الأسواق منذ أسابيع عدة، إذ وصف هذه الحالة بـ "غير المقبولة" للمواطنين الغزيين وخاصة أصحاب الدخل المحدود، قائلا: "احنا انحرمنا نشتريه".
المواطن حسن الذي يعتمد في إعالة أسرته على مستحقات الشؤون بشكل أساسي، والتي لم تُصرف سوى مرة واحدة هذه العام، يُشدد على أنه ليس بمقدوره شراء الدجاج بهذا السعر المرتفع، كون أسرته تُعاني من أوضاع وظروف اقتصادية صعبة، بسبب تذبذب عمله وتأخير صرف أموال الشؤون.
ودعا حسن، الجهات المختصة للعمل من اجل تخفيض سعر الدجاج، لكي يتمكن الفقراء وأصحاب الدخل المحدود من شرائه ولو لمرة واحدة في الشهر.
على حساب سلع ضرورية أخرى
من جهته، قال المختص في الشأن الاقتصادي د. معين رجب، إن الدجاج يُعد من السلع الأساسية والضرورية بالنسبة للمواطن في قطاع غزة، وذلك نظرًا لانخفاض سعرها مقارنة باللحوم الحمراء الطازجة.
وأوضح، رجب لـ "شمس نيوز"، أن ارتفاع سعر الدجاج ينعكس بالسلب على حياة الطبقة الفقيرة والمتوسطة، كونه يمس دخلهما بشكل مباشر، كما أنه يأتي على حساب شراء سلع ضرورية أخرى.
وأضاف: "ارتفاع سعر الدجاج من 9- 12 شيكلا، أي زيادة بنسبة تقارب الـ 30%، وهو ما يتطلب مراجعة العديد من الأمور المتعلقة بتربية الدجاج، كاستيراد الأعلاف، واستبدالها بأعلاف محلية الصنع ذات تكلفة أقل، وبجودة عالية".
ودعا رجب، وزارة الزراعة والاقتصاد، للاهتمام بقضايا المزارعين ومربي الدجاج في قطاع غزة، ومساعدتهم في إيجاد بدائل محلية لتمكينهم تربية منتجاتهم بأقل الأسعار وعرضها في السوق بما يناسب المستهلكين من جميع الطبقات.
بدورها عزت نقابة مربي الدواجن والثروة الحيوانية في غزة، ارتفاع أسعار الدجاج خلال الأشهر الماضية إلى انخفاض إدخال كميات البيض المخصب إلى القطاع، ولم تُلبي احتياجات القطاع، إذ دخل نحو مليون و800 ألف بيضة مخصبة خلال شهر أغسطس الماضي، في حين أن غزة تحتاج إلى ثلاثة ملايين بيضة في الشهر الواحد.
ووفق وزارة الزراعة، فإن القطاع يحتاج نحو 2.5 مليون دجاجة شهرياً، وأكثر من 3 مليون بيضة مستوردة من الخارج، وأنه يوجد عالمياً شح بالبيض المخصب وصعوبة في الاستيراد بسبب جائحة كورونا وطرق النقل.
وأوضحت الوزارة في تصريح لها، أن ارتفاع الأسعار ناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف بحوالي30%، وكذلك الصيصان وتكاليف التربية عند المربين، مشيراً إلى أن كيلو الدجاج يكلف ما يقارب من 10 شواكل في الوقت الحالي.
ويُعاني أهالي قطاع غزة، من أوضاع وظروف معيشية صعبة، بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ نحو 16 عامًا.
