كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الأسير المحرر مدحت الصالح الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش السوري، قوله، "يوم السبت، السادس عشر من تشرين الأول الفائت، توجّه الأسير السوري المحرَّر من سجون العدو، مدحت الصالح، من مسكنه في جرمانا شرق العاصمة دمشق، إلى بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي، مقابل الجولان المحتلّ. عصر ذلك اليوم، كان الصالح يُنجز بعض الترتيبات الفنّية المتعلّقة ببناء منزله الجديد، قرب موقع عين التينة الشهير، مقابل بلدة مجدل شمس في الجولان".
وأضاف المصدر: أن "سيّارة سياحية إسرائيلية ركنت قرب إحدى البوّابات المطلّة على وادي الصراخ الفاصل بين حضر ومجدل شمس، وترجّل منها شخص يرتدي ملابس مدنية، وشرع بإطلاق النار باتجاه منزل الصالح، ليصيبه في قلبه وصدره وأنحاء أخرى من جسده".
وتابع: "القاتل انسحب من الموقع بسرعة، فيما فارق مدحت الحياة أثناء إسعافه إلى بلدة حضر القريبة".
وبحسب مصادر عسكرية سورية، فالمرجّح أن "تكون سيارة الصالح قد رُصدت من موقع العدو الإسرائيلي في تلّة سحيتا المحتلّة، وتمّت متابعتها إلى حين وصول مدحت إلى مقتله، حيث تمّ إطلاق النار عليه مباشرة".
وتثير طريقة الاغتيال هذه العديد من التساؤلات؛ إذ لم يعتد الاحتلال تنفيذ اغتيالات في القنيطرة عبر إطلاق الرصاص الحيّ.
كما أن تصفية الشهيد الصالح على يدَي رجل بلباس مدني وبسيارة سياحية، تُظهر وجود نيّة لتجهيل هويّة القاتل، وهو ما يصبّ في خانته أيضاً إحجام العدو عن تبنّي الاغتيال، أو حتى التعليق عليه رسمياً، على رغم أن كلّ المؤشرات، بما فيها التغطية الإعلامية العبرية، تؤكد مسؤولية الاحتلال عن الواقعة، التي بدا واضحاً حرصه على ربطها بخلفية جنائية، أو أيّ شيء آخر بعيد من أذرعه الأمنية والعسكرية. على أن الأكيد أن العدو عمل ولا يزال، في أكثر من ساحة، على استهداف الناشطين البارزين في كلّ حراك مقاوم له ولمشاريعه، وإن لم يكن عسكرياً، وذلك لمجرّد التأكيد بالدم، أنه لن يتساهل مع أيّ محاولة لمقاومته. وفي حالة الشهيد الصالح، كما في جزء ما من حالة الشهيد سمير القنطار، كان الهدف الإسرائيلي واضحاً: كسر إرادة المقاومة لدى أهالي القنيطرة عبر قتل المقاومين منهم حيث أمكن.