غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"المقبرة اليوسفية".. الاحتلال يرسم الأحلام للمستوطنين بنبش قبور المسلمين

تجريف المقبرة اليوسفية.png
شمس نيوز -محمد الخطيب

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، جريمتها التي تتعدى حاجز الإنسانية، بنبش القبور وانتهاك حرمة الأموات، إذ تقوم منذ نحو عشرة أيام بتجريف المقبرة اليوسفية لتحويلها إلى "حديقة توراتية".

رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة، أفاد بأن طواقم بلدية الاحتلال تواصل أعمال التهويد بالمقبرة اليوسفية، وغطت جزءا كبيرا منها بالعشب الصناعي، لإتمام عملية طمس معالمها التاريخية، بهدف إقامة حديقة عامة.

في سياق تهويد القدس

المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بكل الطرق تهويد المدينة المقدسة، لطمس المعالم التاريخية والحضارية التي تشهد لسكان المدينة، إذ يقوم باستهداف المقابر التي تمثل وجود الفلسطينيين ويعمل على إزالة آثارها، ضمن سلسلة أعمال ممنهجة ومنظمة.

وأوضح حسين خلال حديث مع "شمس نيوز"، أن الاحتلال يهدف لتغيير معالم المدينة الجغرافية والديمغرافية، وهذا الأمر يتطلب إزالة كل الآثار التي تخالف الأهداف العبرية الاحتلالية، فيقوم بهدم ونبش وتجريف المقابر الإسلامية، والمقدسات بمحاولة العبث بها وتهويدها، والأرض بمصادرتها وإقامة المستوطنات، كل ذلك في سياق المحاولات الفاشلة لتهويد المدينة المقدسة وطمس الآثار الفلسطينية والعربية والإسلامية فيها.

وأكد أن الاعتداء على كرامة الأموات هو تماماً كالاعتداء على كرامة الاحياء، مضيفاً "الانسان مكرم عند الله حياً وميتاً، وبالتالي العبث بالمقابر جريمة دينية أولاً ثم أخلاقية وإنسانية ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية".

وشدد حسين على، أنه من الواجب على الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي أن يلجم الاحتلال عن جرائمه، والتي ترقى لجرائم حرب ضد الإنسانية بمثل هذه الجرائم.

وقال: "إن تباطؤ الدول عن الوقوف في وجه الاحتلال يشجعها على القيام بجرائمها، التي تخالف القوانين والأعراف الدولية إذ يحاول الاحتلال أن يهجر الفلسطينيين من أرضهم بكل الأشكال الترهيبية".

تزييف الحقائق

من جهته، أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس د. حسن خاطر، أن استهداف الاحتلال للمقابر ليس جديداً بل هو متزامن مع عدوان الاحتلال على المدينة المقدسة.

وقال خاطر لـ"شمس نيوز"، إن هناك اعتداءات ايضًا على مقبرة مأمن الله من قبل الاحتلال، إذ يهدف لتحويل أجزاء كبيرة منها لمتحف "التسامح" كما يزعم، بجانب العديد من الاعتداءات في المدينة المقدسة.

وذكر خاطر أن الاحتلال يرى هذه المقابر كأنها مساحات مستباحة لتنفيذ مشاريعه ومخططاته التهويدية في محيط البلدة القديمة، مضيفاً أن " الاحتلال يحاول الان من خلال ما جرى في المقبرة اليوسفية اقتطاع ما يقارب 5000 متر، ووضع سياج حديدي على هذا الجزء.

وتابع خاطر "المقدسيون قاموا بتحطيم هذا السياج، والاحتلال يريد اظهار ان المستوطنين يقفون خلف الاعتداءات، لكن الواضح أن من يقف خلفها هو الاحتلال، وبالتالي هو عمل منظم وممنهج والهدف منه السيطرة على هذه المساحات وطمس هذه القبور الفلسطينية والعربية والتي تعود لعلماء وبعض الصحابة والشهداء، وهذه المنطقة على مدار تاريخ المدينة المقدسة منطقة مقابر".

وشدد على أن هذه الجريمة اعتداء على حرمة الأموات والقبور، إذ يريد الاحتلال أن يقييم الحدائق التوراتية السياحية ذات الطابع الديني، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول إقامتها حول أسوار البلدة القديمة وبمحيط المسجد الأقصى على وجه الخصوص.

وأكمل خاطر حديثه بالقول "الاحتلال يريد إحكام السيطرة على البلدة القديمة والمسجد الأقصى من كل الجهات هذه الخطوات والاعمال يهدف من خلالها أن يظهر للعالم والمستوطنين والسياح الأجانب أن هذه الأرض وكأنها منطقة جبل الهيكل كما يزعم ويريد أن يرسم الأوهام والاحلام التي يرسمها بطريقته الخاصة، إذ حاول أن يثبت ذلك تحت الأرض عن طريق حفر الأنفاق بأسفل المدينة والمسجد.