ما زالت القرارات التي أصدرها رئيس جهاز "الموساد" ديفيد بارنيع، وتسببت باستقالة عدد من قادة الجهاز، تلقي بظلالها على الأوساط الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، وسط تشاؤم من تدهور العلاقات الداخلية بين قادة الجهاز، وخشية إسرائيلية من التأثير السلبي على عمليات الجهاز خارج الحدود.
في الوقت ذاته، تحاول أوساط بارنيع تبرير قراراته برغبته في إجراء تغيير استراتيجي في عمل الجهاز، وتركيزه على المجال التشغيلي والتكنولوجي، رغم أن هذه القرارات تسببت باستقالة ثلاثة من رؤساء الأقسام.
إيتمار آيخنر الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في مقال، أنه "في الأشهر الأخيرة، ومع دخوله مكتب رئيس الموساد، قاد ديفيد بارنيع تغييرًا استراتيجيًا في عمل الجهاز، بداعي تفكيك حالة الجمود في عمل الاستخبارات الإسرائيلية، خاصة في مواجهة ايران، وكان واضحاً أن هذه التغييرات لن يسعد الجميع بها، ولذلك أسفرت هذه التغييرات عن تقاعد ثلاثة رؤساء فرق في الجهاز".
وأضاف أنه "من الناحية العملية، قرر بارنياع عند توليه منصبه أن يوسع عمل الموساد في مجالين: التكنولوجيا والعمليات، حيث شعر أن الجهاز متأخر في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا، وأصدر تعليماته لتقسيم الجناح التكنولوجي الواسع إلى عدد قليل من الفروع، ووضع أهداف جديدة، وتعزيز الموارد، وفي خطته الجديدة سعى بارنياع للتأكيد على العلاقة بين المجالين التكنولوجي والتشغيلي".
مع العلم ان هناك أسبابا أخرى لاستقالة المسؤولين الثلاثة في الموساد، تتعلق بأبعاد شخصية تخصهم، لأن اثنين من المستقيلين كانوا بالفعل مرشحين لمنصب نائب رئيس الموساد، فيما فقد الثالث أهميته في ظل التغييرات الجديدة، واعتبر أنه وصل إلى نهاية مسيرته.
رافضو التغييرات التي قادها برنياع في الموساد زعموا أنها أدت إلى إلحاق ضرر معنوي بإحدى الوحدات التي تم إغلاقها، فيما ذكرت مصادر أخرى في الجهاز أن هناك أصحاب مصلحة خارج الجهاز يحاولون "تسخين" التوترات الداخلية بين قادته.
مع العلم أن لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست برئاسة عضو الكنيست رام بن باراك، نائب رئيس الموساد السابق، سيتلقى مراجعة كاملة من رئيس الموساد حول التغييرات التي قادها، رغم أنه يدعم التغييرات التي قام بها.