أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. جميل عليان أن الفلسطيني لا زال يدفع ضريبة النظام العالمي غير الأخلاقي منذ أكثر من قرن، بعد الحرب الكونية الأولى.
وقال د. عليان: "المأساة الفلسطينية الممتدة منذ العام 1917م تُمثل الصورة الأكثر وضوحًا ودقة حول المشروع الغربي الصهيوني في حوضنا العربي والإسلامي، وتعتبر فلسطين بوابة السيطرة والتمدد للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية".
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني يستهدف ثقافة ووحدة ونهضة ومستقبل ومقدرات الأمة، مشددًا على أن هذا المشروع لا يمكنه الصمود عندما تكون المنطقة منسجمة مع تراثها وعقيدتها وأهدافها المقدسة.
وشدد د. عليان على أن الحوض العربي والإسلامي سيبتلع هذه الظاهرة الصهيونية، كما ابتلع كثيرًا من الغزاة إما بالطرد والهزيمة، أو بالذوبان في المنطقة.
وقال القيادي في الجهاد الإسلامي: "الفلسطيني لم يتأخر، أو يتقاعس عن مواجهة هذا المشروع الصهيوني، على مدار أكثر من قرن، ولم يؤثر في عزيمته هذا الاختلال الكبير جدًا في موازين القوى المادية".
وذكَر القيادي في الجهاد الإسلامي أن شعبنا يدرك تمامًا حجم التهديدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، والتي تضاعفت ما بين بداية النكبة عام 1948م حتى يومنا هذا.
وأضاف "لم يشفع للفلسطيني كل هذا التنازل الذي قدمته القيادة السياسية عن معظم حقوق شعبها من أجل الحصول على فتات من هذه الحقوق".
وتابع د. عليان "المتغيرات السياسية في الإقليم والإنجازات الإستراتيجية الكبرى التي حققها محور المقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي فتحت للفلسطيني المقاوم نافذةً واسعةً للانطلاق نحو شواطئ الانتصار الكبير".
وأكمل "حجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون تؤكد استحالة الانحناء أو التراجع عن تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وأن المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المسلحة، هي حق لا يمكن التنازل عنه".
وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أن مليون حالة اعتقال، و300 ألف جريح، و100 ألف شهيد، وحجم الإجرام الذي ارتُكب بحق الشعب الفلسطيني يُعطي العالم أجمع صورة عن إرادته وتصميمه.
وأردف د. عليان حديثه "هذا الشعب يمتلك من الحيوية ما يمكنه من مواصلة طريق الجهاد والمقاومة وهزيمة المشروع الصهيوني".
وقال: "تعتبر المأساة الفلسطينية، هي الشكل الأوضح للعلاقة بين الغرب الاستكباري بزعامة أمريكا و (إسرائيل)، وبين الحوض العربي الإسلامي وفي القلب منه فلسطين".
وشدد على أنه وبدون تراجع الغرب وأمريكا عن تبنيهم للعدو الصهيوني وإعادة الاعتبار للحقوق الفلسطينية المسلوبة منذ أكثر من 73 عامًا، سيبقى النظام الدولي هو سبب كل المآسي البشرية في كل مكان.
وأضاف "الفلسطيني يعتقد أنه بدون انصافه سياسيا والعودة إلى ترابه الوطني واستعادة فلسطين كاملة من نهرها لبحرها فستبقى (إسرائيل) مصدر تهديد للبشرية في مستقبلها وحقوقها وثقافتها".
وأكد د. عليان على أن الخطوة الأولى للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو اعتراف المجتمع الدولي بالمظلومية الكبيرة التي وقعت على الإنسان الفلسطيني، وأن يتحمل المسئولية الكاملة عن رفع الظلم.
وتابع "الخطوة الثانية أن يتم فك الارتباط كليا بين ما يسمى (إسرائيل)، والدول التي عملت على إنشائه وحضانته وحمايته".
وأشار إلى أن كف دول الاستكبار العالمي عن تدمير الدول العربية والإسلامية وتفتيها وقتل الملايين من شعوبها للحفاظ على أمن وشرعية "إسرائيل"، وممارستها لأعلى درجات الإرهاب في كل أنهاء العالم، تعد من خطوات التضامن مع الشعب الفلسطيني.
ودعا د. عليان الدول العربية والإسلامية أن تدفع بكل إمكانياتها من أجل دعم ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ لأن ذلك مصلحة عربية إسلامية كما هي مصلحة فلسطينية.
وجدد التأكيد على أن التضامن مع الشعب الفلسطيني مصلحة عالمية؛ لمواجهة هذا الشر والإرهاب الذي يضرب في كل مكان بتخطيط وإشراف ومصلحة أمريكا و "إسرائيل".
وختم د. عليان حديثه "إننا كشعب فلسطيني مظلوم لأكثر من قرن من الزمان، نطالب العالم أجمع قياداته ودوله وأحزابه وقواه الحية باتخاذ خطوات عملية لاستعادة الحق الفلسطيني، وعودته إلى وطنه الذي طرد منه، وليس الضغط على الفلسطيني للتنازل عن حقوقه كما نشاهد الآن. ولعل التنازلات التي أجبرت القيادة الفلسطينية على تقديمها غير ملزمة لأربعة عشر مليون فلسطيني مصرون على كامل حقوقهم، وعلى رأسها العودة وفلسطين الكاملة".