غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خلال 3 دقائق

هكذا نفّذ أبو جلالة عملية طعن في القدس قتل خلالها 4 صهاينة

عملية طعن بالقدس.jpg
بقلم/ أ. ياسر صالح

شهد المجاهد محمد مصطفى أبو جلالة أحداث انتفاضة الحجارة المباركة 1987م بكافة تفاصيلها، سيما وأن الانطلاقة كانت من مخيم جباليا الثورة، وهو المكان الذي هُجّرت إليه عائلة أبو جلالة من قرية يبنا إبّان النكبة عام 1948م، حيث ترعرع في المخيم ودرس في مدارسه حتى أكمل الثانوية العامة، والتحق بالجامعة متخصصًا في مجال التمريض الذي أهله للعمل في جمعية أصدقاء المريض برام الله بعد أن عمل في غزة والقدس، وكان له دورًا في إسعاف العديد من الإصابات خلال انتفاضة الحجارة وخاصة مصابي مذبحة الأقصى التي وقعت في 08/10/1990م والتي خلفت بداخله غضبًا وأقسم بعدها بالانتقام.

وبعد تخطيط ورصد لمكان تنفيذ عملية الطعن البطولية، رفع أبو جلالة شعار الواجب رغم الإمكان بتاريخ 10/03/1991م ومضى قدمًا بخطوات ثابتة لجعله واقعًا، ويذيق العدو مرارة الحسرة والندم على ما ارتكبه من جرائم مروّعة بحق أبناء شعبنا، حيث دبّ الرعب والخوف في قلوب الصهاينة بمنطقة (كريات هايوفال) غربي القدس المحتلة عقب العملية التي كانت تستهدف حافلةً للجنود ولكن حين وصوله للمكان انطلقت دون أن يلحق بها، وهو ما اضطره لاستهداف من يتواجد في المكان من الصهاينة.

ووفق ما أوردته صحيفة معاريف العبرية بتاريخ 11/03/1991م، فإن "عربيًا طعن بالسكين أربع سيدات، وقال هذه رسالة لبيكر _وزير الخارجية الأمريكي آنذاك".

وأضافت معاريف: بعد الساعة 3:30 عصرًا وصل محمد أبو جلالة 26 عامًا منطقة كريات هايوفال، وكان مسلحًا بسكين جزّار ماضية، صرخ الله أكبر وقام بطعن كل من قابله في منطقة القلب، وكل من طُعن سقط أرضًا وبقي ينزف".

وتتابع الصحيفة ذاتها: "خلال ثلاث دقائق قَتَل أبو جلالة أربع نساء في مسافة 50م، وبوصول رجل الشرطة موشي بن ديفيد أطلق النار على رجليه وألقى القبض عليه ووضع في يديه الأصفاد"، مضيفةً على لسان الشرطي قوله "لم أُطلق عليه الرصاص بالرأس لأنه محاط بالناس، وأطلقت أربع رصاصات بالجزء السفلي".

ولاقت العملية تأييدًا واسعًا وترحيبًا كبيرًا بين الفلسطينيين، خصوصًا أنها شفت صدور الكثيرين عقب ما أقدم عليه الاحتلال من جرائم وبطش وتنكيل بحق المواطنين في كافة الأراضي الفلسطينية، حيث أورد صحيفة معاريف على رأس صفحتها عنوانًا مفاده" غزة: نداءات تأييد للقاتل".

نُقل أبو جلالة بعد إصابته إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج، وبعدها إلى التحقيق الذي لاقى خلاله شتّى أصناف العذاب والآلام، ثم نقله الاحتلال إلى عزل سجن الرملة وهو أسوأ المعازل.

وصدر بحق المجاهد محمد أبو جلالة حكمًا جائرًا بالسجن أربعة مؤبدات، إلّا أن ذلك لم يفت في عضد وعزيمة مجاهدنا الذي عاش في الأسر ندًا للسجان، وعونًا وسندًا لإخوانه الأسرى، حيث كان من قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وأمضى فترات طويلة من العزل في الزنازين.

قدّر الله للأخ أبو جلالة الحرية في صفقة وفاء الأحرار 18/10/2011م ليواصل حياته ويتزوج ويُنجب، ويبقى وفيًا لقضايا الأسرى داخل وخارج السجون الصهيونية.

 حديثنا القادم عن عملية طعن في رفح والتي نفّذها الشهيد رياض عدوان

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".