غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"فيلم أميرة" المسيء للأسرى.. الدراما العربية تبحر عكس التيار

فيلم أميرة.jpg
شمس نيوز - محمد الخطيب

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الأردن وفلسطين استياء واسعا، بعدما تكشفت تفاصيل فيلم "أميرة" الذي اختاره الأردن من أجل أن يُمثّل المملكة في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022) بحسب ما سبق وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

وقال ناشطون في مجال الدفاع عن الأسرى، إن الفيلم (إنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين) يتناول قضية حساسة وهي "تهريب النطف من سجون الاحتلال"، إذ تدور أحداث الفيلم حول نطفة جرى تهريبها من سجون الاحتلال لزوجة أسير، لتنجب الزوجة طفلة، اكتشفت لاحقا أنها ابنة ضابط اسرائيلي.

وبعد موجة الغضب، أعلن رئيس هيئة الأسرى قدري أبو بكر، اليوم الاربعاء، ان الأردن قرر رسميًا وقف عرض فيلم "أميرة" المسيء للأسرى في عمّان ومنعه من التداول.

قصة الفيلم

الفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والوجه الجديد تارا عبود، وإخراج المصري محمد دياب، وهو إنتاج مشترك لشركات من مصر والأردن والإمارات والسعودية.

يتناول الفيلم قصة الفتاة المراهقة أميرة، التي تنشأ معتقدة أنها وُلدت نتيجة عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة من والدها في سجن "مجدو" الإسرائيلي، وهو ما يمنحها شعوراً كبيراً بالفخر، باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني.

في إحدى الزيارات مع أمها للسجن، يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها، وهو ما ترفضه الأم في البداية، ثم تعود لتوافق عليه.

تشويه صورة الفلسطيني

الكاتب والمخرج الفلسطيني نبيل ساق الله، أكد أن مخرج فيلم "أميرة" الذي ادعى من خلاله أنه يحاكي نضال الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، تبين من خلال الحبكة أنه يحمل الكثير من الشكوك في نضال الأسرى وانتمائهم، الذين يعتبروا من ثوابت الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأوضح ساق الله لـ "شمس نيوز"، أن عملية تهريب النطف التي يقوم بها الأسرى داخل السجون تحمل اجماعاً دينياً وعلمياً ووطنياً، إذ تتم بشفافية ومصداقية عالية، عبر وسائل تهريب دقيقة جداً، ما ينافي فكرة المخرج التي جاءت خارج النطاق، مدعياً أنها حصلت مخالطة للنطف وأن الفتاة المدعوة أميرة في الفيلم هي ابنة ضابط إسرائيلي، ما يسيء للتاريخ والقضية الفلسطينية.

وقال: "كيف لفنانة مثل صبا مبارك تقبل على نفسها تقديم هذا الدور، المخل للقيم الدينية والعربية والوطنية الأصيلة".

وطالب ساق الله بصفته كاتب ومخرج فلسطيني، باعتذار رسمي من المخرج المصري للفيلم محمود دياب، لإساءته لقضية الأسرى الفلسطينيين أمام العالم.

لعبة الموساد

وأرجع ساق الله أن وراء فكرة التشويه هو "الموساد الإسرائيلي" الذي يعمل على تشويه القضية الفلسطينية، معتقداً أن المخرج دياب يريد إظهار صورة مشرفة للأسرى ويظهر معاناتهم، لكنه يظهر بالنهاية أنه باع قضيتهم وتضحياتهم إلى جهة ممولة غربية، لتشويه صورتهم.

وتابع: "اللوبي الصهيوني يسيطر على مراكز صنع القرار في العالم، وغير مستبعد سيطرته على الدراما العالمية والعربية، التي أصبحت خليعة ولا تحمل أي محتوى مفيد؛ لتغييب العالم العربي".

وأكد ساق الله أن الشعوب العربية واعية، ورفضها لهذا الفيلم أكد صوابية رؤيتها للقضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لتغييب الصورة الحقيقة لنضال الشعب الفلسطيني، وخصوصاً الأسرى داخل السجون.

وتمنى ساق الله أن تكون هناك هبة رسمية من الحكومات العربية إلى جانب الشعوب، لتعزز موقفها الرافض للمساس بالقضية الرئيسية للشعب الفلسطيني.

عكس المطلوب

بدوره، قال كاتب السيناريست زكريا أبو غالي، إن فيلم "أميرة" تناول عدة قضايا، كانت تحمل طابع إيجابي، وعند التطرق إلى قضية الأسرى والنطف المهربة شوهت معاناة الأسرى ونضالهم داخل سجون الاحتلال.

وأكد أبو غالي أن الاحتلال حرم الأسرى من ممارسة حياتهم الطبيعية وأبسط حقوقهم في الحياة وهو الإنجاب، إذ تناول الفيلم قضية النطف المهربة التي تعتبر بمثابة حياة للأسرى الفلسطينيين، بأن هذه النطفة أنجبت فتاة تبحث عن حياتها وحقيقة وجودها وتبين لها أنها ابنة ضابط إسرائيلي وليس أسير فلسطيني.

وأشار إلى أن هذا الأمر أدى لهبة جماهيرية رافضة لهذه الصورة، التي شوهت القضية العادلة للأسرى، ولم تظهر سياسة الاحتلال التي يمارسها تجاه الأسرى من الإهمال الطبي والعزل الانفرادي.

وتابع: "كنا نتوقع بعد حدوث الضجة العالمية الكبيرة لانتزاع 6 أسرى حريتهم من سجن جلبوع، أن تخرج أعمال درامية وعربية تتناول بطولاتهم بانتزاعهم حريتهم بأبسط الإمكانيات.

ولفت إلى أن المطالبات من نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، بعدم عرض الفيلم لاقت موافقة وتم وقف عرض هذا الفيلم.

وأشاد أبو غالي بوقف عرض الفيلم الذي يعبر عن عموم الشعب العربي المتضامن مع القضية الفلسطيني، داعياً نقيب الفنانين المصريين إلى منع عرضه، وسحبه من أوسكار؛ لأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا قضيته.