غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تفريغ الشيخ جراح.. بينت يحذو حذو نتنياهو على بساط الصمت العربي

الشيخ جراح.jpg
شمس نيوز -محمد الخطيب

لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ممارسة سياسته العنصرية بحق الفلسطينيين في الأرض المحتلة وفي القدس على وجه الخصوص؛ إذ يتعرض المقدسيون لانتهاكات يومية من قبل الاحتلال ومستوطنيه، تتنوع ما بين القتل والاعتداء وهدم المنازل والاستيلاء عليها، والحواجز والاستفزازات.

ويتصدر حي الشيخ جراح المشهد؛ إذ يتصدى سكانها إلى مخططات التهجير القسري واعتداءات المستوطنين، التي تدعمها حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينت، والذي يسير على خطى سابقه نتنياهو؛ لإنجاز مهمة تهجير سكان الحي.

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يرى أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي واستراتيجيته تجاه المدينة المقدسة تتمثل في تهجير السكان بشكل قسري؛ لتفريغ القدس من سكانها الأصليين، وفرض واقع ديمغرافي وجغرافي جديد من خلال تمدد الاستيطان، وزيادة أعداد اليهود داخل المدينة المقدسة.

وقال الدجني لـ "شمس نيوز"، إن بينت يكمل سياسة واستراتيجية نتنياهو، في تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، مشيراً إلى أن الاحتلال لا علاقة له بمن يحكم "إسرائيل"، فهو يعمل بشكل موحد على تنفيذ سياساته العنصرية، التي لا تلتفت إلى حكم يميني أو يساري.

وأرجع تمادي المستوطنين في أفعالهم الاستفزازية بحق المقدسيين وسكان الحي الشيخ جراح، للصمت العربي والدولي، لافتاً إلى أنه في حال استمرار هذا الصمت سيفرض الاحتلال هذا الواقع على المقدسيين.

ودعا الدجني لوقفة جادة على المستوى الدولي والإقليمي؛ للوقوف أمام السياسة التوسعية العنصرية للاحتلال، وانتفاضة حقيقية من الشعب الفلسطيني؛ للوقوف أمام الاعتداءات في القدس وحي الشيخ جراح.

وعن أفعال المستوطنين الاستفزازية في الشيخ جراح، أوضح الدجني أنها رسالة تحدٍ للمقاومة، وتأتي في إطار حالة التيه السياسي الفلسطيني، والواقع الصعب في الضفة الغربية، من حالة التنسيق الأمني، ومحاولات السلطة الفلسطينية الحفاظ على نفسها، وواقع قطاع غزة المحاصر؛ إذ توظف "إسرائيل" كل هذه العوامل في تنفيذ سياستها تجاه المدينة المقدسة.

وتابع "أولى خطوات مواجهة الاحتلال، هي وحدة وطنية حقيقة من الفصائل الفلسطينية، على قاعدة المقاومة والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي".

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن هناك مخاوف من إكمال رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت لما كان يقوم به بنيامين نتنياهو، من محاولة الالتفاف الخبيثة على المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ومحاولة تفريغ هذا الحي من سكانه الأصليين وإفراغ المدينة المقدسة من المعالم الفلسطينية.

وقال إبراهيم في حديثه مع "شمس نيوز": "الفلسطينيون متنبهون لأفعال ونوايا الاحتلال، وأن التضامن مع الشيخ جراح بحاجة لمواقف أكثر جدية، ويحتاج لتبني المستوى السياسي الفلسطيني هذه القضية بمستواها المحلي والدولي، والعمل بقوة على نصرة هذا الحي وقضيته؛ لأنه نموذج حي لما نعيشه من أوضاع سيئة، وظلم وغطرسة من قبل الاحتلال".

وأضاف "سطر الفلسطينيون الكثير من البطولات لتحدي الاحتلال؛ ليوقفوه عن أعماله العدائية؛ لكنه مستمر في استكمال مشروعه الاستيطاني الذي يهدف لتهويد المقدسات".

وأشار إلى أن استمرار العمليات ضد الصهاينة، ستكون بمثابة رادع للاحتلال، وتعبر عن مقاومة وكفاح الشعب الفلسطيني، سواء بطريقة فصائلية أو شعبية، كما رأينا ما حدث بالأمس من الفتاة التي قامت بعملية الطعن.

وأكد إبراهيم أن العمليات البطولية تشحذ هممهم الفلسطينيين، وتدفعهم للعمل على مقاومة الاحتلال، والتصدي لمشاريعه ومخططاته.

وتابع " التحدي من الاحتلال مع المقاومة والشعب الفلسطيني مستمر، ولن يسمحوا لسياسة الاحتلال أن تمر، ولكن الخشية أن يترك أهل فلسطين والقدس وحدهم أمام العنجهية الصهيونية".

ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى أن هبة الشيخ جراح وما تلاها من عدوان على غزة، جسدت الوحدة بين كل الفلسطينيين في الداخل المحتل والضفة وغزة، مشيراً إلى أن العدوان على الشعب الفلسطيني لاقى غياباً للموقف العربي والدولي الداعم للقضية الفلسطينية.

واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أول أمس، بالضرب على مواطنين في حي الشيخ جراح شرق القدس المحتلة، والمهدد بالإخلاء القسري، خلال تصديهم لعشرات المستوطنين الذين اقتحموا الحي.

وكانت قوات الاحتلال أغلقت المداخل المؤدية إلى الحي، ومنعت المتضامنين مع أهله والصحفيين من دخوله، ودققت في هوياتهم.

وأفادت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال كثفت من انتشارها وحواجزها في الحي، وأغلقت المداخل المؤدية إليه، وحاولت طرد المتضامنين الذي جاءوا تلبيةً لدعوات أطلقها نشطاء مقدسيون للتصدي لمسيرة استفزازية للمستوطنين داخل الحي.

ووصلت مسيرة المستوطنين الاستفزازية إلى الحي تحت حماية من قوات الاحتلال، واقتحم عدد منهم بناية سكنية في الحي وهتفوا "الموت للعرب"، وبعد أن رد الأهالي عليهم بالتكبيرات؛ اقتحمت قوات الاحتلال البناية، واعتدت على سكانها بشكل همجي.

وكانت جمعيات استيطانية ويمينية متطرفة أطلقت دعوات لمسيرة إلى البؤرة الاستيطانية "شمعون الصديق" بحي الشيخ جراح؛ بذريعة "دعم" المستوطنين في الحي المقدسي.