غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قتامة المشهد لا تعني الانهيار

خالد صادق.jpg
قلم/ خالد صادق

اقتحام منسقة قام بها الجيش النازي الصهيوني لمدينة نابلس أدت الى استشهاد جميل محمد الكيال واصابة اثنين اخرين قام جيب عسكري صهيوني بدهسهما, عمليات قمع ممنهجة تمارسها السلطة الفلسطينية لمظاهر استقبال الاسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني, ومنع حمل رايات الفصائل الفلسطينية, وهدم خيام الاستقبال ومنع مظاهر الابتهاج بتحرر الاسرى, اعتقالات يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين, وتتزامن مع اعتقالات مماثلة تمارسها أجهزة امن السلطة ضد الفلسطينيين, اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال لأسرى اداريين, واضراب مماثل في سجون السلطة لأسرى فلسطينيين, الشروع بخطوات متقدمة نحو التهويد للمقدسات الاسلامية بزيارة استفزازية لما يسمى برئيس دولة الكيان للحرم الابراهيمي, وتشريع الصلوات الصامتة لليهود داخل باحات المسجد الأقصى المبارك, والزام المدارس الدينية اليهودية بعمليات اقتحام دورية للمسجد الأقصى في خطوة متقدمة لتقسيمه زمانيا ومكانيا, وزيارة وصفها رئيس الوزراء النازي الصهيوني المجرم نفتالي بينت بالتاريخية لدولة الامارات العربية المتحدة, في خطوة تستهدف تعزيز أمن الكيان المجرم ومحاولة لشرعنة وجوده الباطل على ارض فلسطين ,وغسل الايدي الملطخة بدماء الأطفال والأبرياء من أبناء شعبنا وأمتنا، والسعي لتبرئة القتلة والارهابيين الصهاينة من جرائمهم بحق كل الأمة, وخطوة مماثلة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من المزمع ان يستقبل خلالها وزير الحرب الصهيوني المجرم نفتالي بينت وما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني لابيد والهدف المعلن سلطويا ترسيم حدود ما تسمى «دولة إسرائيل», اما صهيونيا فالهدف منع انتفاضة شعبية متوقعة في الضفة والقدس, ومنع حماس والجهاد من تنظيم العمل الفدائي المنظم في الضفة, والتصدي لعمليات محتملة للمقاومة الفلسطينية في الضفة ووأدها في مهدها.

 

مشهد قاتم يعتري الحالة الفلسطينية عبر عنه الشيخ خضر عدنان القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والذي هالة مشهد اعتداء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية على موكب تشييع الشهيد جميل الكيال, وعبر عن غضبة الشديد من سياسة أجهزة امن السلطة في التعامل مع أهلهم في الضفة ومنع الفصائل الفلسطينية من استقبال أبنائهم المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني, وقد طالب الشيخ المجاهد خضر عدنان ان يكون هناك موقف لحركة فتح في الضفة مما يحدث من قمع وتهميش لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وتفصح عن رايها, اما ان تقبل بهما كشريكين في العمل النضالي ضد الاحتلال الصهيوني, او تمنع ظهورهما وساعتها سيكون لنا كلمة, وتساءل الشيخ خضر عدنان عن ممارسات أجهزة امن السلطة التي تستهدف الفلسطينيين وتعتدي عليهم وتعتقلهم وسط حالة صمت وغض الطرف عن ممارسات أجهزة امن السلطة, وعن دور وسائل الاعلام المحلية في الضفة في كشف ممارسات أجهزة امن السلطة ضد شعبهم وفصائلهم, على ماذا يخشون والى أي مدى سيبقى هذا الصمت مستمرا, فقتامة المشهد لا تعني مطلقا الاستسلام لهذه الحالة المزرية التي تنتهجها السلطة وأجهزتها الأمنية, فالشيخ خضر عدنان من خلال تصريحاته هذه يحدث حالة عصف ذهني ليقوم الجميع بدوره الوطني المنوط به, ويؤدي واجبه على اكمل وجه, لكن الشيخ خضر عدنان يبشر بان الانبعاث قد يأتي من انتصار سجين يضرب عن الطعام لأيام طويلة, او يأتي من حرية اسير قضى عشرات السنين في سجون الاحتلال الصهيوني, او يأتي من فوهة بندقية الشهيد المجاهد فادي أبو شخيدم, او من دم الشهيد البطل جميل الكيال الذي حمل سلاحه ودافع عن نابلس التي حاول الاحتلال اقتحامها واعتقال وقتل مقاومين فلسطينيين داخلها, هذا المشهد القاتم بالتأكيد سينجلي لان شعبنا يدرك واجبه جيدا, ويتحرك وفق هذا الواجب بقدره.

 

لا زلنا نذكر عبارة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات عندما قال ان «الشعب الفلسطيني سباق لقيادته, وهو الذي يحدد سياسة القيادة الفلسطينية وليس السلطة», والمرحلة التي تمر بها السلطة تتطلب ان يمسك الشعب بزمام المبادرة, وان يصوب مسارات السلطة وأجهزتها الأمنية المنحرفة, وبالتأكيد لا يستطيع احد ان يتصدى لإرادة الشعب, فهو القوة الحقيقية في مواجهة الاحتلال وعملائه, ومواجهة الانحراف والفساد والتفريط والطغيان, والشعب يدرك ان معركته ستبقى مشتعلة مع الاحتلال, ولن ينساق امام كل المحاولات الهادفة لحرف وجهة العمل المقاوم عنه, وحرفه في اتجاهات أخرى, والسلطة مطالبة ان تحدد توجهاتها وتفصح عن مساراتها السياسية بوضوح, فرئيس السلطة محمود عباس قبل ساعات كان يتحدث عن المصالحة الفلسطينية وضرورة انفاذها فورا, وبات الان يتحدث عن لقاء مع المجرم بيني غانتس والمجرم لابيد, وهذان مساران لا يلتقيان, لان شرط المصالحة هو التوافق على برنامج وطني جامع, يستند لتعدد خيارات المقاومة في وجه الاحتلال, وعلى السلطة ان تحتكم الى إرادة الشعب الفلسطيني التي ظهرت واضحة في رفض سياستها الاقصائية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".