بقلم/ خالد صادق
وسط هذا الزخم الكبير على الساحة الفلسطينية والاحداث المتلاحقة التي تشهدها، وسط التطبيع العربي والخليجي غير المسبوق، والذي ينم عن مؤامرة واضحة على القضية الفلسطينية، ومساعٍ رسمية عربية لمنح الاحتلال تهدئة مجانية على حساب الحقوق الفلسطينية وشروط ملحمة سيف القدس البطولية التي تم الالتفاف عليها، وتشديد الحصار العربي على الفلسطينيين من خلال منع الأموال والمساعدات، والتخلي عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتسويق ما تسمى بصفقة القرن المخزية ومحاولة فرضها على الفلسطينيين، وعلى المستوى الداخلي تعصف الاحداث بقوة في الساحة الداخلية الفلسطينية فالاحتلال يقتل الاطفال الفلسطينيين على الحواجز العسكرية بشكل ممنهج, ويستبيح حرمة المقدسات, ويمضي بمخططاته الاستيطانية وسياسة التهجير والتهويد وفرض القوانين العنصرية, بينما تقوم السلطة الفلسطينية بدور لا يقل خطورة عما يرتكبه الاحتلال, حيث يلاحق المقاومة ويعتقل المقاومين الفلسطينيين ويزج بهم داخل سجونه, ويفض المسيرات بالقوة ويمنع حمل رايات الفصائل, ويمنع أي مظاهر احتفالية لاستقبال الاسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال, كما يمنع العمليات العسكرية والانتفاضة الشعبية في وجه الاحتلال, ويقوم بفرض إجراءات عقابية على قطاع غزة ويتعامل معه على انه إقليم متمرد, ويجرم المقاومة ويدعوها للتخلي عن سلاحها وتبني قرارات الرباعية من اجل التوافق على المصالحة الفلسطينية, وترفض السلطة الدعوة للانتخابات, وتستفرد بالقرارات السياسية, وتقوم بتهميش أي دور لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية كما ترفض اشراك حماس والجهاد الإسلامي في المنظمة.
وسط هذا الزخم الكبير تحيي حركة المقاومة الإسلامية حماس ذكرى انطلاقتها الرابعة والثلاثين, حماس التي تحمل لواء المقاومة وتتمسك بالثوابت الفلسطينية وتزيد من قوتها العسكرية وقدراتها القتالية وتخوض مع الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى مقاومة معارك حقيقية وملحمية ضد الاحتلال, وتفشِل اهداف العدوان على غزة, وتفرض هي والجهاد الإسلامي معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني, وتتمسك بحقها في الدفاع عن شعبها وامتها والتصدي لمخططات الاحتلال التوسعية الداخلية والخارجية, عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور محمود الزهار قال في مقابلة مع وكالة صفا, «حماس تطبق الثوابت الفلسطينية تطبيقًا كاملًا وتحافظ عليها من خلال دفاعها المستمر عن شعبنا في غزة والضفة والقدس وفي مخيمات اللاجئين، وتتعاون مع كل إنسان يريد خدمة قضيتنا, وأضاف «حماس تتمسك بثوابتها ولا تتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، وبذلك تُسقط مشروع حل الدولتين المزعوم، وتحافظ على المقدسات، عبر خوضها لمعارك عدة كان آخرها سيف القدس التي دافعت فيها عن كل فلسطين», وهذا يعني ان الإرث الذي تحمله حركة حماس تعتبره امانة في عنقها, ولن تفرط فيه مهما مورس عليها من ضغوطات, فحماس اكتسبت شعبيتها الكبيرة وحضورها الدائم, وفرضت نفسها بحيث بات لا يمكن تجاوزها, من خلال أدائها المقاوم وقدرتها الهائلة على ايلام الاحتلال بالعمليات البطولية المميزة والقدرات الصاروخية الكبيرة والمسيرات والانفاق والتطور القتالي لأبناء القسام, وهذا كله لم يأتِ من فراغ, انما جاء بقناعة كاملة وراسخة بنهج المقاومة كسبيل امثل لتحقيق الاهداف .
حماس وهى تحيي انطلاقتها 34 تؤكد على المضي بالعمل المقاوم الذي لا يستطيع احد ان يوقفه, حيث اكدت في بيانها ان « المقاومة الشاملة، بكل أساليبها وأشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، السبيل الوحيد لانتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا, وتعهدت حماس في بيانها الصحفي بأن تبقى ثابتة وحامية ووفيّة للثوابت والمقدسات ودماء الشهداء وتضحيات شعبنا، وأن تواصل طريق التحرير والعودة، حتى زوال الاحتلال, وهذا هو النهج الذي تتبناه حماس والجهاد الإسلامي بوضوح, وهو لا يقبل المساومة او التأويل, وكلما زادت حماس والجهاد وفصائل المقاومة من قوتها العسكرية, كلما اقتربت لحظة النصر, وبات الامل يحذونا بان المعركة الفاصلة تقترب وسيكتب الله لشعبنا النصر والتمكين, الدكتور الزهار قال في مقابلته الصحفية «جاءت معركة سيف القدس استجابة لنداء الشارع في القدس، ولأن ثوابتنا لم تتغيّر دافعنا عن الإنسان المقدسي الذي حُرم من الصلاة في الأقصى ورأى أنّ أهم انتصار في المعركة هو أننا جعلنا من سيف القدس نموذجًا عن المعركة الفاصلة لإنهاء الاحتلال», فحماس والجهاد والمقاومة صاحبة مشروع مقاوم لا ينتهي الا بزوال الاحتلال عن ارضنا الفلسطينية المغتصبة, لذلك ومهما حاولوا ان يمارسوا من ضغوط على فصائل المقاومة فلن …