إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد الفارس حسام عيسة
أبصر فارسنا حسام محمود عيسة النور في الخامس من ديسمبر 1983م، في قرية صانور جنوب شرق جنين، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها مكونة من سبعة أبناء، وكان ترتيبه السابع فيها. وأنهى الثانوية العامة وحصل على معدل 87% في الفرع العلمي، والتحق بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الأمريكية بجنين، وأنهى سنته الثالثة قبل استشهاده.
روح وريحان:
تصفه والدته بأنه محبوب وملتزم وخلوق، تمتع بعلاقات واسعة، شخصيته قوية وما يميزه قدرته على الإقناع، لكنه سريع الغضب من الأمور الخاطئة كما أنه سريع البديهة وذكي جداً. وقد حفظ شهيدنا حسام کتاب الله في وهو في معتقل مجدو، وظل يتلوه ويستمع إليه باستمرار، ويحافظ على صلاة الجماعة في المسجد، لم يعرف النوم الهانئ؛ لأنه يحيي ليله بالصلاة وقراءة القرآن.
في صفوف الجهاد:
بدأ مشواره الجهادي ناشطاً في الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة العربية الأمريكية إلى جانب الشهيد المجاهد عبد القادر دعمي، ومن ثم انتخب أميراً للرابطة الإسلامية في الجامعة، واعتقل بتاريخ 2 تموز 2003م، وهو في سنته الدراسية الثانية، وحكم عليه 26 شهراً. وقد كان شهيدنا مخطط عملية الشهيد خالد عيسة من سرايا القدس، وقد استشهد وهو في طريقه لتنفيذ العملية في باقة الغربية بتاريخ 26 حزيران 2003م.
أفرجت قوات الاحتلال عن شهيدنا بتاريخ 25 تموز 2005م، ليعود إلى رحاب الجامعة لإكمال دراسته، وعاد إلى نشاطه وانتخب مرة أخرى أميراً للرابطة الإسلامية، وبدأ نشاطه العسكري إلى جانب الشهيد المجاهد صلاح الدين صوافطة. بعد أشهر من العمل العسكري تعرض للملاحقة، فلم يتمكن من العودة لمنزله، وفي ديسمبر 2005م، اعتقله جهاز المخابرات الفلسطينية ونقل إلى سجن أريحا وأمضى هناك 80 يوماً، وأفرج عنه في شهر مارس 2006م. ومكث في بيته ليلتين بعد الإفراج عنه من سجن أريحا، وتفاجأ في اليوم التالي بأن صديقاً له اعتقل في أريحا، وهو الذي قتل مستوطناً في مخيم عقبة جبر، وكان الشهيد المجاهد حسام هو المسئول عن العملية، وفي صبيحة اليوم التالي توجه إلى بلدة الزبابدة جنوب جنين، ومن ثم إلى قباطية وأخيراً إلى مخيم جنين. وتكونت مجموعته من الشهداء زیاد ملايشة، ومحمود نزال، وصلاح صوافطة.
ميلاد الفارس: صلاح صوافطة
أبصر فارسنا صلاح الدین حافظ صوافطة النور في السابع والعشرين من نوفبر 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها في مدينة طوباس، ومكونة من أحد عشر فرداً، وشهيدنا أصغر الذكور. درس فارسنا المراحل الابتدائية والإعدادية، ثم أنهى دراسته الثانوية في العام 2002م والتحق بالجامعة العربية الأمريكية في قسم كلية تكنولوجيا المعلومات.
روح وريحان:
تميز الشهيد صلاح الدين بالوفاء الاجتماعي والأخلاق العالية والروح المرحة. وعرف بأنه المجتهد الذي كان خفيف الظل، ومتدین، وحازم جداً في قراراته، يحب أن ينصر ما يراه صواباً.
في صفوف الجهاد:
انتمى إلى حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري عام 2004، ثم أصبح مطلوباً لقوات الاحتلال، ما جعله يترك الدراسة الجامعية بسبب مطاردته من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال. واعتقل من أجهزة السلطة أكثر من مرة آخرها في العام 2005م ودامت 6 شهور في سجن أريحا، وحاول الفرار عدة محاولات، وتمكن من الهرب بعد اقتحامه من قبل الجيش أثناء محاولة اعتقال الأسير القائد أحمد سعدات أمين الجبهة الشعبية.
أصبح الشهيد مطارداً ومطلوباً أكثر من ذي قبل، ولم يستطع التنقل والعيش داخل بلدته، فالتجأ إلى محافظة جنين وعاش فيها مطارداً بين القرى والبلدات. وخاض العديد من الاشتباكات المسلحة برفقة الشهداء القادة حسام جرادات وزیاد ملايشة ومحمود نزال ووليد العبيدي ما أدى إلى إصابته في يده اليمنى فزادته جراحه عزماً واصراراً.
عرف شهيدنا بإتقانه وبراعته في تصنيع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، وقام بإجراء التعديل على المواد المتفجرة وتحسينها ورفع قوتها التفجيرية، كما قام بتصميم مختبر متنقل لتصنيع المواد المتفجرة ما أثار جنون الجيش لعدم قدرته على كشفه. زرع شهيدنا العديد من العبوات الناسفة، ونفذ عملية تفجير جيب في جنين "طريق الجبريات" بمشاركة الشهيد القائد في سرايا القدس محمود عبيد.
نجا الشهيد المجاهد صلاح الدين من عدة محاولات اغتيال، كان آخرها عندما قصفت الطائرات الحربية منزلاً يحتمي بداخله، لكنه نجا واستشهد على أثرها الشهيد المجاهد أمجد عجمي من طولكرم والشهيد المجاهد محمد عتیق من جنين وكلاهما من سرايا القدس.
شهداء على طريق القدس:
في 20 ديسمبر 2006م، وبعد مطاردة لأكثر من عامين، كان يتواجد كل من حسام عيسة وصلاح الدين صوافطة في أحد البيوت التي تمت مداهمتها من قوات صهيونية كبيرة، ودارت اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال حتى أصيب حسام عيسى في قدميه، ثم أصيب صلاح الدين في قدميه أيضاً، استطاع المجاهدان الخروج إلى منطقة الجرادات، بقى الجيش يطاردهم ويطالبهم بالاستسلام، فيما رفضوا الطلب، فقام الجيش بإدخال الكلاب المدربة عليهم تم قتل الكلاب من الشهيدين، وتم إدخال المستعربين إلى المنطقة، فأطلق المجاهدان النار عليهم، واستمر الاشتباك حتى الساعة الثامنة صباحاً وأصيب صلاح الدين في جسده بسبعين رصاصة واستشهد على الفور ثم لحقه حسام عيسى شهيداً.