كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة بغير الإسلام لأذلنا الله، لقد أعز الله العرب بالإسلام بعدما كانوا اذلاء يتبعون للفرس والروم والحضارات الأخرى، كانوا يعيشون حالة من الجهل والتخلف، قتلتهم الثارات والعصبيات والقبليات كانوا نكرة لا قيمة لهم ولا وزن، فما أن جاء الإسلام جعل منهم سادة للأمم وفتحوا البلاد وحرروا العباد وبقوا على ذلك ما بقي الإسلام دستورا لهم، حتى جاء الاستعمار الحديث بالتعاون مع رموزه في المنطقة واسقطوا الخلافة الإسلامية على أمل انتزاع الإسلام من صدور الأمة الذي يمثل عليهم الخطر الحقيقي ويكنون له العداء منذ بزوغه، وتنصيب رموز التغريب على رأس المرحلة، ومن حينها والأمة صاحبة الريادة والسيادة والقيادة تتراجع حتى أصبحت اليوم مجندة صهيونية باغية تحكم أكبر دولة عربية، ورسموا لهذه المرحلة بأن يصبح العرب فيها كما العبيد لا حول لهم ولا قوة، والجميع يخضع للإرادة الأمريكية والاسرائيلية، حتى ممن كان يرفع السلاح ويقول لا لأميركا ولا للاحتلال انخرط في هذه المرحلة النكدة، وهذا ما نشاهده اليوم من حال العرب للأسف، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، ولو كرهت امريكا واسرائيل واذنابهم في المنطقة، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويرسل من ينغص على محور الشر حياته وعلى رأسهم المحتل الغاصب الكيان الصهيوني.
- وهذا ما نراه اليوم من العمل البطولي المقاوم الذي يقوم به أبناء شعبنا في الضفة والقدس وأهلنا في الداخل المحتل، سواء على المستوى الفصائلي الرسمي أو الشعبي، والذي يُعتبر حلقة من حلقات المقاومة المستمرة والمتعدة بأشكالها وأنواعها، وما يقوم به ابناءنا هو أكبر دليل على أن المقاومة هي الخيار الأمثل، ورسالة واضحة المعالم لكل العالم، أننا يستحيل أن نقبل بالكيان الصهيوني على ارضنا، أو حتى أن يكون شريكًا لنا، ومَن يقبل بالكيان ويدعمه ويزين ارهابه من قوى الشر الغربي أو الشرقي فليحتويه في أرضه، أما في ارضنا أو في أي أرض عربية واسلامية لن نقبل به وسنقاوم الكيان الصهيوني في أي دولة عربية كانت أو اسلامية
ورسالة واضحة الى المطبعين ودعاة السلام "الاستسلام" مع الكيان الصهيوني سواء في داخل فلسطين أو خارجها بأن كل ما تحيكونه مع الكيان حفاظًا على عروشكم لن يثني اطفالنا وشبابنا ونساءنا عن حقهم في المقاومة.
- ما يقوم به شعبنا هو تطبيق عملي لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرن على الحقِّ لعدوِّهم قاهرين لا يضرُّهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأْواءَ فهُم كالإناءِ بين الأَكَلةِ حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك قالوا: يا رسولَ الله وأين هم، قال: ببيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدسِ).
* وأن هذه المقاومة الشعبية الفطرية التي يقوم بها عموم أبناء شعبنا بأشكالها المتنوعة للذود عن الأرض والعرض والمقدسات هو دليلٌ واضح على أن خيار المقاومة هو خيار الله ورسوله لقوله سبحانه وتعالى: {ٱنفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَٰهِدُواْ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (التوبة: ٤١)* ولقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما ترك قومٌ الجهادَ إلَّا عمَّهم اللهُ بالعذابِ).
- المقاومة ثقافة عامة يتمتع بها أبناء شعبنا، وعليه نجد من يمتلك سلاحًا يخرج ويقاتل به، ومن يمتلك سيارة يقاوم بها، ومنهم من يمتشق سكين بيته ويقاوم بها، حتى بالحجر والكلمة، كل أبناء شعبنا يرفض ويقاوم الكيان بما يمتلك من أدوات، حتى الأسرى المكبلين من كل جانب حفروا الأرض ليقهروا السجان، فلا مكان للكيان ولو على شبر من أرضنا هذه عقيدة ربانية راسخة رسوخ الجبال في قلوب وعقول ونفوس الشعب الفلسطيني.
- إن ديمومة المقاومة حتى لو بعد انقطاع لتؤكد أن المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجة الكيان الصهيوني واقتلاعه من جذوره من كامل أرض فلسطين "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" أما لغة الاستجداء لا تغني ولا تسمن من جوع، وليعلم العالم بأسره أن احتلال دام أكثر من سبعين عام ولم يروض هذا الشعب لدلالة واضحة على أن هذا الشعب حيٌّ وعصيٌّ على الترويض أو الانكسار، ودلالة واضحة على أن الاحتلال الى زوال ان شاء الله طال الزمن أو قصر.
اللهم وحد صفنا وعلى الحق اجمع كلمتنا والهمنا السداد في القول والعمل
