بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، مناورة الركن الشديد (2)، والتي تأتي وسط تلميحات بتوتر الأوضاع في غزة، وفي ضوء مماطلة الاحتلال برفع الحصار وإعادة الإعمار.
وتحمل المناورة في طياتها وفق مراقبين، رسائل من نار للاحتلال؛ ليعيد النظر مرة أخرى في الملفات العالقة لقطاع غزة، ولتؤكد أن فصائل المقاومة موحدة تحت خيار البندقية.
الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، يرى أن مناورة الركن الشديد (2) هي دلالة على اعتماد المقاومة الفلسطينية سلسة أعمال مشتركة بين الفصائل، وليس فقط التوحد في دائرة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، بل الوحدة في مرحلة الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال؛ إذ كان هناك مناورة الركن الشديد (1)، والآن الركن الشديد (2)، وسنكون في الأيام القادمة أمام (3 و4)، وغيرها من المناورات العسكرية.
وأكد العقاد لـ "شمس نيوز"، أن هذه المناورة جاءت بمثابة اختبار جهوزية للمقاومة لمواجهة العدوان القائم الذي يمارسه الاحتلال؛ إذ تحمل رسائل واضحة للاحتلال؛ لتثبت أن المقاومة جاهزة لمواصلة الاستعداد والعمل للتصدي لأي عدوان قد يمارسه الاحتلال الصهيوني.
وقال العقاد: "المقاومة في تصاعد مستمر، وتعمل على تطوير كوادرها ومقاتليها بشكل كبير للعمل وفق التكتيكات القتالية، وقد شهدت مناورة الركن الشديد (1) أداءً موفقاً في هذا الجانب، واليوم تواصل المقاومة هذا العمل والجهد المشترك في مواكبة وتطوير القدرات العسكرية والتنسيقية بين الفصائل في آليات العمل العسكري داخل الميدان".
وأشار إلى أن المقاومة -في حقيقة الأمر- تعمل وفق حالة دفاعية بالدرجة الأولى، ولكن لا يعني ذلك أن تبقى في هذه الحالة بشكل دائم؛ لأنها قد تعمل وفق مقتضيات الميدان للتحرك باتجاه العمليات الهجومية، سواء اقتحام المواقع العسكرية الصهيوني عن طريق الأنفاق، أو اجتياز السلك الفاصل، أو الماء، أو الأجواء.
وتابع "المقاومة أصبحت متهيئة، وتعمل على عدم جعل قطاع غزة مكاناً للحرب؛ بل قد يكون هو النقطة للانطلاق لمواجهة العدو الصهيوني".
وشدد الخبير في الشأن العسكري والأمني، على أن الوحدة من خلال البندقية هي السبيل الوحيد في حرب التحرير الشعبية ومعركة دحر الاحتلال الإسرائيلي عن أراضينا المحتلة.
وكانت الأيام الأخيرة من السنة الماضية شهدت إجراء مناورات الركن الشديد، من جانب الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية حينها رشقات صاروخية في اتجاه بحر غزة، كما أطلقت طائرات أبابيل المسيّرة في إطار المناورة، وعملت على عدة سيناريوهات دفاعية، والتي تحاكي تهديدات الاحتلال الإسرائيلي.
