34 كلمة.. هي عدد كلمات التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، حملت تلك الكلمات قدراً كبيراً من الجدية، والتحدي، والمسؤولية، والجسارة، والبسالة.. نعم، إنه زياد النخالة الذي لا يُشبه (إلا) نفسه.
من جديد يكررها القائد زياد النخالة، مؤازراً فيها الأسير البطل هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 136 يوماً على التوالي، ومتوعداً فيها العدو الإسرائيلي بقلب الطاولة، التي لطالما أتقن قلبها فوق رأس العدو.
نعم، إنه خطاب المُشتبك، المتمرد، النبيه، الفطن في الجرأة والجسارة والبسالة؛ لذلك انتشرَ التصريح المقتضب الذي هو (سطران ونصف) كالنار في الهشيم، على المنابر الإعلامية المحلية، والعربية، والدولية، وحتى الإسرائيلية؛ كون الجميع يعرف ويعي من هو السيد زياد النخالة، صاحب التصريحات المُجربة، والمُختبرة.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يرى أنَّ تصريحات وتهديدات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ستأخذ صدى واسعاً لدى صناع القرار في (إسرائيل)، ولدى الوسطاء، سواء الإقليميون أو الدوليون؛ لأمر مهم هو أنهم يدركون جدية تلك التهديدات، وإمكانية أن تدخل حيز التنفيذ.
ويتوقع الدجني أنْ تلتقط كثير من الجهات تصريحات السيد النخالة، وأن تتعامل معها بجدية ومسؤولية عالية، فمثلاً: "الإسرائيليون سيلتقطون تصريحات السيد النخالة؛ كونها قد تؤدي إلى مواجهة جديدة، وبتقديري فإن العدو الإسرائيلي لا يرغب بالدخول في جولة جديدة من الصراع، لاسيما أن المزاج العام لدى الكيان لا يريد تصعيداً في هذا التوقيت لأسبابٍ عديدة".
وأشار إلى أنَّ دماء الأسرى الفلسطينيين لن تكون رخيصة لأي طرف فلسطيني؛ لذا فإن تصريح السيد النخالة يأتي في ظل غياب الموقف الدولي والإقليمي لما يجري بحق أسرانا، الذين يتعرضون لأبشع الجرائم على يد العدو الإسرائيلي.
وذكر أنَّ النخالة أراد من وراء التصريح تحريك الجهود والمياه الراكدة تجاه قضايا الأسرى، وبهدف إنقاذ الأسرى الفلسطينيين، وبهدف وضع قضيتهم على سلم الأولويات في المشهد الدولي، والإقليمي، والفلسطيني، في ظل تراجع الاهتمام بقضاياهم.
من جانبه، الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، رأى في تصريح الأمين العام للجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أنها تحمل رسالتين مهمتين: (الأولى) مباشرة، مفادها أن سرايا القدس مستعدة للذهاب إلى حرب مفتوحة لحماية حياة الأسير أبو هواش، و(الثانية) غير مباشرة، وهي تأكيد على قرار حركة الجهاد أن أي اغتيال معناه حرب مفتوحة؛ كما حدث ٢٠١٢م، وكما حدث في صيحة الفجر.
ويعتقد لافي أنَّ توضيح ذلك مهم؛ في ظل استمرار تدهور صحة الأسير هشام أبو هواش واستمرار اعتقاله الإداري، وأيضاً في ظل تهديدات الاحتلال باستهداف قادة المقاومة داخلياً وخارجياً.
تصريح وطني ومسؤول
في السياق، علَّقَ عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. سهيل الهندي، على التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، بشأن استشهاد الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 136 يوماً.
وقال د. الهندي في تصريحٍ خاص لـ"شمس نيوز": "إنَّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي السيد زياد النخالة (أبو طارق)، عندما صدَّرَ تصريحه وتهديده، كان نابعاً من حرقته على شعبه ووطنه (..)، لاسيما أن المقاومة لا يمكنها أن تصمت إزاء أي جريمة تتعلق بأسرانا البواسل".
وأوضح الهندي أنه "لا يمكن السكوت على استشهاد أي أسير من الأسرى الأبطال، والموقف من استشهاد أي أسيرٍ سيقابل بموقف جماعيٍ ومشتركٍ من قبل الغرفة المشتركة".
وذكر الهندي أنَّ أوضاع الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية وصلت غاية في الخطورة، لافتاً إلى أن استشهاد أي أسير سيكون له عواقب كبيرة على المحتل، لاسيما أنَ المقاومة تنظر بعين من الخطورة لهذا الأمر.
وقال: "المقاومة تتطلع إلى تحرير جميع الاسرى البواسل من المعتقلات الإسرائيلية، وهو ما أكدت عليه قيادة المقاومة في أعقاب مناورة الركن الشديد الثانية".
وأضاف: "المقاومة تبذل جهوداً كبيرة وحثيثة لزيادة غلتها من الأسرى الإسرائيليين، حتى يكتب الله الحرية لجميع أسرانا الأبطال".
وشدد الهندي على خطورة حالة الأسير البطل هشام أبو هواش، مشيراً إلى ضرورة العمل المشترك وتكاتف الجهود لإنهاء معاناة أسرانا البواسل.