"ضاع العُمر يا أُولي الأمر، عقد لأكثر من 10 سنوات، التثبيت حقي شرعي وقانوني"، تحت هذه الشعارات الإنسانية والمُحقة، صدحت حناجر "موظفي العقود" في جامعة الأقصى بقطاع غزة، مناشدين الجهات المسؤولة لإنقاذ حياتهم بعد عمر طويل من التدريس داخل أسوار الجامعة.
أقصى ما يتمناه "موظفو العقود" هو مساواتهم مع موظفي العقود على بند ديوان الموظفين ووزارة المالية، وفقًا لقولهم، مطالبين بإنهاء "مهزلة العقود الداخلية"، كما وصفها بعض موظفي العقود بجامعة الأقصى.
بلال عراضة إداري في قسم الأحياء بجامعة الأقصى –موظف على بند العقود- أشار إلى أن اعتصام موظفي العقود اليوم يحمل رسائل لأطراف عدة، سواء داخل الجامعة أو خارجها ممن وعدوا "بتثبيتنا في وقت قريب".
وأوضح عراضة، لمراسل وكالة "شمس نيوز" أن موظفي بند العقود في جامعة الأقصى يصل عددهم إلى 230 موظفاً، مؤكدًا أنهم يطالبون بإنصافهم مع زملائهم، مبينًا أن الرسالة الأولى موجهة مباشرة إلى إدارة الجامعة، والتي يجب أن تتحرك فورًا؛ لإنهاء معاناة موظفي العقود وتثبيتهم.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم، والتي تشرف مباشرة على "جامعة الأقصى" ،يجب عليها أن تتحرك ايضًا لإنهاء هذه الأزمة بالتنسيق والتوافق مع جهات ذات الاختصاص، من ديوان الموظفين أو لجنة العمل الحكومي.
ووجه عراضة رسالة أخرى ومباشرة إلى رئيس العمل الحكومي في قطاع غزة ممثلة بالأستاذ عصام الدعاليس قائلًا: "قبل 5 شهور، وأثناء الاعتصام المفتوح أمام الجامعة وعدنا السيد عصام الدعاليس بإنهاء الملف خلال أيام قليلة، لكن الوعد لم يُطبق حتى اللحظة" وفقًا لقول عراضة.
ولفت عراضة إلى أن عدم إنهاء الملف حتى اللحظة- وفقًا لحجج وتبريرات الجهات_ وجود عقبات تُعيق تطبيق الوعود، دون توضيح طبيعة هذه العقبات، مطالبًا الجهات الحكومية وإدارة الجامعة بضرورة توضيح العقبات، أو من لديه هذه العقبات؛ ليستطيع الموظفون التوجه له ومحاولة حلها معه".
أما الموظف محمد أبو الجديان، والذي يعمل تحت بند العقود وهو "مصمم الجرافيك في قسم العلاقات العامة في جامعة الأقصى" قال: "إن موظفي العقود عملوا في الجامعة منذ نحو 10 إلى 14 عامًا، دون أي حقوق أو مستحقات، أو تأمين صحي بالحد الأدنى".
وعبر أبو جديان لمراسل وكالة "شمس نيوز" عن استغرابه الشديد لإقدام الجهات الحكومية على تحويل عقود وزارة المالية وديوان الموظفين إلى الوظيفة العمومية، وتغافلت عقود جامعة الأقصى، قائلًا: "موظف العقود في جامعة الأقصى وقع ضحية الانقسام بين "غزة ورام الله"، والذي ألقى بظلاله على الجامعة.
وكان العشرات من موظفي العقود في الجامعة نظموا اليوم الأحد، وقفة تضامنية داخل أسوار الجامعة، مطالبين بتثبيتهم ضمن الوظيفة العمومية الحكومية؛ ليتمكنوا من الحصول على مستحقاتهم المالية، والحصول على الحد الأدنى من الأجور.