غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شعب واحد وقضية واحدة

من "سيف القدس" إلى "أبو هواش".. معادلة اشتباك جديدة عنوانها: "النار بالنار"!

صواريخ .jfif
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

ثبتت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معادلة إستراتيجية مفادها "أنَّ سلاحها صمام أمانٍ للقضايا المتعلقة بالثوابت كافة"، هذه الخلاصة ليست حديثاً إنشائياً وكلماتٍ بقصد تمجيد المقاومة؛ بقدر ما أنَّها خلاصة واقعية بات يعيشها الشعب الفلسطيني.

المقاومة فكراً وسلاحاً: هي التي انتفضت لأجل القدس، وهي ذاتها التي انتفضت من أجل الأسرى، وهي التي انتفضت في وجه (صفقة القرن)، وهي التي تتحرك كلما تعلق الأمر بواحد من الثوابت.

ويمكن القول إنَّ الربط المدروس بين الثوابت يمثل تحولاً إستراتيجياً تبنته المقاومة، وقد يعد بمثابة مسار نضالي جديد يعيد القضية الفلسطينية -التي حاولت صفقة القرن واتفاقيات أبراهام تصفيتها- إلى مربعها الأول، وتثبيت رواية الشعب الفلسطيني التاريخية المتمثلة بأحقيته في هذه الأرض، وأن دولة الاحتلال هي مشروع إحلال لمجاميع سكانية مكان شعب له هويته وأرضه.

المحاولات الإسرائيلية المحمومة للاستفراد بالملفات الأساسية مثل الأسرى والمسرى لم تنجح، كذلك لم ينجح صناع القرار في "إسرائيل" في إشغال غزة بهمومها، وحصارها، وتباطؤ إعمارها...إلخ، ما يعني أنَّ المقاومة أصبحت على أعتاب مرحلة متقدمة في التنبه لخطورة استفراد العدو بالقضايا ومناطق بعينها، وهذا كله يعني أن سبعة عقود مضت من الدهاء والخبث والعدوان الإسرائيلي لسلخ الفلسطينيين عن قضاياهم، وجعل فلسطين خاضعة لنظام المناطقيّة ذهب أدراج الرياح بفعل المقاومة الباسلة الواعية.

المقاومة التي أعلنت ذلك خلال معركة سيف القدس، في آيار/ مايو المنصرم، من خلال ربط حالة الهدوء، بالهدوء والاستقرار في القدس والضفة المحتلتين، جددت التأكيد مؤخرًا على أن ملف الأسرى غير بعيد عن حالة الربط القائمة.

وتمثل تأكيد المقاومة، بتحريكها لوحداتها القتالية على الأرض، وإعلانها لحالة الاستنفار القصوى؛ نصرة للأسير هشام أبو هواش، قبيل انتزاعه لقرار تحديد سقف زمني للإفراج عنه.

قضية واحدة .. شعب واحد

رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، وعضو مكتبها السياسي، د. محمد الهندي، قال في أعقاب انتصار الأسير أبو هواش: "إن قيمة انتصار الأسير أبو هواش تكمن في سياق الربط بين أبناء شعبنا في كل مكان؛ لنؤكد -كما في سيف القدس- أننا شعب واحد وقضية واحدة رغم المؤامرات".

وقال د. الهندي في تصريح مكتوب "مع الوقت ستكتمل هذه الملحمة بالنصر المبين بإذن الله"، مشددًا على أنه في كل مواجهة يتأكد أهمية وحدة موقف المقاومة، وفي القلب منها الجهاد الإسلامي وحماس، كما يتأكد تفاهة وعزل المطبعين والمنسقين الأمنيين.

فشل جديد

من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أنَّ الاحتلال كان موهوماً بفكرة المناطقية، والفصل بين الملفات، ومحاولة إشغال غزة بذاتها وهمومها، غير أنَّ غزة قدمت رسالة واضحة بهذا الشأن، وهي أنها تؤثر وتتأثر، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها.

وأوضح عوكل أن الاحتلال سعى لتطبيق فكرة المناطقية من خلال التغول في الضفة الغربية، ومحاولة شراء الهدوء في قطاع غزة بثمن بخس، مستدركًا "إلا أن المقاومة الفلسطينية أفشلته، وأفشلت هذا المخطط بدءًا بمعركة سيف القدس، وليس ختامًا بانتصارها للأسير أبو هواش، وتحقيق مطالبه رغم أنف السجان".

وذكر عوكل، أن كل ما تفعله "إسرائيل" لا يعدو كونه محاولات فاشلة، وإبر تخدير سريعة الانتهاء، كون المواضيع في النهاية فلسطينية، لافتًا إلى ما جرى خلال معركة سيف القدس، ومعركة الأسير أبو هواش في الداخل المحتل، والقدس، والمواجهات في الضفة المحتلة، وتهديد المقاومة في غزة يثبت أن شعبنا قطعة واحدة، ويتفاعل مع قضاياه وثوابته بشكلٍ جمعي.

وتابع "إسرائيل كالعادة فشلت في المواضيع ذات السياسات العامة للفلسطينيين، كما جرى في محاولتها ربط ملف الإعمار بصفقة التبادل، إلا أنها فشلت، ولم تستمع المقاومة أو الوسطاء لهذا المطلب".

وختم عوكل حديثه "معركة سيف القدس جددت الربط بين قطاع غزة، والضفة الغربية، والموضوعات الفلسطينية العامة، فإسرائيل راهنت على الفصل، إلا أنها اليوم ،وبعد انتصار أبو هواش، تأكدت من صعوبة تحييد قطاع غزة عما يجري مع الأسرى، أو في الضفة الغربية".

إرباك .. إرباك

من جهته، يرى مدير مركز الأسرى للدراسات د. رأفت حمدونة أن انتصار الأسير أبو هواش أعطى زخماً عالياً للقضايا الفلسطينية كافة، وربطاً مهماً بين تلك الملفات، وهو ظهر جلياً في تهديد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بالرد على أي مكروه يصيب الأسير هشام.

وأشار حمدونة خلال حديث سابق مع "شمس نيوز" إلى أن التصريح أدى لحالة من الإرباك في الشارع الإسرائيلي؛ لاسيما أنَّ الجبهة الإسرائيلية الداخلية تخشى من اندلاع مواجهة جديدة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة في غزة.

وشدد حمدونة على أن المقاومة الفلسطينية، تدافع عن قضية الأسرى في سجون الاحتلال، ولا يمكن أن تتخلى عنهم في أي لحظة، مشيداً بأي جهدٍ من الممكن أن يفضي إلى تحرير الأسرى من براثن العدو الإسرائيلي.