أشاد الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني اليوم الأحد بالإنجاز الكبير الذي أعلنته وزارة الداخلية في قطاع غزة عن إلقاء القبض على أحد العُملاء المشاركين بقتل العالم الفلسطيني "فادي البطش" في ماليزيا عام 2018.
ورحب الفلسطينيون بإعلان الداخلية مطالبين بسرعة تنفيذ القصاص كما جرى مع الشهيد مازن فقها بعد كشف التفاصيل الكاملة عن عملية اغتياله في تل الهوا غرب مدينة غزة، حيث تداول النشطاء صورًا وفيديوهات للشهيد فادي البطش من جنازته المهيبة في مدينة جباليا شمال قطاع غزة عام 2018.
أعدَّ نشطاء وخبراء عسكريون وسياسيون، اعتقال أجهزة الأمن في غزة لأحد عملاء الموساد الإسرائيلي داخل القطاع انجازًا كبيرًا ومهمًا للعيون الساهرة على راحة الوطن والمواطن وأمن المقاومة، ودليل على أن "الحق مهما طال لن يضيع وسيعود لأصحابه".
المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة إياد البزم قال: "في إطار متابعة الأجهزة الأمنية لحادثة اغتيال الشـهيد فادي البطش في ماليزيا بتاريخ 21 أبريل 2018، ومن خلال التحقيقات الجارية لدى الأمن الداخلي تشير اعترافات أحد الموقوفين بتورطه، وبتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي، بالمشاركة في اغتيال الشهيد البطش، ويجري استكمال التحقيقات في القضية".
تصريح البزم قابله تعليق سريع من والد الشهيد فادي البطش، الذي قال: "سأطالب بتنفيذ القصاص من قاتل ابني بيدي، وسأفعل به كما فعل بابني" موجهًا رسالة فخر لأبطال صراع الأدمغة، الذين وعدوا بالوصول لليد التي غدرت بفادي، وقد أوفوا، كما شكر المقاومة التي جعلت الناس تعيش في أمان.
ووجه والد الشهيد فادي البطش رسالة الى جهاز (الموساد) الإسرائيلي، بأن مصيرهم الفشل يتلوه الفشل، قائلا: "إذ ننتقم اليوم من أداتكم؛ فإن الانتقام منكم قريب".
يُشار إلى أن فادي البطش هو عالم فلسطيني من مدينة جباليا في قطاع غزة، حاصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية ويُحاضر في جامعة كوالالمبور، ولديه براءة اختراع في زيادة كفاءة شبكات الطاقة الكهربائية، كما اخترع جهاز تحسين نقل الطاقة الكهربائية ويُعد من أول المبادرين في تأسيس التجمع الدولي للمهندسين الفلسطينيين في ماليزيا ويعد من حفاظ القرآن الكريم وحاصل على السند المتصل عن رسول لله، وكان له حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مساجد ماليزيا.
اغتيال فادي
وفي يوم 21 أبريل 2018 قالت الشرطة الماليزية إن مجهولَين يستقلان دراجةً نارية قد أطلقا عشر رصاصات على الأستاذ الجامعي فادي البطش أثناء توجهه لصلاة الفجر في مسجد يقع قرب مقر سكنه في العاصمة كوالالمبور، مما ادى إلى استشهاده على الفور، وقد قال قائد الشرطة الماليزية أن فادي كان مستهدفا.
واتهمت عائلة البطش في غزة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء الحادث، ونقلت وكالة رويترز عن نائب رئيس الوزراء الماليزي أن منفذَي اغتيال البطش على صلة باستخبارات أجنبية؛ فقد أكد على أن المنفذ من القوقاز وأنهم سيطلبون من الشرطة الدولية تعقب منفذي اغتيال البطش.