أكَّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، أن ما يحدث هذه الأيام من انتفاضة وطنية حقيقية في النقب لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الحالة الفلسطينية الصاعدة، التي تصر على إبقاء جذوة الصراع والجهاد مع العدو الصهيوني مشتعلة.
وقال د. عليان في تصريحٍ وصل "شمس نيوز" نسخة عنه: "إنَّ ثورة أهلنا في النقب للحفاظ على الارض والوطن والرواية والهوية تعتبر جزءاً أصيلاً من الحالة الفلسطينية، والتي لم تهدأ ولن تهدأ، فكل شيء من الأدوات التي يواجه بها الفلسطيني عدوه الصهيوني تعتبر رافعة للمشروع الوطني، وأداة لرفع منسوب الشعور بالعداء والتناقض مع العدو والاصرار على رفض وجوده".
وأضاف "اليوم النقب يدافع عن هويته الفلسطينية وبالأمس هشام أبو هواش ينتفض من أجل حريته وحياته وقبلها كانت الحرائر وأبطال نفق جلبوع، وقبلها الشيخ جراح وبيتا وبرقة وكل مدن الضفة والعمليات الفدائية وقبلها سيف القدس".
وأوضح د. عليان أننا أمام مشروع متكامل وواعد يواجه العدو من ناحية ومن جهة أخرى يعمل على الرد على أولئك المتأسرلين، الذين حاولوا الإدعاء أن "إسرائيل" يهودية وستبقى كذلك أو بضعة نفر يعترفون أن هذه الـ 80% هي "إسرائيل" وكذلك ثورة أهلنا في النقب، شكل لعنة لكل الذين يتبادلون التهاني والهدايا واللقاءات الحميمية مع غانتس ولابيد، كما تشكل بصقة في وجوه الذين يحاولون التطبيع مع هذا العدو من أجل الحفاظ على زعامتهم وكراسيهم.
وتابع "ما يحدث الان في كل الجغرافيا الفلسطينية وبكافة أشكال المقاومة وليس انتهاء بما حدث في المباريات العربية عندما كانت فلسطين وأعلامها حاضرة أكثر من الدولة الفائزة، كل ذلك تعبير عن مأزق حقيقي ووجودي للعدو الصهيوني في منطقتنا، ومن يتأمل وجه الجنود الصهاينة الشاحبة والحائرة وهم يستمعون لصرخات الطفلة البدوية في النقب يدرك حجم الهزيمة التي تسكن هذا الجندي الصهيوني وعدم ثقته بروايته التاريخية حول علاقته بفلسطين وبأن هناك كياً للوعي الصهيوني سيشكل مستقبلا ثورة على الرواية الصهيونية من الصهاينة أنفسهم".
وأشار إلى أن كل قوة العدو الصهيوني وأزلام التطبيع من زعماء العرب وقيادات التنازل والتنسيق الأمني في فلسطين، لن يستطيعوا مواجهة هذا الشعب الفلسطيني العظيم والمنتفض في الضفة والقدس وال 48 وغزة، وحان وقت إعلان فشلهم في كي الوعي الفلسطيني أو إخماد جذوة الجهاد المشتعلة منذ أكثر من قرن.
ووجه د. عليان التحية لأهل النقب الذين يواجهون حملات التطهير العرقي منذ العام 1948، حتى الآن والتي كانت حلم مؤسس هذا الكيان الغاصب دافيد بن غوريون، والذي اعتبر أن تهويد النقب هي من أهم ضمانات بقاء "اسرائيل"، لافتاً إلى أن هذه البطولة من أهل النقب تلزم الكل الفلسطيني وعلى رأسها فصائل المقاومة في فلسطين، أن تضع على سلم أولوياتها حماية ودعم أهلنا في أراضي الـ 48 بكل الإمكانات، والوسائل لأن هؤلاء هم النقيض ليهودية الدولة وقانون القومية والرد العملي على هوس التطبيع والتنازل والتسويات المذلة.
وختم حديثه بالقول: "تكامل وتصاعد الفعل المقاوم الان في الضفة الغربية والداخل المحتل من شماله إلى جنوبه، إضافة إلى المقاومة في غزة كفيلة ببناء معادلة جديدة في الصراع مع العدو".