غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الجزائر من وثيقة الاستقلال إلى جهود المصالحة

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

لا تتوانى الجزائر عن نصرة القضية الفلسطينية والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني, ودعمه في مواقفه السياسية, فالشعب الجزائري وحكومته لهم مواقف تاريخية في نصرة القضية الفلسطينية, فكلما توقفت القضية الفلسطينية على مفترق طرق جاءت الجزائر لتأخذ بيدها وتمضي بها تجاه صوابية الطريق, فكما قال الرئيس الجزائري المرحوم هواري بو مدين عبارته الشهيرة «نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة» وكما فعل الرئيس الجزائري المرحوم الشاذلي بن جديد من خطوات عديدة لنصرة القضية الفلسطينية واستضافة الجزائر لاحتفالية اعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر عام 1988م والتي قرأها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات, يمضي الرئيس الجزائري عبد المجيد بن تبون على نفس النهج والطريق, فقد صرح في اول خطاب موجه للأمة، عقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم، في العاصمة الجزائر. إنه يعتبر القضية الفلسطينية «من ثوابت السياسة الخارجية للدولة الجزائرية», وأكد الرئيس تبون قائلاً: «سوف نظل سندا لإخواننا الفلسطينيين ولن نتأخر عن الاستجابة لندائهم وسنقف إلى جانب نضالهم حتى تحقيق حقهم المشروع في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشريف وتحقيق حق العودة»، كما دعا الرئيس الجزائري المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يواجه قوة استعمار غاشمة بتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بإطار الشرعية الدولية, وقد قدمت الجزائر دعماً بقيمة 100 مليون دولار للسلطة الفلسطينية التزاما منها بما أعلنته من دعم عبر الجامعة العربية لفلسطين ووفاءً لتاريخِ الجزائر الثوري بمساندة فلسطين في كل الظروف».

الرئيس الجزائري أعلن استضافة ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية، تزامنا مع زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس إلى الجزائر، وذلك في اطار الدور المتقدم للجزائر في دعم القضية الفلسطينية ونصرتها, خاصة انه من المقرر ان تستضيف الجزائر القمة العربية في شهر مارس القادم, وتسعى القيادة الجزائرية لتوحيد الموقف الفلسطيني وتماسكه حتى تبقى فلسطين حاضرة بقوة في القمة العربية القادمة, وتتصدر أولويات الزعماء العربية, وهذا لن يكتمل الا بحضور قوي للسلطة, واجماع فلسطيني على المواقف التي ستعلنها, وقد استجابت الفصائل سريعا لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون, لأنها تثق في الموقف الجزائري المبني على مصلحة الشعب الفلسطيني ومساندته والوقوف الى جانبه في الازمات, وكانت الفصائل الفلسطينية تعتزم عقد حواراتٍ في العاصمة المصرية القاهرة، في حزيران الماضي، تلبية لدعوة رسمية مصرية، لبحث عدد من الملفات السياسية والميدانية في الساحة الفلسطينية، إلا أن هذا الاجتماع جرى إلغاؤه, بعد حوارات دارت بين القيادة المصرية وقيادات في السلطة والفصائل, وقد أتى ذلك بعد شهور من عقد الفصائل الفلسطينية حوارها الأخير في القاهرة، الذي أفضى إلى الاتفاق على عقد الانتخابات العامة على عدة مراحل، تمهيداً لإجراء حوار وطني شامل استناداً إلى ما تفرزه نتائج الانتخابات, لكن الكثير من التعقيدات ظهرت في التفاصيل, واليوم تحاول الجزائر المضي في هذا الطريق بحثاً عن حلول لها, وتستند في ذلك الى علاقتها الطيبة بالكل الفلسطيني, وإدراكها أن الأخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية تتطلب العضد على الجراح لأجل تجاوز هذه المرحلة بأمان .

رئيس الدائرة السياسية في حركة «الجهاد الإسلامي» وعضو مكتبها السياسي، الدكتور محمد الهندي، قال إن وفداً من الحركة سيغادر إلى الجزائر لتلبية الدعوة الجزائرية نهاية الشهر الجاري. وأشار الهندي إلى أن اللقاءات «ستكون منفردة، ويمكن أن تتم الدعوة لإجراء حوارات فصائلية في ضوء هذه اللقاءات». الدكتور محمد الهندي قال انه لا أهمية لأي اجتماع فلسطيني أو مؤسسة فلسطينية؛ ما لم تشارك في حماية الشعب الفلسطيني وحماية الأرض الفلسطينية الواقعة تحت مسؤوليتها على الأقل”، وهذا يعني ان تصحح السلطة مسارها فورا وتقوم بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وتحمي شعبها من بطش الاحتلال وتعدد من خيارات المواجهة مع الاحتلال، وأضاف “الهندي”: “نحن في حركة الجهاد الإسلامي نرى أنه من الأولوية والأهمية الآن، هي القيام بحماية شعبنا الفلسطيني المنتفض في الضفة الغربية والنقب؛ والمهددة أرضه بالمصادرة والتهويد؛ وبيوته بالهدم الجائر, فهذه الخطوات اذا ما أقدمت عليها السلطة ستؤسس لحوارات جادة وحقيقية قد تنتهي بمصالحة فلسطينية شاملة, المهم ان تشرع السلطة بخطوات للفكاك من قبضة الاحتلال, كما ان اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لا يمثل المجموع الفلسطيني كله لان حماس والجهاد الإسلامي خارج المنظمة, لذلك قال الهندي “نحن في حركة الجهاد الإسلامي خارج منظمة التحرير حتى الآن، ولسنا جزءاً من مؤسساتها، وبالتالي فنحن لا نشارك في اجتماع المجلس المركزي للمنظمة، كما لا نعول عليه لاستعادة الوحدة الفلسطينية, وهذه دعوة للسلطة لتصحيح هذا الأمر فورا, وهذا عامل مهم من عوامل نجاح جهود الجزائر في إنجاز المصالحة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".